1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أجواء أعياد الميلاد بألمانيا تنغصها مخاوف من الإرهاب

علاء جمعة٢ ديسمبر ٢٠١٥

مع اقتراب أعياد الميلاد تتباين مشاعر الألمان إزاء مخاطر عمليات إرهابية في بلدهم بعد أسابيع من اعتداءات باريس. فبينما يخشى البعض حدوث هجمات يقلل آخرون من تلك المخاوف ويحذرون من المبالغة أو ربط التطرف بأزمة اللاجئين.

https://p.dw.com/p/1HFVw
Alsdorf Deutschland Polizei SEK Jobcenter Festnahmen Terrorismus
صورة من: Getty Images/S. Steinbach

بخطوات واسعة تخطو زابينه نحو مكان عملها في إحدى الأسواق الخاصة ببيع مستلزمات عيد الميلاد بمدينة كولونيا الألمانية، وعيونها تراقب المكان، فبالرغم من تطمينات السلطات الألمانية من أن أسواق عيد الميلاد آمنة من خطر الهجمات الإرهابية، إلا أنها ومع اقتراب أعياد الميلاد وبعد بضعة أسابيع من تفجيرات باريس الأخيرة، لا زالت تشعر بالخوف في الأماكن العامة، وما يزيد من خوفها هو حصولها على فرصة عمل مؤقتة كبائعة لإحدى مستلزمات الشموع في أحد أكشاك سوق عيد الميلاد.

وبينما كانت زابينة تراقب المكان قالت لـ DW عربية "أشعر بالخوف، لأن التفجيرات حصلت فجأة، ولم أعد أشعر بالأمان". وتابعت "لا أريد ربط موضوع التفجيرات باللاجئين ولكني لا أستطيع منع نفسي من التفكير في ذلك". وشهدت مدن ألمانية هجمات ضد لاجئين سوريين وعرب، بعد التفجيرات الإرهابية التي حصلت في باريس. كما حاول البعض الزج بموضوع الخطر المحتمل من اللاجئين السوريين وربطهم بالعمليات الإرهابية. كما رفعت أطراف يمينية متطرفة مثل بيغيدا لافتات في الشوارع للحديث عن خطر "أسلمة ألمانيا" و"أسلمة الغرب".

الحذر واجب

من ناحيته يرى ميشائيل شميدل معلم ديانات في إحدى المدارس أن الحذر واجب، فلا أحد يعرف أين يمكن حدوث الضربة التالية ويقول "لست خائفا، بل ألتزم الحذر فقط" ويتابع "أعتقد انه إذا خفنا، وانتشرت ثقافة الخوف في المجتمع فإن الإرهاب يكون قد حقق واحدة من أهم أهدافه". ويرفض شميدل الربط بين اللاجئين السوريين القادمين لألمانيا وبين الهجمات الإرهابية، ويقول "لا أعتقد أنه من الصحيح ربط موضوع اللاجئين بموضوع الإرهاب". ويعتقد معلم الديانات أن المجتمع الألماني تكون لديه نوع من الخوف من الإسلام لأن الناس العاديين لا يعرفون تفاصيل الحقائق وهم عادة ضحايا للترويج الإعلامي المكثف لبعض المتطرفين ويقول " نسمع في الأخبار عن التفجيرات التي تحدث في البلدان الإسلامية والتي تنفذها مجموعات متشددة ويتم ربط ذلك بالإسلام في ذهن العامة، غير أن هذا ليس صحيحا".

Hochschule Bonn-Rhein-Sieg - Olaf Lenders
اولاف ليندر لـ DWعربية "إن البعض في ألمانيا يضع الجميع في بوتقة واحدة وهو أمر خاطئ"صورة من: privat

من ناحيته يرى مهندس المعلوميات ميشائيل هويبن أن احتمالية حدوث تفجير إرهابي قائم في العالم كله وليس فقط في ألمانيا، لذلك فهو ليس خائفا أبدا، بل يعتبر أن تكرار مثل هذا الحديث هو نوع من المبالغة الإعلامية ويقول " احتمالية وفاة أي شخص في حادث مروري مثلا هو أعلى بكثير من موته في حادث إرهابي" والناس تركب السيارات والمواصلات العامة دون قلق".

هنالك عنصرية في المجتمع الألماني

ويرى هويبن أن ربط موضوع التفجيرات الإرهابية باللاجئين الفارين أصلا من الإرهاب هو أمر غير عادل ويقوم على قصر النظر ويقول " لا أتفهم ربط الإرهاب بالعرب القادمين" ويتابع " غالبية منفذي الهجمات الإرهابية كانوا أوروبيين أو يحملون الجوازات الأوروبية"، ويتابع " ربط الموضوع بالأجانب به نوع من العنصرية" . وبالنسبة إلى هويبن فأنه يرى أن الساسة في ألمانيا - نظرا لاعتبارات حزبية - يرضخون لمطالب بعض المتطرفين اليمينيين الذين ينادون بأبعاد الأجانب ووقف الأسلمة، ويقول " بعض المتطرفين اليمينين يريدون استخدام المسلمين كبش فداء للمشاكل الحياتية اليومية هنا، فيبدأون بالعزف على "نغمة الخوف من المسلمين" ، مثل الحديث عن خطف الوظائف وما الى ذلك من مبررات فارغة" ويقول هويبن "هؤلاء المتطرفون يلجأون دائما لمبررات جديدة. أذكر أنه في عام 1991 شهدت بعض المدن الألمانية حرق بعض بيوت إيواء اللاجئين ولم تكن وقتها أية تهديدات إسلامية مفترضة".

Danke Deutschland Arabische Redaktion
الخبيرة في شؤون اللاجئين إنغة هيرتس: "أنا متأكدة أنه مع مرور الزمن ستتلاشى مخاوف الكثيرين."صورة من: DW/A. Juma

الإرهاب لا دين له

أحد اللاجئين السوريين ويدعى أحمد الرفاعي قال لـ DWعربية إن الإرهاب لا دين له، ولذلك فان ربط موضوع الإرهاب باللاجئين هو أمر مرفوض وأضاف: "لسنا متهمين لندافع عن أنفسنا". كذلك يرى الأديب السوري محمد المطرود بأن "تيارات يمينية تحاول استغلال المزاج العام لتحريك ملف اللاجئين". ويتابع المطرود أن ربط موضوع الهجمات الإرهابية باللاجئين وبالسوريين فيه نوع من الغبن"، ويقول " حتى لو تبنت داعش العمليات وقالت إنها ثأر للسوريين فإن هذا الكلام غير منطقي". محاضر اللغة الانجليزية اولاف ليندر قال لـ DWعربية "إن البعض في ألمانيا يضع الجميع في بوتقة واحدة وهو أمر خاطئ للأسف". ويقول "تماما كما نتحدث مجازا ونقول الاسكندافيين ونقصدهم جميعا أو الأوروبيين وهم مختلفون تجد البعض وهو يقول العرب أو المسلمون" . وقال "انأ لست خائفا من حدوث هجمات في ألمانيا" ويرى أولاند أن البعض يحاول استغلال وجود اللاجئين لتخويف المجتمع الألماني قائلا: " كنا في رحلة منذ أسابيع قليلة وكنا حوالي 60 شخصا ولاحظت وجود ترقب من بعض الألمان القاطنين هناك وسلموا علينا ورددنا التحية وخطر ببالي كيف لو كانت هذه المجموعة التي تمارس رياضة المشي هي من العرب مثلا فهل سيكون استقبالهم لطيفا؟

مشاريع مشتركة لمزيد من التفاهم

من جهتها أكدت الخبيرة في شؤون اللاجئين إنغة هيرتس أنها تتفهم بصفتها ألمانية تخوف بعض الألمان من اللاجئين" وهذا أمر طبيعي، فالعدد الذي قدم كان كبيرا، وحدث في وقت قصير نسبيا، ومن الطبيعي أن يكون الناس متخوفين بعض الشيء." وأضافت هيرتس "أعتقد أنه من المهم القيام بأنشطة مشتركة تجمع الألمان باللاجئين" وقالت مثل هذه المساعي مهمة جدا للتقارب بين اللاجئين والألمان، فالإنسان بطبيعته يخاف من الأمور التي يجهلها، والحديث الذي يدور بين السوريين والألمان، أو الأنشطة المشتركة، تقربهم من بعضهم بشكل أكبر." وقالت "أنا متأكدة أنه مع مرور الزمن ستتلاشى مخاوف الكثيرين."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد