أجمل من الخيال- بودنزي بين ألمانيا والنمسا وسويسرا
بحيرة تخلط وقائع التاريخ بسحر الجغرافية، تحيطها غابات وتجتمع على سواحلها ألمانيا وسويسرا والنمسا على سفوح جبال الألب. يخترقها نهر الراين قادما من الجنوب لترسم ضفافه حدود الدول. بحيرة كونستانس (بودنزي بالألمانية) في صور.
مدينة كونستانس هي المركز الحضري لبحيرة كونستانس في قلب جبال الألب. أجمل ما فيها الكاتدرائية، المرفأ التاريخي، والمركز التجاري القديم في المدينة.
ليس بعيدا عن بحيرة كونستانس تقع جزيرة مايناو التي تملكها أسرة برنادوت النبيلة، وقد خلقت فيها تلك الأسرة فردوسا من الورد والزهر قبل قرون ما زال يانعا. على الزائر أن يدفع رسم دخول زهيد ليتاح له زيارة معرض الزهر الجميل، والربيع دائما خير الفصول للزيارة.
تشتهر جزيرة رايشناو الظاهرة في الصورة بفواكهها، ولكن هذا ليس وحده سبب يدعو لزيارتها، فقد احتلت هذه الجزيرة- وهي الأكبر في بحيرة كونستانس – مكانها على قائمة مواقع التراث العالمي الخاصة باليونسكو.
إضافة إلى مايناو ورايشناو، تضم البحيرة جزيرة لينداو. الزوار لن يجدوا فيها مروج الزهر ولا بساتين الفاكهة، لكن بوسعهم التجول في مدينة صغيرة تضم مرفأ وفنارا وتنتشر فيها كثير من المقاهي والحانات. الوصول إليها يتطلب رحلة قصيرة بالزورق، وهذا يزيد من المتعة.
تكاد بحيرة كونستانس أن تكون بحرا صغيرا، فضفافها المترامية لا تتبادل النظر، ويمكن للزوارق والزوارق السريعة واليخوت الصغيرة أن تبحر ساعات طويلة دون أن تصل ساحلا بعينه. وبسبب تقلبات الطقس ومساحة المسطح المائي الكبير لابد من رخصة خاصة للإبحار.
لمدينة ميرزبورغ الصغيرة نكهة خاصة ببيوتها ومقاهيها وحاناتها المشيدة بالخشب العتيق. وعلى المرء أن يتذوق مشروباتها الشهيرة، كما ينبغي عليه أن يزور قلعة ميرزبورغ حيث بوسعه أن يتعرف على بيت الشاعرة انيته فون دروسته-هيلزهوف.
في مدينة ميرزبورغ بوسعك أن تستأجر دراجة هوائية وتسافر بها على ضفاف البحيرة وصولا الى اونتراولدنغين مستمتعا بالساحل الجميل والمباني الباقية من عصر البرونز التي أعيد أعمارها، فيما عثر على كثير منها وقد غمرته المياه.
استمر بدراجتك لتصل إلى جزيرة بيرناو، فالأمر يستحق المشقة، إذ أنّ فيها كنيسة من عصر الباروك بوسعك أن تستمع بمنظر البحيرة من جنينتها. في الكنيسة تمثال "آكل العسل" الذي أنجزه الفنان يوزف انتون فيوختماير.
بحيرة كونتانس هي المكان الوحيد في أوروبا الذي تغيب فيه الحدود تماما، ولا تختلف الدول المتشاطئة على المياه فيها.على الساحل النمساوي يقام مهرجان بيرغنتس كل صيف. وعلى منصة عائمة عملاقة يعزف الموسيقيون ويغني المطربون، وغالبا ما يلقي المحتفلون بأنفسهم في الماء لشدة حماسهم.
كل عام في شهر آب/ أغسطس يقام مهرجان "زيناختس فيست " حيث يتدفق ألوف الزائرين للتمتع بمشهد الألعاب النارية الذي يجري على سواحل البحيرة على أنغام الموسيقى. الدول الثلاث المطلة على البحيرة الأسطورية تحرق أكثر من طن من الألعاب النارية في تلك الليلة.