عبدة "وحش السباغيتي الطائر" يطالبون بحقوقهم في ألمانيا
٥ سبتمبر ٢٠١٧يدور نزاع قانوني بين أتباع ما يسمى بـ"كنيسة وحش السباغيتي (المعكرونة) الطائر" وبين السلطات في إحدى مدن ألمانيا حول يافطات في الشوارع تروج لـ"عِظة المعكرونة (السباغيتي)" الخاصة بهم. ومن المفترض أن تنظر المحكمة الدستورية الألمانية فيما إذا كانت هذه "الكنيسة" التهكمية هي بالفعل جماعة دينية لها حقوقها مثل بقية المجموعات الدينية التقليدية في المجتمع.
هذه "الكنيسة" تهدف إلى التهكم على مفهوم الدين وذلك بعبادتها تهكمياً لـ"وحش" مُكّون من المعكرونة (سباغيتي) وكرات اللحم. وتروج لمفهومها للجنة الذي يتضمن شرائط المعكرونة وبركاناً من البيرة. تجمع هذه المجموعة كميات كبيرة من المعكرونة وتتشارك مع الآخرين في أكل المعكرونة وشرب البيرة.
لكن منذ سنوات يحتدم النزاع بين أتباع هذا "الدين" التهكمي وبين سلطات مدينة تيمبلين الواقعة شمال شرق ألمانيا حول حقهم في تعليق يافطات في الشوارع توضح خدمات كنيستهم المفترضة، وذلك في تقليد للافتات مشابهة تضعها الكنائس المسيحية التقليدية في الشوارع الألمانية من أجل الترويج لعقيدتها والإعلان عن أوقات وأماكن إعطاء عِظاتها.
لكن سلطات المدينة أزالت يافطات "كنيسة وحش المعكرونة الطائر" من شوارع المدينة، واصطفت المحاكم المحلية والإقليمية إلى جانب السلطات، وقرر القضاة في ولاية براندبورغ الشهر الماضي (أغسطس/ آب 2017) بأن هذه الكنيسة ليست جماعة دينية حقيقية لأسباب منها أن هذه الكنيسة لا تعتنق عقيدة معينة.
كما حكمت المحكمة الإقليمية العليا بأن انتقاد هذه المجموعة للأديان لا يكفي من أجل اعتبارها مجموعة دينية، باعتبار أن القانون الألماني ينص على أن الفلسفات الحياتية المستندة إلى عقيدة وإلى خطوط إيمانية واضحة هي التي بإمكانها أن تُعتبر عقائدَ وأدياناً حقيقية.
وليس من الواضح بعد متى ستقوم المحكمة الدستورية الألمانية بالنظر في هذه القضية. بيد أن أحد زعماء أنصار "وحش المكرونة الطائر" قال إنهم مستعدون لأخذ القضية إلى المحكمة الأوروبية، علماً بأن هذه المحكمة ستكون آخر خيار لأنصار هذه المجموعة في حال فشلوا في استصدار قرار لصالحهم في المحكمة الدستورية الواقعة في مدينة كارلسروه الألمانية.
"وحش السباغيتي الطائر" هو إله هذه "الديانة" التهكمية الاحتجاجية التي تم تأسيسها عام 2005 على يد خريج فيزياء أمريكي عبَّر عن إيمانه بخالق على شكل سباغيتي وكرات لحم اسمه: وحش السباغيتي الطائر. ويطالب أنصار هذه "الديانة" بتدريس "الديانة الباستافاريانية" في المدارس. واسم الديانة الـ "باستافارية" مقتبس من كلمة "باستا"، التي تعني المعكرونة بالإيطالية. وبات ملحدون كثيرون يشيرون إليها في حواراتهم ونقاشاتهم ومقالاتهم.
يشار إلى أن أحد أنصار هذه المجموعة في النمسا كسب عام 2011 قضية ارتداء شرائط المعكرونة على رأسه، كي تظهر في صورته الشخصية على رخصة السواقة الخاصة به، مدعياً أن ذلك ينتمي إلى "عقيدته". ومنذ تأسيسها في الولايات المتحدة عام 2005، انتشر أتباع هذه "الكنيسة" في أجزاء من العالم. ويُقدر أتباعها الممارسين لـ "عقائدها" في ألمانيا بـ 20 ألف شخص.
ع.م/ ي.أ (DW)