DW تتحقق: حاملة الطائرات روزفلت ليست في طريقها للشرق الأوسط

تتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار منذ أشهر، ما يهدد بتصعيد الصراع إلى حرب واسعة النطاق.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد (23/6/2024) أن انتهاء المرحلة المكثفة من القتال في قطاع غزة سيسمح لإسرائيل بنشر المزيد من القوات على طول الحدود الشمالية مع لبنان. وهدد مسؤولون إسرائيليون بشن هجوم عسكري على لبنان إذا لم يتم التوصل إلى تسوية تفاوضية لدفع حزب الله، الميليشيا الشيعية القوية في لبنان، بعيداً عن الحدود.

في خضم هذه التوترات المتزايدة انتشرت موجة من الشائعات والادعاءات غير الموثقة وانتشرت مقاطع فيديو مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية. قامت DW بالتحقق من بعضها:

أسطول البحرية الأمريكية في طريقه إلى البحر الأبيض المتوسط؟

الادعاء:

"حاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت في طريقها حاليًا إلى ساحل إسرائيل على البحر الأبيض المتوسط ​​بسبب الحرب المتوقعة مع حزب الله".

هذا ما زعمه منشور على موقع إكسنُشر في 22 حزيران/يونيو . وصلت التغريدة إلى حوالي 2.2 مليون مستخدم حتى وقت نشر هذا المقال. وقد تكرر هذا الادعاء في منشورات متعددة على موقع إكس، وحصد كل منها عشرات الآلاف من المشاهدات.

حُكم DW:

خطأ.. تشارك حاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت في مناورة عسكرية مع كوريا الجنوبية واليابان هذا الأسبوع.

وأفاد موقع USNI NEWS، وهو موقع إخباري مرتبط بالمعهد البحري الأمريكي، يوم الأحد (23/6/2024)، أن حاملة الطائرات الأمريكية وعددا من السفن المصاحبة لها ستتوجه إلى الشرق الأوسطبعد التدريبات. ومع ذلك، فإن الادعاءات بأنها في طريقها حاليًا إلى الشرق الأوسط غير صحيحة. 

صور مزيفة عن حشود عسكرية في إسرائيل

كما هو الحال مع أي أزمة، فإن العديد من مقاطع الفيديو والصور القديمة تعود إلى الظهور على الإنترنت، مدعية بشكل غير صحيح أنها تصور التطورات الأخيرة للأحداث.

وفي حالة التوترات الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، حصدت بعض مقاطع الفيديو مشاهدات كبيرة، خاصة ما يُزعم أنها تُظهر الجيش الإسرائيلي يتحرك نحو الحدود مع لبنان، أو يتلقى مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة عبر طائرات تهبط في مطار تل أبيب.

وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".

الادعاء:

يُظهر هذا الفيديو (المؤرشف هنا) قوات إسرائيلية في طريقها إلى لبنان. ويُظهر المقطع، الذي يبدو أنه تم تسجيله من مركبة متحركة، صفاً من الدبابات تحمل لافتات إسرائيلية على طول الطريق السريع.

وعلق منشور على موقع إكس قائلاً: "الجيش الإسرائيلي يتحرك شمالاً لتحرير لبنان، في حركة مستمرة لأكثر من 48 ساعة متواصلة".

تم نشر الفيديو في 24 يونيو/حزيران، وحصد حوالي 11000 مشاهدة. وقدم منشور آخر باللغة الإسبانية، نُشر في اليوم نفسه، ادعاءات مماثلة وحصل على حوالي 313 ألف مشاهدة وشاركه حوالي ألف حساب.

 

حُكم DW:

خطأ.. الفيديو قديم ولا يصور الانتشار الأخير للجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية. يكشف البحث العكسي لإحدى لقطات الفيديو أن هذه اللقطات قد تم نشرها عدة مرات خلال الأشهر الماضية. تم نشر نسخة من الفيديو على موقع إكس في مارس، وظهرت نسخة أخرى في أكتوبر 2023 على موقع تيك توك.

يستمر ظهور المزيد من الأمثلة على استخدام اللقطات القديمة المقترنة بادعاءات جديدة عبر الإنترنت.

 

يُزعم أن أحد مقاطع الفيديو، الذي نُشر على  موقع إكس مع تعليق باللغة العربية، يُظهر "قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي تتجه من الجنوب إلى الشمال استعدادًا للحرب مع منظمة حزب الله الإرهابية". ومع ذلك، أثبت البحث العكسي أن عمر الفيديو لا يقل عن بضعة أشهر وتم نشره عدة مرات، منها على سبيل المثال  في شهر مايو الماضي.

هل تم رصد طائرة أمريكية وهي تنقل أسلحة لإسرائيل؟

الادعاء:

شوهدت طائرة تابعة لسلاح الجو الأمريكي وهي تهبط في مطار بن غوريون، ويُزعم أنها تحمل أسلحة.  حصل هذا المنشور على موقع إكس على أكثر من 7000 مشاهدة.

حُكم DW:

لم يتم إثباته. كشف البحث العكسي للصور أن الطائرة التي تظهر في الصورة التي انتشرت على حسابات مختلفة بموقع إكس أنها لطائرة عسكرية أمريكية من طراز Boeing C-17 Globemaster، وهي طائرة شحن عسكرية مخصصة لنقل البضائع.

من خلال تتبع مسار هذا النوع من الطائرات، يمكننا أن نؤكد أن طائرة من هذا الطراز قد هبطت بالفعل في مطار بن غوريون في إسرائيل يوم 24 يونيو/حزيران الساعة 10 صباحًا بالتوقيت المحلي وكانت متجهة من قبرص في رحلة استغرقت 35 دقيقة. لكن من غير الواضح ما إذا كانت تلك الطائرة تحمل أسلحة أم لا.