1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

يوم دام آخر في سوريا والضغوط الخارجية تتصاعد على نظام الأسد

٧ أغسطس ٢٠١١

أفاد ناشطون وحقوقيون عن سقوط عشرات القتلى والجرحى خلال اقتحام الجيش السوري لدير الزور ومناطق أخرى من البلاد. وفيما طالبت الجامعة العربية والأمم المتحدة بوقف العنف ضد المحتجين تصاعدت لهجة الانتقادات بين كل من أنقرة ودمشق.

https://p.dw.com/p/12Caq
حماة، صورة من الأرشيفصورة من: AP Photo / SHAMSNN

قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي إن 42 مدنيا قتلوا وجرح أكثر من 100 شخص برصاص قوات الأمن ووحدات من الجيش أثناء العمليات العسكرية التي يشنها الجيش على مدينة دير الزور". وأضاف لوكالة فرانس برس، أن 10 مدنيين على الأقل قتلوا في الحولة، لافتا إلى أن "العدد مرشح للزيادة بسبب استمرار العمليات العسكرية". وذكر الحقوقي السوري أن "العمليات العسكرية التي قامت بها قوات الجيش تركزت في حي الجورة الذي قتل فيه 28 شخصا وفي حي الحويقة حيث قتل 14 مدنيا". وأوضح رئيس الرابطة أن هذه العملية "ترافقت مع حملة اعتقالات"، كما أشار ريحاوي "إلى حركة نزوح الآلاف من دير الزور باتجاه الحسكة (شمال شرق)".

وكانت "تنسيقيات الثورة السورية" قد قالت في وقت سابق أن ما لا يقل عن سبعين مدنيا سوريا قتلوا في هجوم عسكري شنته قوات الرئيس بشار الأسد الأحد (السابع من آب/ أغسطس 2011) بهدف إخماد احتجاجات شعبية تطالب بإسقاط نظام حكمه. وأضافت التنسيقيات أن أغلبية القتلى في مدينة دير الزور التي اقتحمها الجيش السوري في وقت مبكر الأحد وأن هناك 13 قتيلا في سهل الحولة على بعد ثلاثين كيلومترا شمالي مدينة حمص، التي اقتحمتها الدبابات والمدرعات أيضا. ونقلت رويترز عن الناشطة سهير الاتاسي عضو الاتحاد، من دمشق قولها إن "هذه أرقام أولية وإن أعداد القتلى والجرحى تتزايد ساعة بساعة".

من جهتها أفادت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن دبابات الجيش ومدرعاته اقتحمت فجرا أحياء عدة في مدينة دير الزور في إطار حملة اعتقالات واسعة. وقال عبد الرحمن "إن الدبابات منتشرة في شوارع وأحياء من المدينة وعلى التلال المحيطة بها". وأضاف أن "أصوات القذائف تسمع في أحياء عدة من المدينة وتختلط بأصوات التكبير التي تعلو من المساجد". وقدر المصدر عدد دبابات ومدرعات الجيش المشاركة في العملية بما يناهز 250 آلية. وكان عبد الرحمن أفاد في وقت سابق أن الأهالي عمدوا إلى عرقلة تقدم الجيش بواسطة حواجز وسواتر ترابية أقاموها في حيهم.

استمرار سياسة القبضة الحديدية

No Flash Nahost Syrien Proteste
نظام الأسد اختار منذ البداية لغة الرصاص للتعامل مع مطالب المحتجينصورة من: dapd

في سياق متصل أعلنت "لجان التنسيق المحلية في سوريا" في بيان أن "الجيش اقتحم كلا من أحياء الموظفين، القصور، العمال، الجورة، الطب،الضاحية، الرشدية، الحوريقة، كنامات، فيما سمعت أصوات انفجارات قوية جدا في مختلف أرجاء المدينة". وأشار البيان أيضا إلى ما وصفه ب"انشقاق كبير" في صفوف الجيش خلال اقتحامه منطقة الجورة، مؤكدا أن "العناصر المنشقة تحاول حماية الأهالي من هجوم الأمن والشبيحة (ميليشيات موالية للنظام)". من جهة أخرى ذكر نشطاء في إدلب السبت أن "متظاهرين خرجوا بعد صلاة التراويح في المدينة وصل عددهم إلى عشرين ألف متظاهر قبل أن تتدخل الأجهزة الأمنية وتفرقهم بالقوة وتعتقل العشرات منهم".

أما الوضع في حماة فلا يزال يسوده الغموض، إذ لا تزال الاتصالات مقطوعة عن المدينة مما لا يسمح بمعرفة وقائع الإحداث. وأفاد شهود وناشطون أن العشرات قتلوا في هذه المدينة اثر عمليات عسكرية واسعة بدأت منذ أيام بررتها السلطات بالعمل على "إعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة في مواجهة "التنظيمات الإرهابية المسلحة" حسب الرواية الرسمية. يذكر أنه يصعب التحقق من هذه الروايات من مصادر مستقلة نظرا لمنع السلطات السورية دخول المراسلين الأجانب إلى هذه المناطق.

قلق الأمم المتحدة والجامعة العربية

Flash-Galerie Protest Homs Syrien 06.05.2011
تواصل المظاهرات الحاشدة رغم التصعيد في القمع.صورة من: AP

من جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في اتصال هاتفي السبت بالرئيس السوري بشار الأسد إلى وقف الحملة العسكرية التي يشنها نظامه ضد المتظاهرين المناهضين له. وحثه على الوقف الفوري لاستخدام القوة ضد المدنيين. وأوضح مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام أن الأخير أعرب في اتصاله الهاتفي بالأسد عن قلقه الشديد وقلق المجتمع الدولي إزاء تصاعد أعمال العنف وارتفاع حصيلة القتلى في سورية خلال الأيام الماضية. وطالب الأمين العام بضرورة وقف الاعتقالات الجماعية فورا لكي تكون هناك مصداقية لتدابير الإصلاح التي أعلن عنها الرئيس السوري مؤخرا. كما جدد مطالب المجتمع الدولي المتعلقة بضرورة سماح الحكومة السورية باستقبال بعثات من الوكالات الإنسانية الدولية ومن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.

من جهتها نقلت وكالة الأنباء القطرية عن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قوله إن الجامعة تشعر "بقلق متزايد" بشأن التطورات في سوريا ودعا السلطات إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف ضد المحتجين. وأصدر العربي بيانا عبر فيه عن انزعاجه الشديد من تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا من جراء تصاعد العنف والأعمال العسكرية الدائرة في حماة ودير الزور وأنحاء مختلفة من البلاد.

السجال التركي السوري في تصاعد

وفي سياق تفاعلات المواقف الدولية انتقدت المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس بشار الأسد بثينة شعبان رد الفعل التركي إزاء الوضع في بلادها وقالت "إذا كان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو قادما إلى سورية لينقل رسالة حازمة فإنه سيسمع كلاما أكثر حزما بالنسبة للموقف التركي الذي لم يدن حتى الآن جرائم القتل الوحشية التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية المسلحة بحق المدنيين والعسكريين والشرطة".

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قد أعلن في وقت سابق أن صبر تركيا "نفد" إزاء استمرار نظام الأسد في قمعه الدموي للمتظاهرين ولذلك سيرسل وزير خارجيته احمد داود أوغلو إلى دمشق الثلاثاء لينقل إليها "بحزم رسائل" بهذا المعنى. يشار إلى أن سوريا تشهد موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف آذار/ مارس الماضي واجهها النظام بقوة السلاح وأسفرت عن سقوط حوالي ألفي قتيل، كما اعتقل ما لا يقل عن 12 إلف شخص ونزح الآلاف وفق بيانات منظمات حقوق الإنسان المتابعة للشأن السوري.

(ح.ز/ أ.ف.ب، د.ب.أ، رويترز)

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات