وزير سوري: لا يمكن لأي طرف الانتصار في الحرب
٢٠ سبتمبر ٢٠١٣قال نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل إن الصراع في سوريا وصل إلى طريق مسدود حيث لا يوجد لدى أي من الطرفين القوة الكافية لهزيمة الآخر. وقال جميل في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية إن الاقتصاد السوري عانى من خسائر بلغت نحو 100 مليار دولار نتيجة الحرب بين الحكومة والمعارضة. وأضاف أنه "لا المعارضة المسلحة ولا النظام قادر على هزيمة الجانب الآخر". وتابع "هذا التوازن الصفري للقوى لن يتغير لفترة من الوقت".
كما أشار جميل إلى أن الحكومة السورية ستطلب "إنهاء التدخل الخارجي ووقف إطلاق النار وإطلاق عملية سياسية سلمية بطريقة يستطيع الشعب السوري معها تقرير مصيره دون تدخل خارجي وبطريقة ديمقراطية"، أثناء مؤتمر جنيف2. ورفض نائب رئيس الوزراء السوري تقرير الأمم المتحدة الذي صدر الأسبوع الماضي حول الهجوم الكيماوي الذي أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص في أواخر أغسطس/ آب ووصفه بأنه "غير موضوعي تماما".
ولكن الناطق الرسمي باسم حزب "الإرادة الشعبية" السوري الذي يتزعمه قدري جميل نفى ما نقل عن الأخير قوله إن "الحكومة السورية ستطلب خلال مؤتمر جنيف وقفاً لإطلاق النار". وقال الناطق ، في تصريح نشرته صحيفة "قاسيون" المتحدثة باسم الحزب، إنه "لا صحة لما نُقل عن لسان قدري جميل، أمين حزب الإراداة الشعبية في مقابلته، التي أجراها مع مراسل صحيفة/الجارديان/ البريطانية أمس من أن الحكومة السورية ستطلب خلال مؤتمر جنيف (2) وقفاً لإطلاق النار". واتهم الناطق مراسل صحيفة الجارديان بأنه "لم يكن دقيقاً ومهنياً وموضوعياً في نقل فحوى الحديث بل قام باجتزائه وتشويهه".
ويعتقد على نطاق واسع أن جميل بعيد عن دائرة القرار الضيقة المحيطة بالرئيس السوري بشار الأسد وأن المراقبين لا ينظرون إلى تصريحاته على أنها قد تعبر فعلا عما يفكر به النظام. وكان جميل الذي يقود أحد فصائل الحزب الشيوعي السوري قد انضم إلى نظام الرئيس بشار الأسد وعينه الأخير نائبا لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير التجارة الدولية وحماية المستهلك.
الائتلاف يدين ممارسات مقاتلي القاعدة
في غضون ذلك دان ائتلاف المعارضة السورية في بيان ما وصفه "عدوان" الدولة الإسلامية في العراق والشام و"ممارساتها القمعية"، معتبرا أنها تتناقض مع "مبادىء الثورة السورية"، وذلك بعد يومين من سيطرة مقاتلين جهاديين على مدينة اعزاز في شمال غرب البلاد إثر معركة خاطفة مع الجيش الحر.
وهي المرة الأولى التي ينتقد فيها الائتلاف بهذا الوضوح تنظيما جهاديا، بعد أن اكتفى في مراحل سابقة بالتمايز عن المجموعات الإسلامية المتطرفة التي تقاتل النظام، من دون رفضها.
وأكد الائتلاف أن "الشعب السوري الحر يميل إلى التوازن والاعتدال واحترام التعدد الديني والسياسي ويرفض التكفير الأعمى والفكر الإقصائي وما يبنى عليه من سلوكيات إجرامية بحق المواطنين من مسلمين وغير مسلمين". مشيرا إلى "أن أخلاق الثورة وقيمها تعكس أخلاق الإسلام وقيمه الإنسانية السامية".
وسيطرت "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على مدينة اعزاز التي كانت تحت سيطرة الجيش السوري الحر بعد معركة استمرت ساعات مع "لواء عاصفة الشمال"، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في مدينة اعزاز بين "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) و"لواء عاصفة الشمال" المنضوي ضمن الجيش الحر، وذلك بعد يومين من سيطرة داعش على اعزاز إثر معركة خاطفة مع لواء عاصفة الشمال.
أولاند سيزود المعارضة بالسلاح
وفي تطور ذي صلة بالمعارضة، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أن فرنسا ستزود الجيش السوري الحر بالسلاح. وقال أولاند في مؤتمر صحافي "الروس يسلمون (النظام السوري السلاح) في شكل منتظم، ولكن نحن، سنقوم بذلك في إطار موسع، مع مجموعة من الدول وفي إطار يمكن إخضاعه للمراقبة" وأضاف الرئيس الفرنسي "قلنا دائما إننا نريد مراقبة عمليات تسليم الأسلحة إذا قمنا بهذا الأمر، بحيث تصل إلى الجيش السوري الحر".
أ.ح/ ف.ي (د ب أ، رويترز، أ ف ب)