وزير الخارجية العراقي: "نتائج الخطة الأمنية لن تظهر بشكل فوري"
٢٢ فبراير ٢٠٠٧يعيش العراق تطورات متناقضة مع بدأ العمل باستراتيجية أمنية جديدة لم تتضح ملامحها بعد بالكامل. ففي حين تنحو الإدارة الأمريكية إلى زيادة عديد قواتها المرابطة في العراق لتدارك التدهور الأمني خلال الأشهر القليلة الماضية أعلن رئيس الوزراء البريطاني انسحابا جزئيا لقوات بلاده من العراق مما ينم عن تحسن نوعي للأوضاع الأمنية، في نفس الوقت تستعد القوات العراقية تدريجيا لتحمل مسؤوليات الأمن. وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي حضر إلى العاصمة الألمانية برلين لإجراء سلسلة من النقاشات السياسية مع المسؤولين الألمان حل أمس ضيفا على مقر تلفزيون دويتشه فيله في برلين حيث شارك إلى جانب عدد من الصحفيين الألمان في ندوة نقاش تناولت التطورات الأخيرة على الساحة العراقية. فما هو موقف الحكومة العراقية من هذه التطورات؟
الانسحاب البريطاني مرهون بتحسن الوضع الأمني
يدرك وزير الخارجية العراقي أن بلاده تمر في الوقت الراهن بمرحلة صعبة يطبعها التدهور الأمني وكثرة الحديث في وسائل الإعلام عن أجواء الحرب الأهلية في العراق. لكن زيباري ينظر إلى مستقبل بلاده والتطورات التي يمر بها مؤخرا بتفاؤل معربا عن إيمانه بمستقبل زاهر لعراق الغد. أما فيما يخص قرار الحكومة البريطانية سحب جزء من وحداتها العسكرية العاملة في العراق على مراحل فقد اعتبر أن هذا القرار يتلائم مع التطورات الأمنية التي يعيشها جنوب العراق حيث قال: " الأوضاع العامة الأمنية في المحافظات الجنوبية هي أفضل بكثير من الوضع في بغداد والظروف تختلف". وفي نفس السياق يقول الوزير: "ليس هناك قرار بريطاني بالانسحاب الفوري أو التسريع من هذه المهمة، لأنه لا زالت هناك تحديات أمنية قائمة". كما أشار أيضا في هذا الخصوص إلى أن الحكومة العراقية ماضية في استلام المسؤوليات والمهمات الأمنية من القوات الأجنبية والمتعددة الجنسيات في العراق.
الخطة الأمنية وتحديات المستقبل
تعد النتائج الأولية للخطة الأمنية الجديدة في بغداد التي وصفتها الحكومة العراقية والأمريكية بالناجحة في نظر المسؤول العراقي خطوة مهمة على طريق بسط الأمن في العراق الذي بات أحوج إلى مزيد من الاستقرار. وقال الزيباري في هذا الصدد: "نحن نعتقد بأن فرص نجاح خطة فرض القانون في بغداد كبيرة جدا والنتائج سوف لن تظهر بشكل فوري وإنما ستستغرق بعض الوقت ربما بعض الأشهر".
لكنه من جانب آخر يدرك جيدا، مثله مثل عدد من المراقبين للتطورات السياسية في الساحة العراقية، أن الحلول الأمنية والعسكرية ليست وحدها كفيلة بإحلال السلام هناك. لذا فهو يرى أن التعاون السياسي المشترك مع دول الجوار مهم جدا، إذ أنه لا يمكن إحلال السلام في المنطقة أو وقف تهريب الأسلحة إلى العراق دون التعاون مع كل من سوريا وإيران على حد تعبيره. أما فيما يخص التكهنات التي تتناقلها مختلف وسائل الإعلام التي تتحدث عن هجوم عسكري أمريكي محتمل على إيران فقد اعتبر الزيباري أن مثل هذا العمل ستكون له نتائج كارثية على العراق ومنطقة الخليج برمتها.