1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

واشنطن تسابق الزمن لتجنب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله

٣٠ يوليو ٢٠٢٤

نقلا عن مسؤولين تتحرك واشنطن في حملة دبلوماسية لردع إسرائيل عن استهداف بيروت والبنية التحتية والمدنيين في لبنان، فيما قال إسرائيليون إن إسرائيل تريد إلحاق الأذى بحزب الله لكنها لا تريد جر المنطقة إلى حرب شاملة.

https://p.dw.com/p/4it6V
جنود إسرائيليون قرب الحدود مع لبنان
جنود إسرائليون على الحدود اللبنانية الإسرائيليةصورة من: Ohad Zwigenberg/AP/picture alliance

قال خمسة أشخاص مطلعون إن الولايات المتحدة تقود  حملة دبلوماسية لردع إسرائيل  عن ضرب العاصمة اللبنانية بيروت أو البنية الأساسية المدنية الرئيسية ردا على هجوم  صاروخي دام على هضبة الجولان. وتسابق واشنطن الزمن لتجنب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران بعد الهجوم على الجولان الذي تحتله إسرائيل والذي تسبب في مقتل 12 طفلا وفتى يوم السبت، وذلك بحسب الأشخاص الخمسة وبينهم مسؤولون لبنانيون وإيرانيون بالإضافة إلى دبلوماسيين من الشرق الأوسط وأوروبا. وحملت إسرائيل والولايات المتحدة حزب الله مسؤولية الهجوم الصاروخي لكن الجماعة نفت مسؤوليتها.

وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن الدبلوماسية المكوكية تركز على تقييد رد إسرائيل من خلال حثها على عدم استهداف بيروت المكتظة بالسكان، أو الضاحية الجنوبية معقل حزب الله، أو البنية التحتية الرئيسية مثل المطارات والجسور .

وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب لرويترز إن إسرائيل يمكن أن تتجنب خطر التصعيد الكبير من خلال تجنب العاصمة ومحيطها. وأضاف إنه على اتصال بالوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين منذ هجوم الجولان يوم السبت. وأضاف "إذا تجنبوا المدنيين  وبيروت وضواحيها، فإن هجومهم سيكون محسوبا جيدا".

وقال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل تريد إلحاق الأذى بحزب الله لكنها لا تريد جر المنطقة إلى حرب شاملة.  وأشارا إلى إن  إسرائيل  لم تتعهد بأي التزام بتجنب توجيه ضربات إلى بيروت أو ضواحيها أو البنية الأساسية المدنية.

لكن وزارة الخارجية الأمريكية قالت إنها لن تعلق على تفاصيل المحادثات الدبلوماسية. وقال متحدث باسم الوزارة لرويترز "دعمنا لأمن إسرائيل قوي ولا يتزعزع في مواجهة كل التهديدات (من الأطراف) المدعومة من إيران، ومنها حزب الله".

كما قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين إن إسرائيل لها كل الحق في الرد على ضربة الجولان لكنه أضاف "لا أحد يريد حربا أوسع نطاقا". وأضاف كيربي "فيما يخص المحادثات التي جرت في مطلع الأسبوع، فمن المؤكد أننا أجريناها على مستويات متعددة. لكنني لن أتحدث بالتفصيل عن جوهر تلك المحادثات".

ولم يستجب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لطلب التعليق، في حين أحجم حزب الله عن الرد.

وكان الأشخاص الخمسة المطلعون على الجهود الدبلوماسية خلال اليومين الماضيين إما من المشاركين في المحادثات أو على دراية بتفاصيلها. وقالوا إن الجهود تهدف إلى تحقيق نهج مدروس مماثل لذلك الذي احتوى على تبادل الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة في  أبريل/ نيسان بين إسرائيل وإيران، والتي أشعلتها ضربة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق.

وقال مسؤول إيراني إن الولايات المتحدة نقلت أيضا رسائل إلى طهران ثلاث مرات على الأقل منذ هجوم يوم السبت على الجولان،  "محذرة من أن تصعيد الوضع سيكون ضارا لجميع الأطراف".

 وحزب الله أقوى فصيل في "محور المقاومة" التابع لإيران والمكون من جماعات إقليمية. وقد تبادل الحزب إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا بالإضافة إلى دول عربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.

وخلال حرب عام 2006، وهي آخر صراع كبير بين إسرائيل وحزب الله، قصفت القوات الإسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت، وأصابت  مباني تابعة لحزب الله بالإضافة إلى أبراج سكنية. وتعرض مطار بيروت لقصف أخرجه عن الخدمة، ودُمرت أيضا جسور وطرق ومحطات وقود وبنية تحتية أخرى في أنحاء لبنان.

وقال دبلوماسي فرنسي لرويترز إن باريس شاركت منذ هجوم الجولان أيضا في نقل الرسائل بين إسرائيل وحزب الله لتهدئة الوضع. وترتبط فرنسا بعلاقات تاريخية مع لبنان الذي كان تحت الانتداب الفرنسي منذ عام 1920 حتى حصل على استقلاله عام 1943.

استهدف مطار بيروت في حرب عام 2006
مطار بيروت صورة من: Mohamed Azakir/REUTERS

وحافظت باريس على علاقات وثيقة مع  بيروت  منذ ذلك الحين ولديها نحو  20 ألف مواطن في لبنان، العديد منهم يحملون الجنسية المزدوجة. ولم ترد وزارة الخارجية الفرنسية على طلب لرويترز للتعليق. ولم تغير قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أيا من تعليماتها حتى الآن، وهو ما يشير إلى أن الجيش لا يتوقع خطرا وشيكا من حزب الله أو أي جماعة أخرى.

وأول أمس الأحد، فوضت الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل رئيس الوزراء ووزير الدفاع "بتحديد طريقة وتوقيت الرد" على حزب الله. ويشير القرار، في ضوء امتناع شركاء نتنياهو في الائتلاف من اليمين المتطرف، وهما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، إلى أن إسرائيل اختارت الرد الذي لا يصل إلى حد الحرب الشاملة التي دعا إليها بعض الساسة. وبعد هجوم الجولان، أصدر سموتريتش بيانا قويا يطالب فيه باتخاذ إجراءات صارمة. وقال في منشور على إكس "على (زعيم حزب الله السيد حسن) نصر الله أن يدفع الثمن برأسه بسبب مقتل الأطفال. وعلى لبنان بأكمله أن يدفع الثمن".

إسرائيل وحزب الله: حرب مفتوحة أم رد محدود؟

وقال مسؤولان إسرائيليان يوم الاثنين إن إسرائيل تريد إلحاق أذى بجماعة حزب الله اللبنانية لكنها لا تريد جر الشرق الأوسط إلى حرب شاملة. وذكر مسؤولان إسرائيليان آخران أن إسرائيل تستعد لاحتمال اندلاع قتال يستمر لبضعة أيام عقب الهجوم الصاروخي الذي وقع يوم السبت على ساحة رياضية في قرية درزية.

من جانبها ناشدت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني اليوم الثلاثاء (30 تموز/ يوليو 2024) إسرائيل عدم السقوط في "فخ" الرد الانتقامي، قائلة إنها "قلقة للغاية" إزاء الوضع في لبنان وخطر حدوث تصعيد في المنطقة.  وقالت في تصريحات خلال زيارة رسمية إلى الصين إن المجتمع الدولي ينبغي أن يواصل بث رسائل التهدئة. وأضافت أن الصين يمكنها أن تساهم في هذه الجهود نظرا "لعلاقاتها القوية" مع إيران والسعودية.

ع.خ/ ح.ز (رويترز، أ ف ب)