1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

واشنطن تؤكد أن لديها ضمانات قوية من الأطراف بالتزام التهدئة

٢١ مايو ٢٠٢١

ترحيب عربي ودولي بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس بعد انتهاء قتال دام 11 يوما، والولايات المتحدة تقول إنه لديها التزام من "الأطراف المعنية" ومصر ستبعث وفدين أمنيين إلى تل أبيب والأراضي الفلسطينية لتثبيت الهدنة.

https://p.dw.com/p/3tngP
Konflikt in Nahost | Waffenruhe zwischen Israel und Gaza
صورة من: Evan Vucci/AP/picture alliance

قالت المتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض جين ساكي، الجمعة (21 أيار/مايو)، إن الولايات المتحدة لديها "ضمانات قوية" من "الأطراف المعنية" بالتزامها بوقف إطلاق النار بعد العنف بين إسرائيل وفصائل فلسطينية. 

من جانبها، قالت مصر في بيان إن وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي قال لنظيره المصري سامح شكري إن إسرائيل حريصة على الحفاظ على الهدوء. وجاء ذلك في مساء أول أيام وقف لإطلاق النار توسطت فيه مصر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

وأعلنت كل من إسرائيل وحركة حماس النصر الجمعة  بعد انتهاء قتال دام 11 يوما لكن مسؤولين في مجال المساعدات الإنسانية حذروا من أن إصلاح الدمار الذي شهده قطاع غزة سيحتاج إلى سنوات. وبدا أن الهدنة جزء من اتفاق على مرحلتين بما يتضمن إرسال القاهرة لوفدين أمنيين إلى تل أبيب والأراضي الفلسطينية لتثبيت الهدنة والاتفاق على إجراءات للحفاظ على الاستقرار.

وجاء في البيان المصري أن الوزيرين بحثا أيضا "الإجراءات الكفيلة بتسهيل عملية إعادة إعمار غزة في المرحلة القادمة". وأعلنت مصر يوم الثلاثاء أنها ستخصص 500 مليون دولار لجهود إعادة إعمار غزة. وقال البيان إن الوزيرين "أكدا أهمية العمل بالتنسيق بين البلدين والسلطة الفلسطينية والشركاء الدوليين سواء فيما يتعلق بتأمين استقرار الموقف أو باستئناف عمل قنوات التواصل بهدف تحقيق السلام".

على صعيد متصل، أدان العاهل السعودي الملك سلمان ما وصفه باعتداءات الإسرائيلية في القدس وقطاع غزة خلال اتصال هاتفي اليوم مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأضاف الملك أن بلاده "ستواصل جهودها على كافة الأصعدة لوقف الإجراءات والاعتداءات الإسرائيلية على القدس من خلال التواصل مع الأطراف الفاعلة لممارسة الضغوط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي". وفي وقت سابق، ذكرت وكالة الأنباء السعودية نقلا عن بيان من وزارة الخارجية أن السعودية رحبت اليوم الجمعة بإعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة وقالت إنها تقدر الجهود المصرية والدولية في هذا الشأن. وأعاد البيان التأكيد على استمرار جهود المملكة مع الحلفاء للتوصل إلى تسوية.

المدنيون في غزة وإسرائيل يتنفسون الصعداء لكن القلق يساورهم

وفيما سكتت أصوات القنابل والمدافع والصواريخ في قطاع غزة وإسرائيل، فيما تمّ انتشال خمس جثث وعشرة ناجين الجمعة من تحت أنقاض نفق في منطقة خان يونس قصفه الطيران الاسرائيلي خلال المواجهات. وفي القدس الشرقية، اندلعت مواجهات مجددا بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في باحة المسجد الأقصى، بعد أسبوعين على أحداث مشابهة كانت السبب في تفجّر المواجهات بين حركة حماس وإسرائيل.

وفي القطاع المحاصر، بدأ آلاف من الفلسطينيين يغادرون المدارس التي لجأوا إليها هربا من القصف، بحسب مسؤول في الأمم المتحدة، بينما يواصل المسعفون وخدمات الإسعاف والدفاع المدني البحث عن ناجين تحت الركام.

وقال نائب رئيس الدفاع المدني في قطاع غزة رائد الدهشان لفرانس برس إن "الدفاع المدني يعمل مع وزارة الاشغال العامة والبلديات على رفع الركام ونواصل البحث عن مفقودين تحت الانقاض". وأضاف أن هناك "صعوبة كبيرة" في العمل "لأننا لا نملك أي معدات ثقيلة للبحث، ولهذا السبب يموت بعض المصابين تحت الأنقاض بالرغم من أنه بالإمكان إنقاذ حياتهم".

في مدينة غزة، قال نظمي الدحدوح (70 عاما) الذي دمر منزله في غارة جوية الإثنين "لا نملك منزلا آخر، أنا سأقيم خيمة فوق ركام المنزل، إلى حين إعادة بنائه، آمل أن يكون قريبا كي لا نبقى مشردين".

وبدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل اليه بوساطة مصرية، الساعة الثانية فجرا (23,00 ت غ الخميس). وبعد دقائق من بدء سريان الهدنة، عمّت الاحتفالات قطاع غزة وأُطلقت أعيرة نارية في الهواء ابتهاجاً، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس. كما خرجت حشود في الضفة الغربية والقدس الشرقية الى الشوارع لتعبر عن ابتهاجها.

بايدن يعد بالمساعدات 

وحصلت مساع دبلوماسية كثيفة لإقرار وقف إطلاق النار الذي رحّب به الرئيس الأميركي جو بايدن. وقال من البيت الأبيض "أعتقد أن لدينا فرصة حقيقية لإحراز تقدم"، نحو السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، "وأنا ملتزم بالعمل من أجل ذلك"، مشيدا بدور مصر في التوسط في الاتفاق. وأضاف "أنا مقتنع بأنّ الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقّون على حدّ سواء العيش بأمان والتمتّع بنفس المستوى من الحرية والازدهار والديموقراطية".

وسيتوجه وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن الى المنطقة "خلال الأيام المقبلة" للقاء مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين وإقليميين و"مناقشة جهود التعافي والعمل معا لبناء مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين"، وفق ما أعلنت واشنطن.

نتنياهو وهنية يعلنان النصر

وبعد أن احتفلت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الليلة الماضية بـ"نصر تاريخي"، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن "نجاح استثنائي" للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وأشاد نتانياهو الجمعة بما وصفه بأنه "نجاح استثنائي" للعملية العسكرية الإسرائيلية، مؤكدا لصحافيين في تل أبيب "حققنا أهدافنا في العملية". وقال "لا يمكن لحماس الاختباء بعد الآن... قمنا بتصفية أكثر من 200 إرهابي بينهم 25 من الكوادر".

لكن القيادي في حركة حماس خليل الحية كان قال في كلمة ألقاها أمام آلاف المتظاهرين في غزة ليل الخميس الجمعة، "أقول لنتانياهو إن المجاهدين يتبخترون الآن في الأنفاق". ومن جانبه، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في كلمة متلفزة على "النصر العظيم الذي سجلته المقاومة الباسلة". وشكر هنية إيران أيضا  على دعمها "المقاومة" الفلسطينية بالمال والسلاح، مؤكدا أن طهران "لم تبخل عن مد المقاومة بالمال والسلاح والتقنيات".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي رحّب أيضا بالاتفاق إن على إسرائيل والفلسطينيين الآن مسؤولية إجراء "حوار جاد لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع". كما دعا المجتمع الدولي إلى العمل مع الأمم المتحدة على "حزمة قوية من الدعم لإعادة الإعمار والتعافي السريع والمستدام". ورحبت باريس وبكين وروسيا أيضا بوقف النار، ودعتا الى استئناف العملية السياسية.

مخاوف من تجدّد التوترات بين اليهود والعرب في الداخل الإسرائيلي

ورغم الهدنة، تبقى مخاوف من تجدّد التوترات بين اليهود والعرب في الداخل الإسرائيلي  حيث حصلت أعمال عنف هي الأولى بهذا الحجم منذ سنوات، وفي الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية حيث قتل 25 فلسطينيا في مواجهات مع القوات الإسرائيلية.

واندلع النزاع الأخير بعد إطلاق حماس صواريخ في اتجاه الدولة العبرية في العاشر من أيار/مايو، تضامناً مع الفلسطينيين الذين كانوا يخوضون منذ أيام مواجهات مع الإسرائيليين في القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى، ما تسبّب بإصابة أكثر من 900 منهم بجروح. وجاءت تلك المواجهات على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود.

وقتل في القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على قطاع غزة 243 شخصا بينهم 66 طفلا كما أصيب 1910 أشخاص بجروح، وفق حصيلة جديدة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وبين القتلى مقاتلون من حماس وفصائل فلسطينية أخرى. وتسببت الصواريخ التي أطلقتها حماس والفصائل من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية بمقتل 12 شخصاً، بينهم طفلان وجندي، فيما أصيب 355 آخرون بجروح، وفق الشرطة الإسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنّ أكثر من 4300 صاروخ أطلقت من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل، اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية 90 في المئة منها. وتتهم إسرائيل حركة حماس بتخزين الأسلحة وإقامة مواقع عسكرية في مناطق مكتظة بالسكان.

ز.أ.ب/ف.ي (د ب أ، رويترز، أ ف ب)