واحة الثقافة - شباب يهودي ألماني: جيل ينتفض

كيف يبدو الأساس بالنسبة لليهود الشباب في ألمانيا في 2021 بعد مرور ثمانية عقود على المحرقة؟ هل هذا الأساس قوي ومستدام أم أنه يصبح أجوفاً بسبب الأشكال القديمة والجديدة لمعاداة السامية؟ هل الصحوة تعني: إظهار الهوية، خصوصا الآن؟ أم أن البقاء في ألمانيا وأوروبا موضع تساؤل مرة أخرى؟ أجرت قناة دويتشه فيله في المتحف اليهودي لقاءً حواريا ضم كل من مديرة المتحف هيتي بيرغ والمؤلفة المعروفة ديبورا فيلدمان والكاتب الألماني الروسي دميتري كابيتيلمان والمؤلفة والناشطة النسائية لورا كازيس، ودار النقاش حول ما يشغل بال ما يسمى "الجيل الثالث"، أي احفاد الناجين من المحرقة، الذين يعيشون اليوم في ألمانيا. "أنا كاتب ألماني يهودي روسي، هذا ما لدي لأقدمه. وأشعر بالراحة حيال ذلك"، هكذا يقول دميتري كابيتيلمان. جاء كابيتيلمان وهو في الثامنة من عمره إلى ألمانيا الشرقية قادما من أوكرانيا في التسعينيات، وعانى كثيرا في مرحلة الشباب من النازيين الجدد. إنه يشعر بالانتماء لألمانيا، ويرفض كل أشكال التفكير النمطي والتغريب. "أريد أن أنفتح على أشياء كثيرة وعلى العديد من الثقافات. هذه هي فلسفتي" بالنسبة لديبورا فيلدمان كانت الحياة اليهودية تعني في البداية قواعد وقوانين صارمة. فهي تنحدر من مجتمع أرثوذكسي صارم في نيويورك، وتزوجت زواجا تقليديا، ثم فرت إلى برلين في عام 2014. لقد أصبحت روايتها "هاربة من الماضي"، التي تروي سيرتها الذاتية من أكثر الكتب مبيعا على مستوى العالم، وتم تحويلها إلى مسلسل درامي في 2020. والقصة تدور حول تحرر امرأة تناضل في جبهتين. أنت تنقل "يهوديتك" إلى العالم الخارجي، وتبحث عن مكان في المجتمع، لكنك في الوقت نفسه تناضل من أجل حقوق المرأة داخل المجتمع اليهودي. لورا كازيس ناشطة نسوية وكاتبة ورئيسة قسم الاتصالات في المكتب المركزي لرعاية اليهود في ألمانيا وأحد أهم الأصوات في جيلها. إنها تقول: "عندما نتحدث عن الحياة اليهودية، غالبا ما نتحدث أيضا عن المحرقة، أي عن حياة يهودية انتهت". حان الوقت للتعامل بشكل مختلف وإعادة تعريف الوضع الاجتماعي لليهود في ألمانيا. تحاول هيتي بيرج بناء جسور التقارب وفتح الآفاق. ولدت أستاذة الفنون المسرحية والمؤرخة الفنية في لاهاي، وتولت منصب كبير أمناء الحي الثقافي اليهودي في أمستردام. وفي عام 2020 تولت إدارة المتحف اليهودي في برلين. هيتي بيرغ لديها انطباع أن الحياة اليهودية ليست أمرا بديهيا في ألمانيا كما هي الحال في هولندا. ولكنها كمديرة للمتحف مهتمة بإبراز التنوع وتعدد الأصوات في الحياة اليهودية في ألمانيا، وكذلك ثراء الثقافة، التي لا تزال جزءا من هذا المجتمع. لقاء دويتشه فيله الحواري أدارته تينا غيرهويسر.