تعتبر مدينة نيروبي التي يزيد عدد سكانها عن خمسة ملايين نسمة من أسرع المدن نمواً في القارة الأفريقية. تحولت في غضون قرن واحد فقط من مكان ممل إلى مدينة نابضة بالحياة ومليئة بالتناقضات. إنها المدينة الوحيدة في العالم التي تضم حديقة وطنية خاصة بها. ورغم أن ثلثي سكانها يعيشون في أحياء فقيرة، إلا أنها أصبحت مركزاً لمشهد فني ديناميكي ومبتكر.
مرشدتنا في العاصمة الكينية هي منسقة الفنون نيامبورا واروينجي. تأخذنا في زيارة إلى أحد أشهر الفنانين في البلاد: سايروس كابيرو. نشأ في أحد أكبر أحياء نيروبي الفقيرة واشتهر بتحويله النفايات إلى قطع فنية ساحرة مثل نظارات مبتكرة للمستقبل.
تتناول بياتريس وانجيكو في لوحاتها القوية قضية الجسد الأنثوي في عالم يهيمن عليه الطابع الذكوري. أما الفنانة سيويا كيامبي فقد استلهمت أحد أعمالها الأدائية المؤثرة من فصل مظلم في تاريخ كينيا، حيث تسلط الضوء على حركة احتجاجية قادتها أمهات كينيات عام 1992. طالبت تلك الحركة بإيقاف ملاحقة وتعذيب أبنائهن المعتقلين كسجناء سياسيين، وتمكنت في النهاية من تحقيق هدفها بإطلاق سراحهم.
في جولتنا عبر هذه المدينة النابضة بالحياة في شرق إفريقيا نستقل إحدى حافلات ماتاتو: المركبات الزاهية الألوان التي تشكل رمزا مميزا لنيروبي. ونزور ورشة الفنان التشكيلي بيترسون كامواثي لنرى أعماله التي يعلق من خلالها على المجتمع الكيني. كما نكتشف كيف تنجح مويْرا بوش كيماني في إحياء فن الأقنعة الأفريقية بأسلوب مبتكر ودقة فنية استثنائية.