هل يشكل مرض أنفلونزا الطيور خطرا على البشر؟
١٥ نوفمبر ٢٠١٦سجلت ألمانيا وهولندا وبولندا والمجر والدنمارك والنمسا حالات إصابة بفيروس (أتش 5 أن 8) المسبب لأنفلونزا الطيور. وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية أن فيروس المرض انتقل عبر طيور الماء البرية المهاجرة. ويمكن انتقال العدوى للطيور الأخرى بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وقررت حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا اليوم الثلاثاء (15 تشرين الثاني/نوفمبر 2016) إلزام مزارعي الدواجن بإبقاء الطيور داخل الأماكن المغلقة لمنع تفشي فيروس أنفلونزا الطيور. وتهدف الإجراءات الجديدة لمنع الطيور البرية من نقل الفيروس لطيور المزارع.
والإجراءات الوقائية الجديدة لها ما يبررها، إذ يمكن لفيروس (أتش 5 أن 8) المسبب للمرض الانتقال للبشر من الناحية النظرية. ويعيش هذا الفيروس في جميع أنواع الطيور، مثل الدجاج والوز والبط. والفيروس الذي اكتشف مؤخرا في ألمانيا يعد من الأنواع الخطرة والشرسة. ويمكنه الانتقال بسهولة إلى الطيور ويسبب أعراضا مرضية خطيرة لها.
خطورة المرض على البشر
تعود خطورة المرض إلى نوع الفيروس. ويعتقد العلماء أن الثدييات تحتاج لكميات كبيرة من الفيروس لكي تمرض وتصاب به. وعند الإصابة تظهر بعض الأعراض مثل الحمى العالية والسعال ونوبات ضيق النفس. وتبدأ الأعراض بالظهور بعد يومين إلى خمسة أيام من الإصابة. ويعاني نحو نصف المصابين بالفيروس من آلام في المعدة والأمعاء ومن الإسهال والتقيؤ.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت أن نحو 850 شخصا أصيبوا بالفيروس المسبب للمرض منذ سنة 2003. فيما أصيب 450 آخرون ببعض أعراض المرض. وهنالك نوع من الفيروس اسمه (أتش 7 أن 9) من النوع الخفيف لكنه يبقى فترة طويلة دون التعرف عليه في الطيور. ويمكن لهذا الفيروس أن يسبب مخاطر للبشر، إذ توفي نحو 300 شخص في عام 2013 من بين 800 مصاب. ولا توجد معلومات عن عدد الإصابات بفيروس (أتش 5 أن 8) المنتشر حاليا.
وذكرت المؤسسة الاتحادية الألمانية لتقييم المخاطر أنه "من الناحية النظرية يمكن الإصابة بفيروس (أتش 5 أن 8). لكنه من المستبعد حصول ذلك". وذكرت المؤسسة أن حالات الإصابة عند البشر التي اكتشفت سابقا حدثت فقط عند الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة.
وأشار الموقع الالكتروني لصحيفة "راينيشه بوست" إلى أنه يمكن علاج أنفلونزا الطيور فقط في حالة الكشف المبكر عن الإصابة. إذ يمكن للأطباء وباستخدام أدوية مضادة للفيروسات منع انتشار المرض في الجسم. أما في حالة الكشف المتأخر فلا يمكن علاج المرض بل تقليل أعراضه فقط.
من جانبها، نوهت المؤسسة الاتحادية الألمانية لتقييم المخاطر إلى أنه لا توجد دلائل لغاية الآن على إصابة البشر بأنفلونزا الطيور عن طريق تناول البيض النيئ أو النقانق المحتوية على لحم الدواجن النيئ. ونصحت المؤسسة بإتباع شروط النظافة التقليدية لتجنب فيروسات المرض، مثل غسل اليدين جيدا وعدم مزج لحم الدواجن النيئ مع بقية أنواع الطعام، بالإضافة إلى طبخ اللحم بصورة جيدة.
ز.أ.ب/ ع.ج (د ب أ، DW)