نتنياهو يبحث في القاهرة اليوم استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين
٢٩ ديسمبر ٢٠٠٩وصل اليوم الثلاثاء (29 ديسمبر/ كانون الأول 2009) إلى القاهرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قادما على طائرة خاصة من تل أبيب في زيارة لمصر تستغرق عدة ساعات. وأوضحت صحيفة "الأهرام" المصرية في عددها الصادر اليوم أن نتانياهو سيلتقي بالرئيس حسني مبارك وعدد آخر من المسؤولين المصريين. وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قد صرح أمس الاثنين بأن مباحثات مبارك ونتانياهو ستتناول كيفية تحريك جهود السلام وقال "وسوف نستمع لما يفكر فيه وكيف يطرح مواقفه". وأضاف أبو الغيط أنه سيتم إبلاغ نتانياهو بأنه يجب التوصل إلى تسوية عادلة لمشكلتي اللاجئين والقدس الشرقية "التي يجب أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية". وسيرافق نتانياهو في هذه الزيارة وزير التجارة والصناعة بنيامين بن إليعزر.
وأعلن أبو الغيط أن وزارته تحضر في الوقت نفسه للزيارة التي سيقوم بها إلى الولايات المتحدة، وقال في هذا الإطار أنه "علينا أن نستمع إلى الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي"، موضحاً أن مصر على اطلاع كامل على الموقف الفلسطيني. وسيقوم أبو الغيط بزيارة إلى واشنطن في يناير /كانون الثاني المقبل، بحسب ما أعلنه المتحدث باسمه حسام زكي لوكالة فرانس برس.
ضمانات مكتوبة لإنشاء دولة فلسطينية
وتأتي زيارة الوزير المصري إلى الولايات المتحدة بينما تعد إدارة الرئيس باراك أوباما "خطابي ضمان" لتقديمهما إلى إسرائيل والفلسطينيين ليشكلا أساساً لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وقال دبلوماسي عربي طلب عدم الكشف عن اسمه لفرانس برس إن "المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل سيسلم خلال زيارته المقبلة للمنطقة مسودتي خطابي ضمانات واحدة لإسرائيل والثانية للسلطة الفلسطينية". وأضاف الدبلوماسي أن "الولايات المتحدة تأمل في أن يشكل الخطابان أساساً لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مشيرا إلى أنه لا يعرف إن كانت هذه الضمانات سترضي الفلسطينيين الذين مازالوا متمسكين بوقف تام للاستيطان قبل استئناف المحادثات على حد تعبيره.
وكانت مصر طالبت الشهر الماضي بضمانات أميركية ودولية "مكتوبة" تؤكد أن الهدف من المفاوضات مع إسرائيل هو إنشاء دولة فلسطينية "في حدود 1967 بما فيها القدس" قبل بدء هذه المفاوضات. واقترحت إسرائيل في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني تعليقاً مؤقتا للاستيطان في الضفة الغربية يستثني القدس الشرقية. أما الفلسطينيون فقد رفضوا استئناف المفاوضات على أساس العرض الإسرائيلي معتبرين أنه غير كاف بتاتاً، مشددين على ضرورة وقف الاستيطان في القدس الشرقية التي يريدون أن تكون عاصمة لدولتهم في المستقبل.
"لا علم للفلسطينيين بذلك"
من ناحيتها نفت السلطة الفلسطينية علمها أن واشنطن تعد خطابي ضمانات للفلسطينيين والإسرائيليين من أجل استئناف المفاوضات بين الجانبين. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس "لا علم لنا بذلك ولم يتم التشاور معنا في هذه خطوة". لكنه شدد على "أن المطلوب فلسطينياً من الولايات المتحدة الأمريكية إن أرادت استئناف المفاوضات أن تلزم إسرائيل بوقف النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي للمستوطنات وخاصة في القدس".
(س ج / د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: طارق أنكاي