ميركل تنادي بدعم التكنولوجيا الخضراء وجلوز يريد انترنت فائقة السرعة
٢٠ نوفمبر ٢٠٠٨اجتمع حوالي 800 من كبار رجال السياسة والاقتصاد والعلوم اليوم الخميس 20 نوفمبر/تشرين الثاني في مدينة دارمشتات الألمانية في إطار قمة تكنولوجيا المعلومات الألمانية الثالثة، لمناقشة التحديات الاقتصادية التي تواجه شركات تكنولوجيا المعلومات، في ظل الأزمة المالية العالمية. وناقش المشاركون الاحتمالات الممكنة لمواجهة الأزمة في ألمانيا و أكدت المستشارة الألمانية ميركل التي حضرت القمة، على أهمية دعم التكنولوجيا الخضراء الصديقة للبيئة.
لا غنى عن تأمين المعلومات الرقمية
وتركزت المناقشات على أهمية تقوية ألمانيا كمركز لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودعم الأبحاث في هذا المجال. كما لم تغب قضية أمن المعلومات عن أعمال القمة.
وكان المفوض الاتحادي لحماية المعلومات بيتر شار، طالب اليوم الخميس في برلين بتوفير المزيد من الحماية لمستخدمي الانترنت، خاصة في ظل تضخم كم المعلومات المنشورة على صفحات الإنترنت، ما يجعل العمل على حمايتها أكثر أهمية.
وقال شار في هذا الإطار: "يجب أن يكون لكل شخص الحق في تحديد مدى خصوصية معلوماته"، ولذلك فأنه يرى منع تحميل المعلومات الشخصية أو استخدامها إلا في حال موافقة المستخدم، كما أن صاحب المعلومات يجب أن يتمكن في أي وقت من تغيير موقفه.
مبادارت تكنولوجية على هامش القمة
ومن جانبه، أعرب وزير الاقتصاد الألماني ميشائيل جلوز عن دعمه اقتراح وزيرة الأسرة فون دير لاين، الداعي إلى توفير المزيد من الحماية للأطفال ومكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر صفحات الانترنت. كما أعرب عن رغبته في توفير انترنت عالية السرعة في كل أنحاء ألمانيا. كما أشار الوزير الألماني في حديثه مع الصحفيين إلى أهمية القمة، التي دائماً ما نتج عنها مبادرات جديدة لخدمة المجال. ومن ضمن المبادرات التي تمت الإشارة إليها هذا العام مشروع برج الضوء المسمى "تيسويس" ومشروع الطاقة الإلكترونية و"انترنت الأشياء"، وهي مشاريع تهدف إلى تطوير تقنية جديدة لتسهيل الوصول إلى المعلومات.
أما اتحاد اقتصاد المعلوماتية "بيتكوم" فقد أطلق من جانبه مبادرة على هامش القمة لتشجيع التلاميذ على الاهتمام بدراسة المجالات التقنية تحت اسم "اختبر تكنولوجيا المعلومات". فألمانيا بحاجة إلى حوالي 45 ألف شخص عالي التأهيل في مجالي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وهذه المبادرة موجهة خاصة للشبيبة والفتيات من سن 13-15 سنة لتشجيعهم على دراسة المجالات التقنية. وكان رئيس الاتحاد آوغوست فيلهيلم شير قد انتقد الحكومة لعدم اتخاذها خطوات للحد من هجرة الخبرات الألمانية إلى الخارج.
قرارات هامة أم فرصة للالتقاط الصور؟
وعلى الرغم من أن معظم شركات المعلوماتية لم تتأثر بالأزمة المالية حتى الآن، حسبما جاء في استطلاع رأي على المستوى الأوروبي، إلا أن 50 بالمائة من تلك الشركات تتوقع أن تؤثر عليها الأزمة قريباً.ولا يستبعدون المشاركون في الدراسة أن تتأثر الشركات قريباً بآثار الأزمة العالمية، وأن تحتاج إلى دعم من جانب الدولة. وفي هذا الإطار قال رئيس اتحاد بيتكوم شير: "أعتقد أنه ليس هناك داعياً للقلق، ولكننها نعتقد أن هناك حاجة للمزيد من الاستثمارات في البنى التحتية للتكنولوجيا المتقدمة". وقدر شير الاستثمارات التي تحتاجها ألمانيا لتحديث أنظمتها الصحية والإدارية والأمنية والمدرسية بحوالي 8 مليار يورو.
وفي هذا الإطار، يرى يواخيم جراف، رجل الأعمال والمتحدث عن دائرة ميونخ لدعم مجال تكنولوجيا المعلومات، أن شركات المعلوماتية يمكنها الاستفادة من الأزمة، بدلاً من التأثر السلبي بها، حيث يجد رجل الأعمال الخبير في هذا المجال أن الشركات الأخرى المتأثرة بالأزمة المالية قد تتجه إلى تخفض مصاريفها بالاعتماد أكثر على التقنيات الحديثة والانترنت.
لكن جراف ينتقد هذه القمة من ناحية أخرى قائلاً: "إنه مجرد لقاء للكبار، ليحتفلوا بعضهم ببعض. مجرد مناسبة لرجال السياسة والاقتصاد والاتحادات والجمعيات ليقولوا: لدينا تكنولوجيا معلومات جيدة، ويمكننا أن نكون أفضل، ونحن بالتأكيد رائعين. لكنه لقاء لا معنى له بالنسبة للمجال على أرض الواقع".