ميركل تدعو بكين إلى الضغط على دمشق وطهران وتؤكد أن الاتحاد الأوروبي يتعافى
٢ فبراير ٢٠١٢قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم (الخميس الثاني من فبراير/ شباط 2012) في بكين قبيل محادثاتها مع رئيس الوزراء وين جياباو إن اليورو "جعل أوروبا أقوى" وأن أعضاء الاتحاد الأوروبي مقتنعين بأن اتفاقهم على التقليل من الإنفاق يضعهم على الطريق الصحيح للتعافي المالي. وأضافت ميركل "لقد أيدت ألمانيا دوما حوارا سياسيا ومفتوحا بما في ذلك القضايا المثيرة للخلاف مثل حقوق الإنسان وإقامة دولة القانون".
من جهة أخرى حذرت وسائل الإعلام الرسمية في بكين اليوم من أنه من غير المرجح أن تشتري الصين كميات كبيرة من السندات الأوروبية ما لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من إظهار قدر أكبر من الوحدة بشأن إصلاح النظام المالي وتحفيز النمو. واستعرضت ميركل السياسة الاقتصادية والمالية في خطاب ألقته أمام الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، وهي مؤسسة بحثية حكومية. وقالت ميركل إن الاتحاد الأوروبي، خصوصا الجزء الذي تبنى اليورو، أحرز تقدما كبيرا خلال العامين الأخيرين.
وعد صيني بدعم منطقة اليورو
وتخيم على الزيارة انتقادات كثيرة لأوضاع حقوق الإنسان في الصين. وناشدت مجموعات حقوقية ونشطاء من التيبت المستشارة الألمانية الضغط من أجل المزيد من الحريات لسكان التيبت في الصين وعدم ملاحقة النشطاء الحقوقيين. وهذه الزيارة الخامسة التي تقوم بها ميركل للصين خلال سبعة أعوام. ويرافقها وفد اقتصادي رفيع المستوى، يضم رؤساء شركات عملاقة مثل "سيمنز" للصناعات الإلكترونية و"باسف" للصناعات الكيمياوية و"فولكس فاجن" لصناعة السيارات ومصرف "كومرتس بنك". وليس من المتوقع أن تبرم اتفاقيات اقتصادية كبيرة خلال هذه الزيارة. وقبل عودتها إلى برلين السبت القادم ستتفقد المستشارة شركة "هيرنكنشت" الألمانية الرائدة على المستوى العالمي في حفر الأنفاق في مدينة جوانجتشو جنوبي الصين.
من جهته أبلغ ون جيا باو رئيس الوزراء الصيني الصحفيين اليوم أن بلاده تدرس زيادة مشاركتها في صناديق الإنقاذ التي تهدف إلى حل أزمة الديون الأوروبية. لكن لم يقدم أي التزامات مالية واضحة لآلية الاستقرار المالي الأوروبية. وذكر في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قائلا "الصين تدرس أيضا زيادة مشاركتها في حل أزمة الديون الأوروبية من خلال قنوات آلية الاستقرار المالي الأوروبية وآلية الاستقرار الأوروبية."
الضغط على إيران وسوريا
من جهة أخرى حثت المستشارة الألمانية الصين على الضغط على إيران "من أجل المزيد من الانفتاح والشفافية" حول برنامجها النووي. وأصبحت الصين الشريك التجاري الأول لإيران التي تحتل المرتبة الثالثة بين مزوديها من النفط. وغالبا ما أعربت بكين التي وقعت مؤخرا العديد من الاتفاقات حول المحروقات مع إيران عن معارضتها على فرض عقوبات على هذه الأخيرة، وهو موقف تبنته روسيا أيضا. وفي الشأن السوري ، قالت ميركل إن على مجلس الأمن الدولي إدانة انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في سوريا. وتهدف ميركل من زيارتها إلى جذب استثمارات صينية إلى ألمانيا والترويج لمظلة إنقاذ اليورو.
ويذكر أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى فرضت عقوباتها على المصرف المركزي وقطاع النفط في إيران منذ صدور تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشرين الثاني/ نوفمبر يثير شكوكا حول قيام إيران بتطوير أسلحة نووية. كما تطرقت ميركل إلى الموضوع السوري وقالت انه من الضروري أن "تتكلم الأسرة الدولية بصوت واحد إمام الأمم المتحدة". ومن المتوقع أن تطلب ميركل من بكين أن تدعم قرارا في مجلس الامن الدولي حول سوريا التي تشهد تصعيدا في عمليات القمع من قبل السلطات لحركات الاحتجاج الشعبي.
(ح.ز/ د.ب.أ/ أ.ف.ب/ رويترز)
مراجعة: أحمد حسو