مقتل وجرح العشرات خلال عملية اقتحام للبنك المركزي العراقي

أعلنت مصادر أمنية عراقية السيطرة على المصرف المركزي ومحيطه في وسط بغداد اثر اقتحامه من قبل مجموعة مسلحة بعد ظهر الأحد ما أسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة حوالي خمسين آخرين بجروح، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية. وقالت تلك المصادر إن "ما لا يقل عن 15 شخصا قتلوا وأصيب حوالي خمسين آخرين بجروح في انفجارات واشتباكات بين مجموعة اقتحمت المصرف المركزي وقوة من الجيش"، مشيرة إلى "انتهاء العملية بسيطرة القوات الأمنية على المكان".

من جهته، أعلن المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا في وقت لاحق "عدم وجود أي موظف داخل مقر المصرف ولم نعثر على أي محتجز داخل الغرف، والقوات الأمنية تقوم بتمشيط المنطقة المطوقة بشكل كلي". وقالت وكالة الأنباء الفرنسية أنه عطا أكد أرقام القتلى والجرحى مشيرا إلى "اضطرار ثلاثة من الانتحاريين إلى تفجير أنفسهم كما قتلت قوات الأمن اثنين آخرين"، موضحا أن "العملية فشلت وكان مخططا لها بشكل متقن".

غير أن وكالة رويترز نقلت عن مصادر بالشرطة ووزارة الداخلية العراقية أن 12 شخصا قتلوا وأصيب 22 شخصا آخرون في الانفجار وإطلاق الرصاص الذي تلاه.

سطو أم هجوم إرهابي؟

وكانت وكالة الأنباء نفسها قد نقلت في وقت سابق عن مصادر أمنية عراقية قولها إن "مسلحين يرتدون زيا عسكريا اقتحموا البنك المركزي، وتمكنوا من السيطرة عليه واحتجزوا رهائن"، مشيرةً إلى أن "المجموعة تضم عددا من الانتحاريين، والقناصين الذين تحصنوا في سطح المبنى". وتابعت أن "قوات الجيش والشرطة حاولت اقتحام المبنى مرتين، لكن اثنين من الانتحاريين فجرا نفسيهما، مانعين القوة من الدخول". وتابعت الوكالة نقلا عن مصدر عسكري أن "المسلحين احرقوا خزانات للوقود وسيارات". كما أوردت وكالة رويترز للأنباء تصريحا لمتحدث باسم البنك قال فيه إن المسلحين ربما كانوا يحاولون سرقة خزائن البنك.

لكن المتحدث باسم قوات أمن بغداد اللواء قاسم الموسوي قال إنه لم يتضح بعد ما إذا كان الهجوم محاولة للسرقة أم للتخريب لكنه أكد في الوقت نفسه أن الهجوم كان يستهدف البنك المركزي.

أول جلسة للبرلمان الجديد

ويأتي الحادث عشية انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان العراقي في دورته الجديدة، حيث وكانت القوات العراقية قد أغلقت في محافظة ديالى اليوم الأحد كافة منافذ الخروج التابعة للمحافظة والتي تؤدي إلى العاصمة بغداد مع تكثيف إجراءاتها الأمنية في الطرق الرئيسية تحسبا لأي طارئ أمني، فيما تمكنت قوات الشرطة من اعتقال 16 مطلوبا للسلطات القضائية في مناطق متفرقة من مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى(57 كم شمال شرقي بغداد).

وقال ضابط إعلام شرطة محافظة ديالى الرائد غالب عطية لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إن"أكثر من عشرة آلاف منتسب امني احكموا سيطرتهم بالكامل على منافذ الخروج التي تؤدي إلى العاصمة بغداد".

وينعقد البرلمان وسط أزمة وتوتر سياسي منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت منذ ثلاثة أشهر والتي فازت فيها القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي على قائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي بفارق مقعدين فقط. وسيختار البرلمان رئيسا للبلاد والذي بدوره سيدعو رئيس أكبر كتلة برلمانية لتشكيل الحكومة الجديدة.

(ه ع ا/د ب ا/ا ف ب/رويترز)

مراجعة: عبده المخلافي