1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مطار بيروت.. ازدحام بالمغادرين وسط مخاوف من انفجار الوضع

محمد فرحان
٥ أغسطس ٢٠٢٤

وسط مخاوف من اندلاع حرب واسعة، حثت دول غربية عدة مواطنيها على مغادرة لبنان فيما علقت شركات طيران رحلاتها من وإلى مطار بيروت، الأمر الذي تسبب في ازدحام المطار بالمسافرين، الذين يخشون من تكرار ما حدث للمطار في عام 2006!

https://p.dw.com/p/4j8MN
ركاب في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، 28 يوليو/ تموز 2024
ازدحام كبير في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروتصورة من: Houssam Shbaro/Anadolu/picture alliance

تصطف طوابير طويلة داخل مطار بيروت وسط حالة قلق وغموض تسود بعد أن تزايدت دعوات الدول لرعاياها لمغادرة لبنان في ظل مخاوف من تصعيد عسكري محتمل بين إيران و إسرائيل.

تزامن هذا مع إلغاء شركات طيران رحلاتها من وإلى بيروت، من بينها شركة لوفتهانزا الألمانية، حتى 12 أغسطس/ آب الجاري، فيما قامت الخطوط الجوية الفرنسية وشركة ترانسافيا بتمديد تعليق الرحلات حتى الثلاثاء (6 أغسطس/آب). وقررت الخطوط الجوية الكويتية تعليق رحلاتها اعتبارا من الاثنين (5 أغسطس/آب)، بينما ألغت شركة الخطوط الجوية القطرية رحلاتها الليلية الى بيروت موقتا.

وفيما تقف في مطار بيروت، قالت سيرين حكيم (22 عاما) "كان يفترض أن أغادر بالأمس، لكن رحلتي أرجئت." وبنبرة يعتصرها الأسى، أشارت سيرين في مقابلة مع فرانس برس إلى أنه كان "ينبغي عليها السفر بسبب عملها".

وشهد مطار بيروت تدفقا كبيرا للمسافرين بعد أن دعت السويد والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن والسعودية خلال الساعات الماضية رعاياها إلى مغادرة هذا البلد فورا. وأعلنت السفارة البريطانية الأحد (4 أغسطس/ آب) سحب عائلات دبلوماسييها من بيروت بصورة مؤقتة.

لماذا؟

ورغم حالة الازدحام الكبيرة، إلا أن المطار "مازال يعمل بشكل طبيعي على كافة المستويات"، بحسب ما أفاد به الكابتن مازن السماك، الخبير في شؤون الطيران ورئيس جمعية الطيارين الخاصين في لبنان.

وفي مقابلة مع DW عربية، عزا السماك حالة الازدحام الكبيرة المفاجئة في المطار إلى ما أصدرته "السفارات من تحذيرات إلى رعاياها بضرورة المغادرة وترك هذا البلد فورا".

وأضاف "كانت هذه السفارات واضحة بضرورة مغادرة بيروت على متن أول رحلة وشراء أول تذكرة طيران وهذا ما أثار الرعب بين الناس حيث هرع الرعايا الأجانب إلى السفر بأسرع طريقة ممكنة. وتفاقمت الأزمة مع قيام شركات بوقف رحلاتها إلى بيروت مما أدى إلى زيادة الطلب على الشركات التي مازالت تسيّر رحلات إلى العاصمة اللبنانية وهو ما تسبب في رفع أسعار التذاكر".

مسافرون في مطار رفيق الحريري، 28 يوليو/ تموز، عام 2024
قررت العديد من شركات الطيران تعليق رحلاتها الجوية إلى مطار بيروتصورة من: Houssam Shbaro/Anadolu/picture alliance

تداعيات محتملة على مطارات المنطقة

ورغم أن تأثير أزمة الإزدحام في مطار بيروت لم يصل صداه بعد إلى الدول الأخرى، إلا أن الأمر لا يعني أن مطارات هذه الدول في منأى خاصة في حال طول أمد الأزمة وزيادة ضراوتها.

ففي مقابلة مع DW عربية، قال الكابتن خالد واصل، مدير إقليمي لشركة طيران دولية تتخذ من القاهرة مقرا لها، "عندما جرى إغلاق المحال الجوي في لبنان لفترة بسيطة، لم يؤثر ذلك على الحركة الجوية في المطارات المصرية وعليه لم تزيد الحركة الي مطاراتنا".

بيد أن واصل قال إن الأمر لم يكن كذلك عندما أغلقت مطارات الأردن ولبنان والعراق في أبريل/ نيسان الماضي مع شن إيران هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل.

وفي ذلك، قال "لم تقم مصر في حينه بإغلاق مجالها الجوي مما أدى إلى زيادة حركة عبور الطائرات في الأجواء المصرية بنسبة كبيرة".

من جانبه، حذر الرئيس التنفيذي للشركة الأردنية للطيران، زهير الخشمان، من تداعيات الأزمة الحالية على حركة الطيران في الشرق الأوسط.

وفي مقابلة مع DW عربية، أضاف الخشمان أن "إغلاق المجالات الجوية وتحويل بعض مسارات الطيران والسفر هذا كله يؤدي إلى كارثة اقتصادية لشركات الطيران خاصة وأن شركات الطيران ما لبثت أت تتعافى من أزمة كورونا... هذا يشكل كارثة حقيقة على النقل الجوي بشكل عام".

مخاوف من تكرار ما حدث خلال عام حرب 2006

وامتلأت منصات التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع مصورة توثق حالة الازدحام الشديدة في مطار بيروت سواء من قبل الرعايا الأجانب أو العائلات المهاجرة والتي تنحدر من أصول لبنانية وجاءت لقضاء إجازة الصيف وسط حالة من الحزن لاضطرارهم للمغادرة قبل الموعد المخطط.

ورغم أن التوتر على الحدود الإسرائيلية البنيانية قائما منذ أشهر، إلا أن تأثير ذلك على موسم السياحة الصيفي في بيروت كان ضئيلا نسبيا حيث قصد البلاد عشرات الآلاف من اللبنانيين العاملين أو الدارسين في الخارج لزيارة عائلاتهم.

وأفاد مطار بيروت أن 400 ألف مسافر وصلوا في حزيران/يونيو الماضي مقارنة بـأكثر من 427 ألفا خلال الفترة نفسها من العام الماضي ما شكل انخفاضا لم يتجاوز نسبة 5 بالمئة.

ويخشى المغادرون في الوقت الراهن من إغلاق المطار في حال أنفجر الوضع، فيما مازال عالقا في الأذهان ما حدث خلال حرب عام  2006 إذ تعرض مطار بيروت للقصف، ما أدى إلى إغلاقه لأكثر من شهر.

ورغم حالة القلق المتنامية في الوقت الراهن، استبعد الكابتن مازن السماك، الخبير في شؤون الطيران ورئيس جمعية الطيارين الخاصين في لبنان، احتمالية إغلاق المطار.

وفي حديثه إلىDW  عربية، قال "إغلاق المطار لن يكون المرة الأولى فقد اعتاد الناس على الهروب سواء عبر مرفأ جونية أو مرفأ طرابلس، لكن اعتقد في ضوء الظروف المحيطة والمعطيات الحالية فحتى إذا كان هناك ضرورة لإغلاق المطار فسيكون ذلك لبضع ساعات أو ليوم أو يومين على أكثر تقدير. أنا أرى أن إغلاق المطار ليس واردا في الوقت الحالي".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات