1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مستوطنون يرون في الأردن دولة للفلسطينيين

١٦ سبتمبر ٢٠١٠

تنتصب مستعمرة معالي أدوميم مثل قلعة على سهل شرقي القدس حيث يعيش نحو 40 ألف شخص في أكبر مستوطنة يهودية في الضفة الغربية يعتبرها سكانها جزءا من إسرائيل، ويصرون على البناء فيها وينظرون إلى الأردن كدولة للفلسطينيين.

https://p.dw.com/p/PDhp
مستوطنو معالي أدوميم يشكلون كتلة استيطانية ضخمة في الضفة الغربيةصورة من: AP

هناك ما يكفي من الدواعي الجيدة للعيش في معالي أدوميم الواقعة شرقي القدس بسبب المساحات الخضراء المحيطة بها وشوارعها العريضة وفضاءات اللعب النظيفة فيها. وفي المستوطنة أيضا مركز كبير للتسوق، وملعب كرة قدم، ومحطة بنزين، وطرق مواصلات تسمح للساكنين فيها بالوصول إلى القدس خلال دقائق قليلة. وبدا الفخر مما تحقق واضحا على وجه غيدون أرييل المستشار الإعلامي لرئيس البلدية وأحد مؤيديه.

"جزء من دولة إسرائيل"

Jerusalem Altstadt Magnifikat
باب دمشق في الحي القديم من القدس الشرقية المحتلةصورة من: DW

من فوق جدار مدّ الرجل الأميركي الأصل أصبعه إلى جبل سكوبوس وتلته المنحنية التي توصل إلى القدس الشرقية قائلا إن كامل المنطقة هنا التي سمّاها "يهودا والسامرة" تابعة لدولة إسرائيل بما في ذلك المستعمرة. وأضاف أرييل، وهو يهودي أرثوذكسي، أن الاعتراض على ذلك يأتي من اليسار الإسرائيلي فقط الذي يرفض كل ما يجري في يهودا والسامرة لافتا إلى أنه يعيش هنا "حيث يجب أن يعيش المرء دون أن يسبّب غضبا لأحد". وتابع أنه بغض النظر عن بعض المجموعات الصغيرة الراديكالية "فان الجميع يعلم أن معالي أدوميم ستكون في أي اتفاق مستقبلي جزءا من الدولة الإسرائيلية".

ومنذ 1975 يجري العمل على الطريق الموصلة إلى أريحا على بناء أبنية سكنية، ودائما بحسب أرييل، بموافقة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لا فرق إن كانت برئاسة ناتنياهو، شارون أو رابين. لكن الخلاف القائم يتمثّل في المنطقة الواقعة بين معالي أدوميم والقدس المعرّفة باسم "شرق 1". وكان رئيس الحكومة السابق شارون يريد توسيع هذه المنطقة شرقا بحيث تُضمّ إلى القدس وتنمو معها، لكن هذه الخطة محطّ خلاف دولي لأنها ستشكّل طوقا سكنيا يفصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، ما يمنع عمليا قيام دولة فلسطينية قادرة على الحياة. وبالنسبة إلى أليزيا هيربست المتحدثة باسم "مجلس ييشا"، وهو مجلس عام لروابط وجمعيات المستوطنين اليهود في الضفة، فان حلّ هذه المشكلة سهل.

خطط لتقسيم الضفة الغربية

Maale Adumim Gidon Ariel
مستشار رئيس البلدية غيدون أرييل: الصراع على الأرض حسمصورة من: Stephanie Gebert

وتم اقتراح إنشاء طريق سريعة حول معالي أدوميم أو حفر نفق تحتها يوصل بين شطري الضفة، لكن المتحدثة تتجاهل هنا خسارة هذه المنطقة التي ستُلحق بالدولة الفلسطينية المستقبلية. وقالت: "أرى أن للإسرائيلي الحق مثله مثل أي إنسان في العالم العيش حيث يريد شرط أن لا يشكل خطرا على آخرين"، لكنها اعتبرت أن الجيران الفلسطينيين يشكلون خطرا.

هاجرت هيربست من الولايات المتحدة إلى إسرائيل قبل 31 سنة، إلا أن اثنان من أولادها الشباب يعيشون الآن في الولايات المتحدة من جديد ويرفضون زيارة أهلهم في المستعمرة خوفا من هجمات محتملة. والواقع أنه حصلت في الماضي أكثر من مرة نزاعات بين الفلسطينيين والمستوطنين، لذا يحمي الجيش الإسرائيلي والشرطة المحلية وشرطة الحدود سكان المستوطنة. ومع ذلك فان هيربست لا تفكر مطلقا في العودة إلى الولايات المتحدة ، وهي ترى في نفسها أحد الرواد وتتمنى مجيء المزيد من الأميركيين. وقالت "أنا يهودية في نهاية المطاف، وهل هناك أكثر طبيعية أن يعيش اليهودي في دولة يهودية؟". وأضافت أن الأمر "قد يبدو للوهلة الأولى نوعا من الجنون، إلا أنه لأن الدولة الإسرائيلية غالبا ما تتعرض إلى هجمات وتعاني من مشاكل جمّة أريد العيش هنا".

"الأردن هو دولة الفلسطينيين"

وأضافت هيربست أن للفلسطينيين دولة هي الأردن لافتة إلى أنه "إذا نظر المرء في كتب التاريخ لوجد أن الأردن ليس أكثر من فكرة دولة نشأت على خلفية اتفاق سياسي". وذكرت أيضا أن سكان البلد هذا مكوّن في غالبيته من الفلسطينيين، لذا "إن أراد الفلسطينيون بلدا لهم فيوجد واحد، خاصة وأن الكثيرين منهم يملكون جواز سفر أردنيا". لكن المتحدثة باسم المستوطنين لم تشر إلى أن قسما كبيرا من الفلسطينيين الذين يعيشون اليوم في الأردن لجئوا إليه هربا بعد تأسيس إسرائيل عام 1948.

والمستشار أرييل أميركي الأصل أيضا، ويعيش في المستوطنة مع عائلة من خمسة أولاد. وهو من الذين لا يتقبلون أي انتقاد ضد المستوطنين في الضفة، ويقول إن لديه رسالة واحدة للفلسطينيين: "الصراع حول الأرض حسم نهائيا، لذا خذوا ما يمكنكم أخذه اليوم لأن غدا سيكون أقل".

شتيفاني غيبيرت/اسكندر الديك

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد