مستحضرات التجميل: هل هي سر جمالنا؟
١٧ يوليو ٢٠١٠لا توجد امرأة قبيحة، ولكن هناك الكثيرات اللواتي يجهلن أصول التجميل وأسراره؛ هذا تماماً ما كانت تثق به المرأة الفرعونية التي تميزت منذ قديم الأزل بمواهبها الدفينة في عالم الجمال وعرفت بتفوقها في إظهار نفسها بأبهى صورة. ويتلخص سر الجمال لديها بثلاثة أشياء ألا وهي العيون الساحرة والشعر الجذاب والبشرة النضرة، ما دفعها لتكون السباقة في استخدام مستحضرات تجميل طبيعية للعناية ببشرتها.
ورغم التقدم الهائل الذي تشهده صناعة مستحضرات التجميل في يومنا هذا، إلا أن أقنعة العناية بالبشرة التي ابتكرتها المرأة الفرعونية، لازالت تعد أساساً يقتبس منه جميع مصنعي مستحضرات التجميل، كاستخدام الطين لتقوية البشرة والعسل من أجل المحافظة على صفائها والزيوت الطبيعية كزيت البابونج لتغذيتها وترطيبها.
مخاطر المستحضرات الكيميائية
ولم تهدف المرأة الفرعونية باستخدامها لمستحضرات التجميل إخفاء ملامح وجهها أو تغيير لون بشرتها بل على العكس، إذ يؤكد الكثير من خبراء التجميل أن استخدامها لتلك المستحضرات كان مرتبطا بالوعي والإدراك، وهذا تماماً ما ترغب طبيبة التجميل الألمانية كارمن راينهولد في إيصاله إلى جميع الشابات اللواتي يقبلن على استعمال بعض كريمات التجميل المصنعة من مواد كيميائية تضر بصحة مستخدميها.
وتشرح الطبيبة كارمن خطورة هذه الكريمات بقولها "إن كريمات تفتيح البشرة مثلا غالباً ما تكون مصنعة من مواد كيميائية كالزئبق أو الكورتيزون،أو الهدروكينيون ويسبب الاستخدام المستمر لهذه المواد حكة أو حرقة في الجلد". وتشير كذلك إلى أن المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع كريمات تفتيح البشرة تدخل إلى الدم عن طريق الجلد، ما يعرض مستخدمي هذه الكريمات لبعض الأمراض المزمنة كمرض السكر والضغط. وتوافق الدكتورة ليلى العشا وهي طبيبة سورية متخصصة بالطب الوقائي وطب معالجة الشيخوخة، كارمن في رأيها فيما يتعلق بخطورة مستحضرات التجميل المصنعة من مادة الكورتيزون كونها مادة تستخدم لمعالجة حالات التحسس.
أما فيما يتعلق بمادة الهدروكينون فترى أن هناك اختلافا في الآراء، فبينما يمنع استخدام هذه المادة كلياً في أوروبا، تسمح الولايات المتحدة باستعمالها "بواسطة الهدروكينون تم تفتيح بشرة المغني الراحل مايكل جاكسون"، ولا تصلح مادة الهدروكينون لتفتيح البشرة، بل تستخدم لمعالجة التصبغات على حد قول ليلى " تؤثر هذه المادة على الخلايا الصباغية التي تحمي بشرتنا من أشعة الشمس ويسبب فقدان هذه الخلايا ارتفاع نسبة خطر الإصابة بسرطان الجلد".
هل مستحضرات التجميل حكر على النساء فقط؟
ويبدو أن أمر العناية بالبشرة والتجميل لم يعد مقتصراً على المرأة فحسب، بل تؤكد الإحصائيات الخاصة ببيع مستلزمات التجميل في ألمانيا، تزايد إقبال الرجال على شراء الكريمات التي تخفي آثار تقدم العمر والكريمات التي تستخدم لتسمير البشرة، وهذا ما يلاحظه الدكتور جورج خوري صاحب مشفى للتجميل في هامبورغ، إذ أكد خوري في حديثه مع دويتشه فيله، أن نسبة الرجال الألمان الذين يقبلون على إجراء عمليات شد لبشرتهم تفوق نسبة النساء "خاصة الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40حتى 60 عاماً".
وتتباين الآراء حول الاهتمام المتزايد للرجال بوسامتهم، إذ يعارض ألكس وهو شاب ألماني يدرس العلوم السياسية في جامعة ماينس اهتمام الشباب الزائد بعمليات التجميل، معتبرا أن هذه الأشياء تخص عالم المرأة ويرى"أن اتجاه الرجال لهذه الأشياء سببه الرفاهية الزائدة". في حين يرى الشاب الألماني لارس الذي يستخدم يومياً قبل ذهابه إلى العمل كريمات خاصة للمحافظة على بشرته من التجاعيد "أحب أن أهتم بنفسي وخاصة نضارة بشرتي".
طرق جديدة للمحافظة على نضارة البشرة
وعلى صعيد العالم العربي، ترى الشابة التونسية إيناث أن البشرة النضرة هي سر الجمال، ويجب المحافظة عليها من غدر كريمات التجميل التي تتلفها "أنا أستعمل كريمات طبيعية للمحافظة على البشرة وأبتعد عن كريمات التجميل لأنها ترهق بشرتي". وتؤكد الدكتورة العشا أن عدم توفر الوعي الكافي بخطورة مستحضرات التجميل لدى بعض مستخدميها دفعها إلى تأليف كتاب بعنوان "طول العمر" تشرح فيه طرق المحافظة على البشرة بأسلوب علمي مبسط حسب ما تقول ليلى "إن مستحضرات التجميل وحدها لا تكفي للمحافظة على جمال بشرتنا هناك الكثير من الأشياء التي يجب أن نغيرها في حياتنا"، مشيرة بذلك إلى ضرورة اتباع نظام غذائي معتدل، وإلى دور الرياضة في المحافظة على نضارة البشرة بسبب هرمون الأندروفين الذي يفرزه الجسم أثناء ممارستها.
ويوافق الشاب العراقي بشار الدكتورة ليلى في رأيها ويتبع بدوره طرق خاصة للعناية ببشرته، إذ يرفض استخدام مستحضرات التجميل مستعيضا عنها بأفكار قد تكون مثيرة للجدل كونها غير معروفة على حد قوله "أمارس التأمل وأسعى إلى تناول الأغذية ذات الطبيعة القاعدية وأمسح وجهي بالشاي الأخضر".
الكاتبة: دالين صلاحية
مراجعة: هشام العدم