مسابقة فريدة لاختيار أفضل الألفاظ الدخيلة على الألمانية
١١ فبراير ٢٠٠٨ليست الدول والمجتمعات وحدها التي تستقبل المهاجرين وحسب، بل إن اللغات العالمية أيضا تستوعب "مهاجرين من صنف خاص". الأمر يتعلق هنا بتوطين ألفاظ أجنبية في هذه اللغات بفعل التبنّي اللغوي والتلاقي بين والشعوب الحضارات. لذا حظيت ظاهرة رحلة الألفاظ الأجنبية إلى اللغة الألمانية باهتمام اللغويين الذين يعكفون منذ فترة على دراسة زيادة استخدام الألمان لكلمات أجنبية، وخاصة للإنجليزية منها. في هذا الإطار قام الباحثون برصد ما يربو على 100 ألف كلمة أجنبية داخل اللغة الألمانية التي تشمل نحو 300 إلى 500 ألف كلمة ومصطلح. لكن معظم الكلمات الأجنبية لا يُتداول في الحياة اليومية، بينما يوجد عدد من "الكلمات المهاجرة" التي احتفظت بقالبها التركيبي وخصائصها النحوية، ولم تنصهر في اللغة الألمانية.
مسابقة لغوية فريدة
من أجل تسليط الضوء على هذه الظاهرة يُنظم معهد غوته بالتعاون مع مجلس اللغة الألمانية مسابقة تستمر لغاية 29 فبراير/شباط الجاري لجمع أفضل لفظ أجنبي في هذه اللغة، عن هذه المسابقة يقول أحد المشرفين: "إن لغتنا الألمانية تحفل بكلمات ومصطلحات من مختلف اللغات. "حين تلقى إحدى الألفاظ قبول وإعجاب الناس بدلا من اللفظ الألماني الذي يلبي نفس المقاصد الدلالية، يتم توطين المصطلح الأجنبي في اللغة الألمانية".
وستسهر لجنة تضم عددا من خبراء اللغة بالإضافة إلى نائب رئيس البرلمان الألماني فولفغانغ تيرزه على اختيار أفضل لفظ أجنبي. كما ستقوم باختيار أجمل الحجج لاستخدام هذه الألفاظ. وهنا يُطرح السؤال، متى تتأثر اللغة بالكلمات الغريبة؟ أنيتا بومغاردن من معهد غوته في ميونيخ ترى بأن شعبية الألفاظ المهاجرة لا تنحصر في جانبها المعنوي وقدرتها على تلبية المقاصد الدلالية بشكل أفضل وحسب، بل أن النغمات اللطيفة لبعضها قد يقف وراء الإقبال على استعمالها.
غزو المصطلحات الإنجليزية
تلقى معهد غوته حتى الآن نحو 2000 كلمة أجنبية تعود أصولها وجذورها إلى أربعين لغة معظمها ينحدر من الإنجليزية والفرنسية واللاتينية. بيد أن الباحث المتمعن في ظاهرة الاقتراض اللغوي أو تبني مفردات أجنبية على صعيد اللغة الألمانية سيلحظ أنها لا تخلو أيضا من الكلمات العربية أمثال كلمة تعريفة/ Tarif أو سكر/ Zucker أو برج/ Burg وغيرها.
إن دخول الكلمات الأجنبية إلى اللغة الألمانية ليس وليد الأمس. فعملية الاقتراض اللغوي بشكلها العام مضربة في القدم، إذ سايرت تطور المجتمعات والشعوب والتبادل المعرفي فيما بينها. لكن اللافت في عصر العولمة هو اكتساح الكلمات الإنجليزية للألمانية ولغات أخرى، خاصة عن طريق الاقتصاد والدعاية أو الإشهار. فلا تكاد مؤسسة اقتصادية في ألمانيا تخلو من كلمات وتسميات إنجليزية. ويتزامن ذلك مع إقبال ملحوظ عند الألمان على استخدام الكلمات الإنجليزية حتى وإن كانت في بعض الأحيان وسيلة للمباهاة أكثر منها ضرورة لغوية بلاغية.