محمد عبداللاوي نجم من أصول مغربية يسطع في الملاعب الألمانية
٢٦ أكتوبر ٢٠١١"إنه شخص جيد، ولاعب رائع، ولا يقدر بثمن". "إنه يتمتع بفعالية كبيرة وهداف من الطراز الرفيع". بهذه العبارات وصف رئيس نادي هانوفر مارتين كيند ومدرب الفريق ميركو سلومكا اللاعب المغربي الأصل والنرويجي الجنسية محمد عبد اللاوي، هداف فريق هانوفر الألماني. عبد اللاوي تمكن لحد الآن من تسجيل 7 أهداف في سبع مباريات لعبها هذا الموسم، ليحتل المركز الثالث في قائمة الهدافين، متقدما على أسماء كبيرة أمثال البيروفي كلاوديو بيزارو والإسباني راؤول غونزاليس والفرنسي فرانك ريبيري. ولعل الهدف الذي سيظل عالقا بذهن محمد عبد اللاوي هو الذي سجله الأسبوع الماضي في شباك حارس مرمى بايرن ميونيخ مانويل نوير، الذي ظل قبل هذا الهدف محافظا على عذرية قبل أن تهتز بهدف عبد اللاوي في المباراة التي جرت الأسبوع الماضي والتي انتهت بفوز هانوفر على ميونيخ بهدفين لواحد.
سعر عبد اللاوي تضاعف سبع مرات في أقل من عامين
قصة محمد عبد اللاوي مع الدوري الألماني بدأت في صيف 2010، عندما استقدمه فريق هانوفر في صفقة لم تتعدى الميلون يورو من فريق فاليرينغا النرويجي، وسرعان ما تمكن عبد اللاوي من التأقلم مع أجواء البونديسليغا وأنهى الموسم كأحسن هداف للفريق بسبعة أهداف. وفي الموسم الحالي واصل عبد اللاوي الذي يبلغ من العمر 25 عاما مسلسل تألقه، حتى أصبح من الصعب على هانوفر الاستغناء عنه، كما ارتفعت أسهمه في بورصة اللاعبين المحترفين وأصبح سعره حسب موقع "Transfermarkt" الألماني المتخصص في رصد أسهم اللاعبين يفوق 7،5 مليون يورو. وامتد تألق عبد اللاوي إلى خارج ألمانيا مما جعل أقوى الأندية في القارة العجوز تخطب ود هذا اللاعب من بينها فريق أرسنال الإنجليزي الذي عبر عن رغبته في ضم هذا اللاعب لصفوفه، غير أن المشرفين على فريق هانوفر مصممون على الاحتفاظ بعبد اللاوي. وفي هذا الصدد يقول رئيس فريق هانوفر مارتين كيند:"هدفنا هو تمديد العقد معه بشكل مبكر، وسنستغل توقف الدوري بسبب المباريات الدولية للتفكير في الأسلوب الأنجع الذي يمكننا من الحفاظ على هذا اللاعب".
عبد اللاوي لن يكون بإمكانه اللعب للمنتخب المغربي
مهارات عبد اللاوي وحسه التهديفي مكناه من حمل قميص المنتخب النرويجي منذ عام 2008 و شارك معه هذا العام في التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوروبا، لكن الفريق عجز عن ضمان التأهل لهذه المنافسة التي ستحتضنها بولندا وأوكرانيا عام 2012. وبمشاركة عبد اللاوي مع المنتخب النرويجي الأول أصبح صعب جدا على هذا اللاعب الانضمام للمنتخب المغربي وذلك بالرغم من رغبة الاتحاد المغربي في ضمه لصفوفه، إذ تمنع قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم اللاعب الذي سبق له أن دافع عن ألوان أحد المنتخبات الأولى أن يلعب لمنتخب آخر، حتى ولو كان يحمل جنسية ذلك البلد. وربما يجد الاتحاد المغربي في أخيه الأصغر مصطفى عبد اللاوي هداف فريق فاليرينغا النرويجي والذي يتنبأ له المراقبون بمستقبل واعد، خير عزاء لعدم تمكنه من الاستعانة بخدمات محمد عبد اللاوي.
"لن أنسى المغرب بلدي الأصلي وبلد أجدادي"
وعن علاقته ببلاده الأصلي قال عبد اللاوي في حوار مع صحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه تسيتونغ "بأنه لم يقطع أبدا علاقته بالمغرب وكان يقضي فيه عشرة أسابيع في العطلة الصيفية رفقة عائلة والده، لكن التزاماته الكروية الحالية جعلته يقلل من زيارته للمغرب، رغم ذلك يقول محمد:" أحاول زيارة المغرب مرة واحدة في السنة وبالأخص في فصل الصيف إذ أستمتع بأشعة الشمس وأذهب للشاطئ، وأقطع الصلة تماما بعالم كرة القدم". وفي رده عما إذا كان يشعر بأنه نرويجي أم مغربي أجاب نجم هانوفر:" أنا ولدت في النرويج ونشأت فيه لذلك أشعر بأني نرويجي، لكني في الوقت ذاته لا أنسى بلدي الأصلي وبلد أجدادي المغرب".
هشام الدريوش
مراجعة: عبده جميل المخلافي