ماركو رويس..من لعنة الإصابات إلى كتابة التاريخ
٢٣ نوفمبر ٢٠١٦"من فراش المرض إلى كتب التاريخ"، أو "عودة الصاروخ" أو حتى "عودة مثل ولادة جديدة"، عبارات أطلقتها الصحافة الألمانية بحق النجم ماركو رويس غداة عرض خرافي قدمه فريقه بروسيا دورتموند يوم أمس الثلاثاء (22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) على ملعب سيغنال ايدونا بارك ضمن منافسات الجولة الخامسة (قبل الأخيرة) لدور المجموعات بمسابقة دوري أبطال أوروبا.
فبعد غياب دام ستة أشهر بسبب الإصابة، يعود الدولي الألماني إلى الملاعب ليشارك مباشرة في إعصار تهديفي للفريق الأسود والأصفر بلغ ثمانية أهداف بالتمام والكمال في شباك ليغا وارسو، مقابل أربعة أهداف دخلت شباكه.
ثلاثة أهداف كانت من نصيب رويس ورابع صنعه، المدرب توماس توخل الذي وقف يتابع تساقط الأهداف بذهول، وصف المباراة بـ"السريالية"، وكان أول المحتفين برويس أمام عدسة قناة سكاي الخاصة.
أما ماركو رويس نفسه، فقد لجأ إلى تواضعه المعهود مشيرا إلى أن التمريرات التي حصل عليها من زملائه كانت "أكثر من رائعة"، وأن مهمته تمثلت فقط بالدفع بالكرة إلى ما وراء خط المرمى ليس أكثر.
قد يكون الأمر صحيحا، لكن يجب القول أيضا أن رويس الذي لم يحالفه الحظ بسبب الإصابة في المشاركة في مونديال 2014 ولا في يورو فرنسا 2016، لم يكن يتصور أن تتزامن عودته مع نجاح تاريخي يسجله الفريق ليس على مستوى سجل النادي فحسب وإنما على مستوى تاريخ المسابقة الأوروبية برمتها التي لم تسجل من قبل 12 هدفا في مباراة واحدة. وهذا يفسر لماذا أخذ رويس عقب المباراة إحدى كرات اللقاء وطاف على زملائه لأخذ توقيعاتهم، حتى تصبح هذه الكرة تذكارا شخصيا سيوضع "في مكان شرفي" يقول لاعب خط وسط دورتموند لقناة سكاي.
أهمية هذه المباراة الخرافية أنها قد تضع نهاية لفترة عصيبة مرّ منها رويس. ولا يوجد لاعب آخر في البوندسليغا سُكب الكثير من الحبر حول تاريخ عودته إلى الملاعب، كما حدث مع هذا اللاعب. فدورتموند وعند كل مرة حدد فيها موعدا لعودة رويس كان يسارع بعدها لنفي ما صرح به على الفور، حدث ذلك على الأقل سبع مرات آخرها قبيل مباراة القمة التي جمعت دورتموند ببايرن يوم السبت الماضي ضمن منافسات الدوري المحلي.
ومنذ سنوات ورويس يقع ضحية للإصابات، لم يعرف أداؤه استقرارا الا قبل عامين ونصف. بعد ذلك اضطر للبقاء في ألمانيا، بينما سافر زملاؤه إلى البرازيل في صيف 2014 لخوض غمار نهائيات كأس العالم، وتوجوا هناك أبطالا للعالم بدونه. بعد ذلك، تحول النجم الألماني إلى مادة دسمة تناقلتها الصحف الصفراء بسبب قيادته السيارة بدون رخصة، كما أن أداءه في السنتين الأخيرتين وفي الفترات التي لم يكن فيها مصابا تراجع بشكل كبير عن سنوات القمة.
ومن هذا المنطلق هناك إجماع من قبل المتابعين على أن مباراة الثلاثاء "السريالية" حسب وصف توخل، هي أفضل حافز نفسي يحصل عليه رويس، ولهذا تتجه التعليقات إلى وصفها بالولادة الجديدة للاعب المتميز.
وفي حال تحقق ذلك سيكون الفريق أول المستفيدين. دورتموند كان يراهن على رويس أن يصبح "المركز"بالنسبة للوافدين الشباب، حسب تعبير توخل، بعد غياب الثلاثة الكبار إيلكاي غوندوغان وماتس هوملز وهنريك مختاريان، لكنه ومنذ إصابته في نهائي كأس ألمانيا الأخير أمام بايرن، تولى المهمة مارسيل شميلتسر.
ولخص زميل رويس غونزالو كاسترو ما يمثله اللاعب للفريق بالقول: "ماركو صمام أمان، حضر فسجل ثلاثة أهداف، ثم أخذ الكرة وذهب إلى منزله".