1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةشمال أمريكا

ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟

٢٤ أبريل ٢٠٢٤

لجأت جامعات أمريكية إلى اتخاذ إجراءات منها استدعاء الشرطة للسيطرة على الوضع عقب احتجاجات ضد حرب غزة رُفعت فيها شعارات معادية للسامية وتخللتها أحداث عنف. فما طبيعة هذه الاحتجاجات؟ ومن يقف خلفها؟ وما مطالبها؟

https://p.dw.com/p/4f7qE
مظاهرات طلابية مؤيدة للفلسطينيين في عدد من الجامعات الأمريكية ـ جامعة نيويورك (22/4/2024)
مظاهرات طلابية مؤيدة للفلسطينيين في عدد من الجامعات الأمريكية صورة من: Fatih Aktas/AA/picture alliance

تحول حرم جامعة كولومبيا في مانهاتن من مكان يجتمع فيه الطلاب للدراسة أو تناول بعض المشروبات، إلى نقطة تجمع للمتظاهرين الرافضين للحرب في غزة،  مع امتداد تداعيات الحرب بين حماس وإسرائيل  من الشرق الأوسط إلى الأوساط الجامعية في الولايات المتحدة.

واستدعت رئيسة جامعة كولومبيا نعمات مينوش شفيق الشرطة لدخول الحرم الجامعي لتفريق المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين  فيما قامت شرطة مكافحة الشغب باعتقال أكثر من مئة طالب نصبوا خياما في الحرم الجامعي في إطار احتجاجهم على العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وفي رسالة عبر البريد إلكتروني، قالت نعمات إنها قررت اتخاذ خطوة استدعاء الشرطة "غير العادية لأن الظروف الراهنة استثنائية"، معبرة عن "أسفها العميق".

وقررت إدارة الجامعة وقف الطلاب الذين جرى اعتقالهم فيما شرع بعض الطلاب في نصب الخيام في أماكن أخرى.

تضامن من أساتذة الجامعة

وفي محاولة لإظهار تضامنهم مع الطلاب و تنديدا بقرار إدارة الجامعة، نظم المئات من أعضاء هيئة التدريس بجامعة كولومبيا الاثنين (22 أبريل / نيسان) إضرابا عن العمل فيما قررت الجامعة استئناف الطلاب للدراسة عن بعد.

وتشهد عدد من الجامعات الأمريكية مظاهرات احتجاجا على  العمليات العسكرية الإسرائيلية  في غزة التي جاءت ردا على هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي.

يذكر أن  حركة حماس ، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

في بيان، قالت المجموعات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا "نطالب بسماع أصواتنا الرافضة لأعمال القتل الجماعي للفلسطينيين في غزة. جامعتنا متواطئة في هذا العنف وهذا سبب احتجاجنا".

احتجاجات في جامعات أمريكية أخرى 

ولم تتوقف المظاهرات على جامعة كولومبيا بل امتدت إلى جامعات أخرى أبرزها جامعتي ييل ونيويورك حيث نصب عدد من الطلاب بعض الخيام، لكن إدارة الجامعة طالبت الجميع بالمغادرة وقالت إن الأمر بات غير منظم ما يفرض استدعاء الشرطة التي قامت باعتقال بعض الطلاب.

جامعة كولومبيا (21/4/2024)
نصب الخيام في بعض الجامعات الأمريكية للمطالبة احتجاجا على الحرب في غزةصورة من: Lokman Vural Elibol/Anadolu/picture alliance

وقالت إدارة شرطة نيويورك إن الضباط اعتقلوا 120 شخصا في جامعة نيويورك في وقت متأخر من الاثنين (22 أبريل / نيسان) فيما قال مسؤولو الجامعة إنهم طلبوا تدخل الشرطة لأن المتظاهرين لم يتفرقوا وكانوا "يؤثرون على سلامة وأمن مجتمعنا".

وفي جامعة هارفارد بمدينة بوسطن، جرى إغلاق ساحتها الرئيسية أمام العامة فيما لم يُسمح بدخول الخيام والطاولات إلا بعد الحصول على إذن مسبق. أما في جامعة ييل بولاية كونيتيكت، فقد أقدمت الشرطة على اعتقال أكثر من 60 متظاهرا الاثنين (22 أبريل / نيسان) بعد أن منحتهم "عدة فرص للمغادرة وتجنب الاعتقال"، بحسب الجامعة.

ودعا الطلاب المحتجون في الجامعات الأمريكية إلى دعم الجهود الرامية لوقف إطلاق النار في غزة  وأيضا وقف الاستثمارات مع الشركات التي يُزعم أنها تدعم إسرائيل.

وألغت جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية في هومبولت الحضور الشخصي حتى الأربعاء (24 أبريل / نيسان) بعد أن تحصن طلاب في مبنى إداري فيما قالت جامعة ميشيغان إنها ستسمح بحرية التعبير والاحتجاج السلمي في احتفالات التخرج في أوائل مايو /أيار، لكنها ستوقف "التعطيل الكبير" للدراسة.

اتهامات بمعاداة السامية

وفي ردها، قالت إدارة جامعة نيويورك إنه خلال المظاهرات "جرى ترديد هتافات مرعبة مع رصد العديد من الحوادث المعادية للسامية".

وقالت رئيسة جامعة كولومبيا نعمات مينوش شفيق إن  حرم الجامعة شهد حوادث معادية للسامية ، مضيفة "تزايدت حدة خلافاتنا خلال الأيام الأخيرة حيث جرى استغلال هذه التوترات وتضخيمها من قبل أفراد لا ينتمون إلى جامعة كولومبيا وجاءوا إلى الحرم الجامعي لتنفيذ أجنداتهم الخاصة."

وجاء قرار مينوش شفيق باستدعاء شرطة نيويورك لإخلاء المخيم بعد يوم من إدلائها بشهادتها أمام لجنة بمجلس النواب حيث قالت إن المخيم انتهك القواعد المناهضة للاحتجاجات غير المصرح بها.

وأنكر المنظمون مسؤوليتهم عن العنف ضد المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل أو تأييدهم له، غير أن بعض الطلاب اليهود قالوا إنهم يشعرون بعدم الأمان في الحرم الجامعي وبالقلق من الهتافات التي يقولون إنها معادية للسامية .

وشددت المجموعات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في الجامعة على أن عددا قليلا من "الأفراد ممن حاولوا استغلال الأمر لتنفيذ اجندتهم، تصرفوا بطريقة غير مقبولة."

وأضافت "نرفض بشدة أي شكل من أشكال الكراهية أو التعصب ونقف في يقظة ضد الأفراد من غير الطلاب الذين يحاولون تعطيل التضامن الذي يتم تشكيله من قبل عدد من الطلاب الفلسطينيين والمسلمين والعرب واليهود ومن أصول أفريقية وأيضا الطلاب المؤيدين للفلسطينيين.. هؤلاء يمثلون التنوع الكامل لدعم الفلسطينيين داخل بلدنا".

غضب إزاء سياسة بايدن 

ويقول مراقبون إن موجة الاحتجاجات الطلابية تسلط الضوء على أن العديد من الشباب الأمريكي غير راضين عن سياسة الرئيس جو بايدن تجاه إسرائيل. الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة على مر التاريخ تعد الحليف القوي لإسرائيل مع  دعمها المستمر للدولة العبرية. 

ومع بدء إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة، أكد بايدن على أن الولايات المتحدة الحليف الأكثر ولاءً لإسرائيل، لكن مع سقوط قتلى كُثر في صفوف المدنيين بغزة، أعربت شخصيات ليبرالية وشبابية في الولايات المتحدة عن الغضب إزاء استخدام أموال الضرائب لتمويل إسرائيل. وتحث هذه الشخصيات بايدن على الدعوة لوقف دائم لإطلاق النار في غزة ووقف جميع المساعدات لإسرائيل.

وفي إشارة إلى احتمال تغير السياسة الأمريكية بشأن غزة، قال بايدن في بيان مطلع الشهر الجاري إن الدعم المقدم للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة مرهونا بخطوات ملموسة تتخذها تل إسرائيل  لضمان سلامة موظفي الإغاثة والمدنيين .

وقالت رويترز إن التحذير جاء خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أعقاب  هجوم إسرائيلي على قافلة كانت تابعة لمنظمة "ورلد سنترال كيتشن"  الخيرية أسفر عن مقتل سبعة من موظفي المنظمة، وأقرت إسرائيل بأن ذلك حدث عن طريق الخطأ. 

وعلى وقع البيان الأمريكي، أعلنت إسرائيل على الفور اتخاذ  خطوات تهدف إلى زيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة  بما في ذلك موافقة إسرائيل على إعادة فتح معبر إيريز (بيت حانون) المؤدي إلى شمال قطاع غزة والاستخدام المؤقت لميناء أسدود في جنوب إسرائيل والموافقة على زيادة الإمدادات القادمة من الأردن مباشرة إلى غزة من خلال معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم).

 أعده للعربية: محمد فرحان

DW Mitarbeiterportrait | Carla Bleiker
كارلا بلايكر محررة ومديرة قناة ومراسلة تغطي الأخبار العلمية وشؤون السياسة الأمريكية.@cbleiker
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد