1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مؤتمر ميونيخ للأمن في ظل سياسة وتصريحات ترامب المثيرة للجدل

١٤ فبراير ٢٠٢٥

يعقد مؤتمر ميونيخ للأمن هذا العام في خضم متغيرات تبدو جوهرية وغير مسبوقة في السياسة الأمريكية عقب عودة ترامب إلى البيت الأبيض، من المتوقع أن تخيم سياسة ترامب المثيرة للجدل على المؤتمر. فما أهم القضايا على الطاولة؟

https://p.dw.com/p/4qJ5j
صورة من: Kyodo/picture alliance

لقد ميزت العلاقات الوثيقة التقليدية بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا  مؤتمر ميونيخ للأمن لعقود من الزمن. وعلى الرغم من بعض الخلافات: كان الأساس صحيحًا. فقد كانا يعملان معًا بشكل جيد ويقدران بعضهما البعض. ولكن منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، بدأ هذا اليقين في الانهيار. ولذلك فإن المؤتمر، المعروف دوليًا باسم مؤتمر ميونيخ للأمن الذي يبدأ يوم الجمعة (14/2/2025) هو أيضًا مؤشر على حالة العلاقات عبر الأطلسي.

توترات جديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها؟

هناك شيء واحد مؤكد: حتى في الأسابيع القليلة الأولى من ولاية ترامب الثانية كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، تهب رياح مختلفة من واشنطن: "أمريكا أولاً" هو شعار ترامب غير المشروط، حتى لو كانت سياساته على حساب حلفائه. ومن المرجح أن تشكل هذه التوترات بعض النقاشات في فندق المؤتمرات التقليدي في ميونيخ "بايريشير هوف" حيث يجتمع السياسيون والقادة العسكريون والخبراء في الفترة من 14 إلى 16 فبراير.

حرب" الرسوم الجمركية.. هل يخاطر ترامب بنمو الاقتصاد الأمريكي؟

ومن المتوقع أن يشارك 60 من رؤساء الدول والحكومات في  مؤتمر ميونيخ للأمن الذي يعتبر أهم منتدى عالمي للسياسة الأمنية. وقد أكد كل من نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو من الإدارة الأمريكية الجديدة حضورهما، ولكن ليس وزير الدفاع الأمريكي الجديد بيت هيغسيث. وبالإضافة إلى ذلك، أعلن رئيس المؤتمر كريستوف هيوسغن أنه من المتوقع حضور أحد أكبر الوفود من الكونغرس الأمريكي على الإطلاق في مؤتمر الأمن. ومن بين الضيوف الأمين العام الجديد لحلف الناتو مارك روته.

"انخداع" أوروبا

 مؤتمر الأمن هو اجتماع غير رسمي لا تُتخذ فيه أي قرارات. وهذا هو بالضبط السبب في أنه يتم فيه تبادل مفتوح للآراء ولا يتم فيه كنس النزاعات تحت السجادة. لقد حدد دونالد ترامب بالفعل النبرة الجديدة الأكثر حدة في العلاقات عبر الأطلسي. فقد اقتبس "تقرير ميونيخ للأمن" الذي نُشر بمناسبة المؤتمر تصريحًا أدلى به ترامب خلال الحملة الانتخابية: "لقد تم سرقتنا من قبل الدول الأوروبية سواء في التجارة أو في حلف شمال الأطلسي". وكذلك قوله للأوروبيين: "إذا لم تدفعوا، فلن نحميكم".

ومن وجهة نظره فإن عدم استثمار بعض الشركاء الأوروبيين في  حلف الناتو في جيوشهم يشكل شوكة في خاصرة ترامب. كما انتقد ألمانيا مرارًا بسبب ذلك. حتى الآن دفعت واشنطن حصة الأسد من تكاليف الناتو وقدمت لأوروبا حماية عسكرية موثوقة. وقد أصبح ذلك الآن مرتبطًا بشروط: يطالب ترامب الحلفاء بإنفاق خمسة في المئة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع. وتكافح ألمانيا للوفاء بنسبة 2 في المائة التي تعتبر الآن الحد الأدنى في الناتو.

 

قوة عالمية ذات "موارد شحيحة"

لقد أثبت  الرئيس الجمهوري ترامب بالفعل أنه قادر على سحب الأموال الأمريكية من المنظمات الدولية الفاعلة بشكل صارم. وبحسب "تقرير ميونيخ للأمن" فإن معسكر ترامب يبرر ذلك أيضًا بحجة أنه حتى القوة العالمية الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك سوى موارد محدودة ويجب أن تستخدمها لصالح بلادها. وجاء في التقرير: "في الواقع أصبح مفهوم "ندرة الموارد" فرضية مركزية في تفكير السياسة الخارجية للجمهوريين".

الخطوط العريضة لخطة سلام لأوكرانيا؟

يمكن أن يكون لذلك أيضًا تأثير سلبي على المساعدات المقدمة لأوكرانيا والتي قادت الولايات المتحدة الأمريكية الطريق فيها حتى الآن. على أي حال هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن يتحدث عنها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومبعوث ترامب لأوكرانيا كيث كيلوغ المتوقع وصولهما إلى ميونيخ.

وفي الفترة التي سبقت انعقاد المؤتمر، سرت شائعات بأن كيلوغ قد يعرض خطة إدارة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا في مؤتمر الأمن. وعندما سُئل رئيس المؤتمر هيوسغن عن هذا الأمر، ظل رئيس المؤتمر حذرًا: "نأمل أن يتم استخدام (مؤتمر) ميونيخ لذلك، ولدينا أيضًا الإشارات المقابلة لإحراز تقدم نحو السلام في أوكرانيا".

وأعرب هيوسغن عن أمله في أن تتبلور خطة سلام في ميونيخ. وأكد الدبلوماسي على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها. كان هويسغن في السابق مستشاراً للسياسة الخارجية للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وسفيراً لألمانيا لدى الأمم المتحدة في نيويورك.

ملف أوكرانيا.. ماذا يجري وراء الكواليس بين ترامب وبوتين؟

ومع ذلك لم تتم دعوة ممثلي الحكومة الروسية إلى  مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ. وأكد هيوسغن أن أساس الدعوة هو "الرغبة في الحوار"، "وطالما أن الرئيس بوتين لا يعترف بالحكومة في كييف، ولا بزيلينسكي، لا أرى توافر أرضية لمثل هذا الحوار". أما ممثلو المعارضة الروسية والمنظمات غير الحكومية مرحب بهم في ميونيخ.

مطالبة ترامب بضم غرينلاند

تسببت تهديدات ترامب بضم أراضٍ بالقوة إذا لزم الأمر، بما في ذلك غرينلاند، التابعة للدنمارك في إثارة الاضطرابات والرعب في أوروبا. ويقف نائب الرئيس الأمريكي ج. د. فانس وراء خطط ترامب التوسعية. وإذا أعاد التأكيد على هذه الخطط في ميونيخ، فمن المرجح أن يواجه معارضة شديدة، لا سيما من ممثلي الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية.

وقد ردوا على تهديد ترامب بالتذكير بأن الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تلتزم بالقانون الدولي. "إن حرمة الحدود مبدأ أساسي من مبادئ القانون الدولي. ويجب أن يسري هذا المبدأ على الجميع"، وفق ما أكد المستشار الألماني أولاف شولتس من الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

لم يكن من دون سبب أن يؤكد رئيس المؤتمر هويسغن على أهمية القانون الدولي عدة مرات قبل المؤتمر؛ "من وجهة نظري، لا يوجد بديل أفضل من النظام الذي يعكسه ميثاق الأمم المتحدة".

قبل أسبوع واحد من انتخابات البوندستاغ

ستلعب السياسة الداخلية الألمانية دورًا خاصًا في مؤتمر هذا العام: ينعقد هذا الاجتماع قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات الاتخابات البرلمانية المبكرة في 23 فبراير في ألمانيا، وبالتالي في منتصف الفترة الأخيرة من الحملة الانتخابية. وقد أكد العديد من المستشارين والمرشحين البارزين حضورهم، بما في ذلك زعيم الاتحاد المسيحي الديمقراطي والمرشح لمنصب المستشار فريدريش ميرتس الذي من المتوقع أن يفوز في الانتخابات، وفق استطلاعات الرأي.

ألمانيا تستعد لولاية ثانية لترامب

ومن المرجح أن يركز ظهورهم أيضًا على مقدار الأموال التي ستستثمرها ألمانيا في الجيش الألماني في المستقبل ومن أين يجب أن تأتي هذه الأموال في ضوء الميزانيات المحدودة. فالسؤال المطروح ليس ما إذا كانت ألمانيا وأوروبا تستطيعان القيام بالمزيد من أجل أمنهما الخاص، بل كيف يمكن لألمانيا وأوروبا القيام بالمزيد من أجل أمنهما. والآن بعد انتقال دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، من المرجح أن تتم مناقشة هذا الموضوع في مؤتمر ميونيخ للأمن بإلحاح أكبر من أي وقت مضى. 

أعده للعربية: م.أ.م