ليبيا: قوات القذافي تواصل قصف مصراتة

نقلت وكالة فرانس برس أن الاتحاد الإفريقي دعا اليوم الأربعاء في بيان إلى وقف كل العمليات العسكرية التي تستهدف مسؤولين ليبيين وذلك بعد غارة للحلف الأطلسي التي دمرت مكتباً للعقيد معمر القذافي في العاصمة الليبية طرابلس. ويأتي ذلك في وقت أكد فيه ممثلو 61 قبيلة ليبية في بيان نشره اليوم الأربعاء في باريس الفيلسوف والسياسي الفرنسي برنار ليفي الذي يدعم التمرد الليبي، أنهم يريدون إقامة "ليبيا موحدة (..) بعد رحيل الدكتاتور (معمر القذافي)".

ميدانياً أصابت نحو عشر قذائف ميناء مدينة مصراتة كبرى معاقل المعارضة في غرب ليبيا التي قطعت قوات القذافي كل الطرق المؤدية إليها وفق وكالة فرانس برس. وقالت المعارضة الليبية وسكان في المدينة إن القوات الموالية للزعيم الليبي حاولت عزلهم عن منفذهم الوحيد على العالم الخارجي بقصف الميناء والمناطق المحيطة به.

وقتل ثلاثة لاجئين أفارقة على الأقل فيما أصيب 20 آخرون بعدما انفجرت القذائف في مخيم قريب من الميناء، حيث يوجد آلاف من العمال الأجانب الذين ما يزالون محتجزين في المدينة. ونقلت فرانس برس أن سفينة تابعة للمنظمة الدولية للهجرة اضطرت إلى الابتعاد عن الميناء بعدما وصلت لمواصلة إجلاء الآلاف من الأفارقة العالقين في الميناء. وأبلغ جان فيليب كوزي من المنظمة الدولية للهجرة رويترز في جنيف أن السفينة (ريد ستار وان) التي من المنتظر أن تنقل إمدادات إغاثة وأن تجلي هؤلاء المهاجرين ستتوقف قبالة الشاطئ لترى هل ستتمكن من الرسو في الميناء اليوم الأربعاء.

دوي انفجارات

وقال صحافيون متواجدون في ميناء مصراتة إن طائرات تابعة للحلف الأطلسي حلقت فوق المدينة حيث سمع دوي انفجارات متقطعة بعد هدوء استمر 24 ساعة. وتجدر الإشارة إلى أن مصراتة شهدت خلال الأيام الأخيرة مواجهات عنيفة تمكن خلالها المتمردون من صد قوات القذافي على مداخل المدينة، الأمر الذي جعل وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس إلى تأكيد أن قوات القذافي بات في "وضع دفاعي". وقال أيمن وهو طبيب بالمدينة لرويترز إن قوات القذافي تقوم "بقصف متواصل للميناء" وإن القصف ينفذ من مسافة بعيدة.

امتناع ألمانيا مرة أخرى

وفي نيويورك دافع وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير عن امتناع بلاده عن التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن فرض حظر جوي على ليبيا وطالب بإنهاء الجدل الدائر حول هذا الموقف من جانب بلاده. وقال دي ميزير مساء أمس الثلاثاء (التوقيت المحلي) في نيويورك في مستهل زيارته للولايات المتحدة التي تستغرق ثلاثة أيام إن هذا الجدل الواسع الذي أثير حول هذا الأمر يتعين إنهاؤه الآن، وأضاف: "على أي حال لن أساهم في هذا الجدل بعد الآن".

يذكر أن امتناع ألمانيا عن التصويت أثار جدلاً واستياءً كبيراً على المستوى الدولي. ولا يشارك الجيش الألماني في العملية العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي "ناتو" في ليبيا حالياً، غير أن الحكومة الألمانية أعلنت استعدادها للمشاركة في عمليات تأمين مهام المساعدات الإنسانية للشعب الليبي، وهي المهمة التي لم يصدر طلب من قبل الأمم المتحدة بشأنها حتى الآن.

(ط.أ/ رويترز/ أ ف ب/ د ب أ)

مراجعة: عماد م. غانم