1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لبنان: ما مدى قوة حزب الله بعد هجمات إسرائيل؟

٢٥ سبتمبر ٢٠٢٤

وجَّهت إسرائيل خلال الأيام الأخيرة ضربات قوية لحزب الله، وبالرغم من إضعافه لكنه لم يكشف كل أوراقه بعد. وتتزايد وترتفع الأصوات المنتقدة لحزب الله، بيد أن هناك من يرى أن مؤيدي الحزب باقون على ولائهم له.

https://p.dw.com/p/4l4K7
بعد غارة جوية إسرائيلية على بلدة الحوش قرب ميناء مدينة صور في جنوب لبنان. 2024.09.24
بعد غارة جوية إسرائيلية على بلدة الحوش قرب ميناء مدينة صور في جنوب لبنان.صورة من: Hassan Fneich/AFP/Getty Images

"حالة حرب": هكذا وصف ممثِّل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل الوضع في جنوب لبنان يوم الاثنين (23 أيلول/سبتمبر 2024). وسبق ذلك قيام إسرائيل بعدة موجات من الغارات الجوية الشديدة، التي استهدفت بشكل أساسي أهدافاً في الجنوب وسهل البقاع، اللذين يعتبرا معقلين رئيسيين لحزب الله. واستهدفت الغارات مناطق أخرى في لبنان. وكتب الجيش الإسرائيلي على موقع إكس (تويتر سابقاً) أنَّه هاجم ثلاثمائة هدف لحزب الله.

وبحسب وزارة الصحة اللبنانية فقد أسفرت هذه الهجمات حتى كتابه هذا المقال عن سقوط نحو 500 شخص، من بينهم نحو 60 امرأة و40 طفلًا. وأصيب بحسب الوزارة أكثر من 1600 شخص آخر. ونتيجة ذلك فقد فر وما يزال يفر عشرات الآلاف من الجنوب إلى العاصمة بيروت. وقبل ذلك طلب الجيش الإسرائيلي من سكَّان الجنوب مغادرة المنطقة لأسباب أمنية.

وفي المقابل يواصل حزب الله قصفه الأراضي الإسرائيلية. وقد استهدف في عطلة نهاية الأسبوع بعض المدن البعيدة عن الحدود مثل مدينتي الناصرة وحيفا. واليوم أعلن حزب الله استهداف تل أبيب بصاروخ بالستي. وتمكَّنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية من اعتراض معظم الصواريخ.

وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".

آلاف اللبنانيين يفرون بسبب الحرب

انتكاسات عسكرية لحزب الله

ويبدو من الناحية العسكرية أنَّ إسرائيل قد وجهت ضربات موجعة لحزب الله. فقد نقلت قناة "سي إن إن" الإخبارية عن مسؤولين أمريكيين في واشنطن أن تنظيم حزب الله "تم إضعافه إلى حد كبير". ووصل إلى تقييم مشابه الصحفي روني شطح، المقيم في بيروت والذي يُعِد البودكاست "بيروت بنيان". ومن المحتمل بحسب تعبيره أن يكون قد تم القضاء بشكل كبير على تسليح حزب الله خلال السنين الأخيرة. "وهذا ينطبق كذلك على جهاز مخابرات حزب الله ومخابراته العسكرية وكذلك على قدراته العسكرية، ناهيك عن نظام اتصالاته الذي يعمل عبر شبكة البيجر"، كما قال روني شطح لـ DW.

في مقال نشرته الاثنين رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أنه "لا يمكن في الوقت الحالي تحديد بدقة مدى إضعاف حزب الله وفي أي مجال". وناقش هذا المقال عدة احتمالات: فإما أن يكون حزب الله قد فقد جزءاً من منظومته الصاروخية، أو أنَّه لا يستطيع اليوم تنسيق عملها بسبب الخسائر التي تكبدها، أو أنَّه ببساطة لم يكشف بعد عن جميع قدراته الصاروخية. وصحيح أنَّه ما يزال لديه ترسانة صاروخية كبيرة، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنَّ صواريخه لديها قدرات إطلاق قوية، وتابعت الصحيفة: "لكن يبدو حتى الآن أنَّ قدراته على إطلاق الصواريخ قد سُحقت من قِبَل جيش الدفاع الإسرائيلي".

وعلى الأرجح أن شبكة اتصالات الحزب قد تضررت بسبب التفجيرات الجماعية لأجهزة البيجر وأجهزة اللاسلكي الأسبوع الماضي، كما تقول بينته شيلر، رئيسة قسم الشرق الأوسط وأفريقيا في مؤسسة هاينريش بول الألمانية: "فقد حزب الله قادة وأفراد ميليشيات لا يمكنه استبدالهم بسهولة. وكل هذا يُضعفه".

انتقادات متزايدة: حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، هنا خلال بث تلفزيوني يوم الخميس.
انتقادات متزايدة: حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، هنا خلال بث تلفزيوني يوم الخميس.صورة من: Hassan Ammar/AP Photo/picture alliance

معارضو وداعمو حزب الله

بطبيعة الحال تبدو الصحف المرتبطة بحزب الله ملتزمة بالتنظيم وأعماله. ولكن في وسائل الإعلام الأخرى يتعرَّض بشكل خاص زعيم حزب الله حسن نصر الله لانتقادات حادة. فقد اتهمت صحيفة "النهار" اللبنانية، في تعليق لها يوم الأحد الماضي، حسن نصر الله بإضعاف المجتمع اللبناني إلى حد كبير. وكتبت: "لهذا السبب يجب على حزب الله ألَّا يندهش عندما تشعر شرائح من المجتمع اللبناني بالشماتة عندما تصاب الآن ميليشياته بأضرار. وذكر في التعليق المكتوب باللغة العربية: يجب على نصر الله إعادة التفكير في قراره خوض الحرب. لأنَّ اللبنانيين قد دفعوا ثمنًا باهظًا لهذه الحرب.

من المعروف أنَّ حزب الله لديه قاعدة من الدعم الشعبي في لبنان تعتقد أن معركته صحيحة، كما يقول روني شطح، مضيفًا: "لكنني لا أعتقد أنَّ هذا الدعم قد زاد في الآونة الأخيرة. غير أنَّه لن ينخفض ​​أيضاً. ومع ذلك فعلى الأرجح أنَّ هناك تعاطفاً كبيراً مع المدنيين الذين لقوا حتفهم. ومن الممكن أن تكون الحدود في مثل هذا الوضع غير واضحة إلى حد ما. وأن يتكوَّن شعور بالتراباط والتضامن".

وتقول بينته شيلر رئيسة فرع المؤسسة الألمانية، المقربة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، في بيروت إنَّ لديها انطباع بأنَّ الكثير من اللبنانيين شعروا بأنَّ تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي في الأسبوع الماضي كانت بمثابة هجوم على جميع اللبنانيين. وتضيف أنَّ هناك تعاطفاً كبيراً مع المدنيين الذين قُتِلوا: "وبالطبع يصعب هذا الشعور الحل السياسي. وعلى الرغم من أنَّ إسرائيل قد حقَّقت هدفها الأساسي المتمثِّل في التقليل من قدرة حزب الله العسكرية، ولكن ما يزال من غير الواضح ما الذي سيحدث الآن وكيف سيتم التوصل إلى مفاوضات تكون في نهاية المطاف مهمة لضمان أمن إسرائيل".

هل باعت إيران حزب الله؟

وقد تحدَّثت في الوقت نفسه صحيفة الشرق الأوسط السعودية عن وجود انطباع لدى شرائح من المجتمع اللبناني بأنَّ إيران باتت تبتعد أكثر عن حزب الله. ونقلت الصحيفة عن النائب السابق في البرلمان اللبناني والمنتقد المعروف لحزب الله، فارس سعيد قوله إنَّ "الشعب اللبناني يشعر بأنَّ حزب الله، الذي كان يتفاخر سابقًا بدعم إيران، بات يخوض المعركة الآن بمفرده. ويبدو كأنَّه تُرك يواجه مصيره بمفرده بينما تقوم إيران بتسوية شؤونها مع الغرب"، كما ذكر فارس سعيد في إشارة إلى محادثات نووية جديدة باتت وشيكة بين الغرب وإيران. قد يكون هذا دعاية سياسية، ولكنه يظهر مدى الصراع الدائر على تفسير مجريات الصراع.

وحزب الله يبدو غير متأثر، على الأقل في الوقت الحالي بالضربات الإسرائيلية، كما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، وأضافت: "لا يوجد أدنى شكّ في أنَّ حزب الله يريد الانتقام".

شاركت في إعداد الموضوع من لبنان: رولا فرحات

أعده للعربية: رائد الباش

DW Kommentarbild | Autor Kersten Knipp
كيرستن كنيب محرر سياسي يركز على شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا