1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف تتعامل صناعة السياحة في إسبانيا مع أزمة شح المياه؟

ماتيوس فرناندو
١٣ يوليو ٢٠٢٤

من تحذيرات الجفاف في المطار إلى التقنيات المبتكرة لتوفير المياه في الفنادق، يتم إعادة تشكيل صناعة السياحة في مدن إسبانية مثل برشلونة في خضم أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ قرون. فكيف يتم ترشيد المياه؟

https://p.dw.com/p/4hb1J
مصطافون في أحد شواطئ برشلونة عام 2022
جاء أكثر من 85 مليون زائر إلى إسبانيا في عام 2023، واستخدموا الكثير من المياهصورة من: Micha Korb/picture alliance

عادةً ما يكون الشاطئ والشمس وحتى الأجواء الاحتفالية في الشوارع من أولى الأشياء التي يرغب السياح في الاستمتاع بها عند زيارتهم لبرشلونة. ومع ذلك، كان استقبالهم مختلفًا قليلاً في الأسابيع القليلة الماضية. فعند وصول السياح إلى المدينة، يتلقون رسائل نصية فريدة على هواتفهم في المطار، تحثهم على الحفاظ على المياه وتذكرهم بحالة الجفاف الشديدة التي تعاني منها المنطقة.

تعاني كاتالونيا من وضع حرج منذ ثلاث سنوات، حيث شهدت أسوأ موجة جفاف منذ 200 عام. وعلى الرغم من أن الأمطار التي هطلت في الأسابيع القليلة الماضية ساعدت على تخفيف حدة الوضع قليلاً، إلا أن المنطقة لا تزال في حالة تأهب لما قد يحمله المستقبل.

في سياق تغير المناخ، حيث من المتوقع أن تقل معدلات هطول الأمطار في حوض البحر الأبيض المتوسط، بدأت العديد من الفنادق بالفعل في البحث عن طرق للتعامل مع الوضع. أحد هذه الأماكن هو نزل سانت كريستوفر، الواقع على بعد بضعة أمتار من ساحة كاتالونيا. منذ إنشائه، يحتوي هذا النزل، الذي يستقبل آلاف المسافرين من جميع أنحاء العالم كل عام، على نظام إعادة تدوير يتيح إعادة استخدام المياه من الحمامات والأحواض لأغراض التنظيف وتدفق المياه في المراحيض.

بالإضافة إلى ذلك، ولتقليل استهلاك المياه من قبل الضيوف، يفرض الفندق رسومًا قدرها 1 يورو لتغيير كل منشفة كما استبدل رؤوس الدش التقليدية بأزرار لضخ المياه محددة بوقت معين.

"التحدي الأكبر هو التكلفة. نحن مبنى يضم 450 سريرًا و35 دشًا. في البداية، كان من الصعب تبرير ضخ الأموال من أجل أعمال التحديث الضرورية وكان علينا إقناع الشركة بالموافقة على ميزانياتنا"، أوضح أليكس دي لوكا، مدير التسويق في نزل سانت كريستوفر.

بعيدًا عن هذا المكان، تتخذ مؤسسات أخرى في برشلونة أيضًا تدابير لمواجهة الجفاف ولتصبح أكثر استدامة.

اختار فندق Hilton Diagonal Mar استخدام مياه البحر في حمام السباحة الخاص به، مما يطيل من عمر استخدام المياه. وفي الوقت نفسه ، قام فندق وسبا ماجستيك برشلونة بتحديث أنظمة الاستحمام الخاصة به لتقليل استهلاك المياه من 40 لترا (10.5 جالونا) في الدقيقة إلى تسعة لترات فقط ، عن طريق مزج المزيد من الهواء مع المياه.

مدينة برشلونة وأزمة الجفاف
في سياق تغير المناخ، حيث من المتوقع أن تقل معدلات هطول الأمطار في حوض البحر الأبيض المتوسط، بدأت العديد من الفنادق في برشلونة في البحث عن طرق للتعامل مع الوضع.صورة من: Noppasin Wongchum/Zoonar/picture alliance

ترشيد استخدام المياه

أحيانًا يجب أن ترافق جهود هذه المؤسسات تغيير في سلوك الزوار. الكثير منهم لا يدركون ما يحدث حتى يصادفوا اللافتات التي تنادي بترشيد المياه ويروا الإجراءات المختلفة التي تفرضها الفنادق.

"نحن نعيد تثقيف الزبائن تدريجيًا. على الرغم من أن الاستجابة كانت أكثر إيجابية مما توقعنا، إلا أن بعض الزبائن يشكون أحيانًا من أن مياه الدش لا تدوم طويلًا"، قال دي لوكا. وعلى الرغم من أن هذه الإجراءات تثبت فعاليتها فيتوفير المياه، فإن الحقيقة هي أنه لا يُعرف بدقة كمية المياه التي يستخدمها الزوار.

وفقًا لدراسة نُشرت في مايو 2023 من قبل نقابة الفنادق في برشلونة، قلل ضيوف الفنادق في المدينة استهلاكهم اليومي للمياه بنسبة 40% خلال السنوات السبع الماضية. كما كشفت الدراسة أن الفنادق تمثل الآن 9% من إجمالي استهلاك المياه في المدينة.

علاوة على ذلك، يبلغ متوسط استهلاك المياه لكل سائح 163.5 لترًا في اليوم، وهو أعلى بقليل فقط من استهلاك سكان برشلونة عند الأخذ بالحسبان المياه المستهلكة خارج المنزل.

تغيير العقليات في كاتالونيا

ليس لدى معهد بحوث المياه في جامعة برشلونة بيانات تدعم هذه النتائج، لكنه يقدر أن السياح يستخدمون حوالي ضعف كمية المياه يوميًا مقارنة ببقية المجتمع. هذا رقم كبير، ولكنه لا يبدو أنه سيؤدي إلى أية تداعيات.

لا يعتقد خوسيه ف. غارسيا، مدير المعهد الكيميائي بالجامعة، أن النموذج سيتغير في المدى القريب. ويوضح: "في برشلونة، يشكل الاقتصاد جزءًا سياحيًا مهمًا يؤثر أيضًا على السكان المحليين".

في الواقع، زار أكثر من 85 مليون سائح إسبانيا في عام 2023 وساهموا بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

ومع ذلك، يعتقد غارسيا أنه على المدى المتوسط، قد يحدث تغييرا، حيث تصبح الحاجة إلى ذلك أكبر وأكبر. ومع ذلك، لن يحدث هذا إلا عندما تتغير عقلية السكان المحليين أيضًا.

"في اللحظة التي ندرك فيها جميعا أن المياه مورد محدود وأنه لا يمكننا استخدامها بقدر ما نريد، سنستخدم جميعا أقل. وهذا سيؤدي أيضا إلى تغيير في النموذج الاقتصادي".

في بعض الأماكن مثل نزل سانت كريستوفر، يبدو أن هذا قد بدأ يحدث بالفعل.

وكما قال أليكس دي لوكا: "كل إجراء مهم عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على المياه. بدءًا من قرارات الإدارة التي نتخذها وصولاً إلى السلوكيات التي نشجعها في ضيوفنا، لدينا جميعًا دورا نلعبه".

أعده للعربية: علاء جمعة