1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف تبدو روائح المومياء الفرعونية؟.. باحثون يجيبون!

١٤ فبراير ٢٠٢٥

إنها جثت محفوظة منذ آلاف السنين، تظهر منها كل مرة العشرات للعلن، حينما يبحث عنها علماء الآثار. هل تتخيل كيف تبدو رائحتها؟ علماء يجيبون عن هذا التساؤل.

https://p.dw.com/p/4qT6r
أسرار التحنيط والمومياوات مواضيع تثير شهية الباحثين حتى اليوم
أسرار التحنيط والمومياوات مواضيع تثير شهية الباحثين حتى اليومصورة من: Sahar Saleem

يبدو الأمر مثيراً للاشمئزاز، فمجرد التفكير في طول المدة التي ظلت خلالها المومياوات المصرية محنطة ومدفونة تحت الأرض، يجعل الجميع لا يرغب في تجربة الفكرة. لكن باحثين قرروا أن يدرسوا رائحة المومياوات المصرية، ووجدوا أنها تفوح منها رائحة طيبة. تقول سيسيليا بيمبيبر، مديرة الأبحاث في معهد التراث المستدام بجامعة كوليدج لندن: "في الأفلام والكتب، تحدث أشياء مروعة للذين يشمون رائحة الجثث المحنطة. لكن بالنسبة لنا، فقد فوجئنا بطيب رائحتها". 

كانت الأوصاف الرئيسية في الدراسة التي أجراها الباحثون: "خشبية"، "حارة"، "حلوة". إنها أوصاف أقرب إلى تذوق الأكل منه إلى اكتشاف رائحة المومياء. معظم الروائح زهرية، قد تكون حسب الباحثين منبعثة من الصنوبر والعرعر المستخدمة في التحنيط. 

استخدمت الدراسة التي نشرت أمس الخميس في مجلة الجمعية الكيميائية الأمريكية كلا من التحليل الكيميائي، ولجنة للشم وتقييم الروائح، من تسع مومياوات يعود تاريخها إلى 5000 عام، كانت إما مخزنة أو معروضة في المتحف المصري في القاهرة. 

جزء من الفريق البحثي الذي يدرس روائح المومياوات
جزء من الفريق البحثي الذي يدرس روائح المومياواتصورة من: Abdelrazek Elnaggar/AP/picture alliance

وقالت بيمبيبر، إن الباحثين أرادوا دراسة رائحة المومياوات بشكل منهجي لأنها كانت منذ فترة طويلة موضوعاً مثيراً لاهتمام للجمهور والباحثين على حد سواء. وقد خصص علماء الآثار والمؤرخون والمرممون وحتى كتاب الروايات، صفحات من أعمالهم لهذا الموضوع لسبب وجيه.

كانت الرائحة مهمة في عملية التحنيط، التي اعتمدت بالأساس على الزيوت والشمع والبلسم للحفاظ على الجسم وروحه للحياة الآخرة. كان هذا الأمر واضحا عند الفراعنة والنبلاء، فقد كانت الروائح الطيبة مرتبطة بالنقاء والآلهة، بينما كانت الروائح الكريهة علامات على الفساد والتحلل.

دون أخذ عينات من المومياوات نفسها، تمكن الباحثون من جامعة لندن وجامعة ليوبليانا في سلوفينيا من قياس ما إذا كانت الروائح تأتي من العنصر الأثري أو المبيدات الحشرية أو المنتجات الأخرى المستخدمة في الحفاظ على البقايا، أو من التدهور بسبب العفن أو البكتيريا أو الكائنات الحية الدقيقة. 

وقال ماتيجا سترليش، أستاذ الكيمياء بجامعة ليوبليانا: "كنا قلقين للغاية من أن نجد ملاحظات أو تلميحات عن جثث متحللة، وهو ما لم يحدث". وأضاف: "كنا متخوفين أيضاً من وجود مؤشرات على التحلل الميكروبي، وهو ما لم نجده، مما يعني أن الحفظ في هذا المتحف جيد للغاية". 

وقال سترليش إن استخدام الأدوات التقنية لقياس وتحديد كمية جزيئات الهواء المنبعثة من التوابيت لتحديد حالة الحفظ دون لمس المومياوات كان تحدياً كبيراً. وأضاف: "إنه يوضح لنا الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها المومياء، وبالتالي يكشف عن الكثير من المعلومات حول الجسم المحنط والتي لا تهم فقط القائمين على الحفظ، بل أيضا أمناء المتاحف وعلماء الآثار".

بدأ العلماء في فحص مومياء مصرية من العصر الروماني

وقالت باربرا هوبر، الباحثة في معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان الجيولوجي في ألمانيا والتي لم تشارك في الدراسة، إن النتائج توفر بيانات حاسمة عن المركبات التي يمكن أن تحافظ على بقايا المومياوات أو تحللها. ويمكن استخدام المعلومات لحماية الجثث القديمة بشكل أفضل للأجيال القادمة. 

وقالت هوبر: "ومع ذلك، فإن البحث يسلط الضوء أيضاً على تحد رئيسي: الروائح التي تم اكتشافها اليوم ليست بالضرورة نفسها المستعملة خلال التحنيط. فعلى مدى آلاف السنين، أدى التبخر والأكسدة وحتى ظروف التخزين إلى تغيير كبير في الرائحة الأصلية". 

ألفت هوبر دراسة قبل عامين قامت عبرها بتحليل بقايا أعضاء محنطة لسيدة نبيلة لتحديد مكونات التحنيط، ثم عملت مع صانع عطور لمحاولة الوصول على سر "رائحة الخلود". 

م.ب/خ.س (د ب أ)