قرويات المغرب وتونس: معاناة مشتركة
يعشن ظروفا وتجارب متباينة، يتكلمن بلهجات ويحتفين بتقاليد تختلف من بلد لبلد، لكن معاناتهن واحدة ونابعة من ظروف العيش القاسية والعقلية الذكورية السائدة في الكثير من القرى التي يعشن فيها. إنهن قرويات المغرب وتونس.
قرويات المغرب
رغم التطور الذي شهدته أوضاع النساء في مدن المغرب والمكتسبات التي حققنها، إلا أن نصيب القرويات من هذا التقدم يبدو ضئيلا حتى الآن.
رحلة شاقة
قرويات من "تامساهلت" النائية جنوب المغرب في رحلة إلى الحقول لغسل ملابس أفراد العائلة. حيث تتكفل النساء بكل أشغال البيت، إضافة إلى العمل في الحقول.
مهام خاصة
برنامج "تودة" اليومي حافل ولا تملك سوى القليل من الوقت للراحة والتسلية. هذه القروية الأمازيغية راضية بقدرها ولا تتمنى سوى أن تتعلم حرفة في وقت فراغها الضيق أصلا لتجني منها بعض المال في المستقبل وتحقق شيئا من الاستقلالية.
الحقول: فضاء للترويح عن النفس
تقتنص نساء قرية تامساهلت بعض اللحظات ليلتقين في الحقول ويتبادلن أخبارهن وهمومهن كنوع من الترويح عن النفس والهرب من روتين العمل اليومي. التقاليد هنا صارمة، لا يسمح لهن بالاختلاط بالرجال أو السفر لوحدهن، وكثيرات منهن انقطعن عن الدراسة في سن مبكرة.
قرويات تونس
أوضاع النساء في قرى تونس لا تختلف كثيرا عن نظيراتهن المغربيات. رحلة النضال من أجل المساواة والعيش الكريم مازالت تبدو طويلة.
أنوثة بملامح قاسية
على عكس باقي النساء، لا وقت للزينة أو الدلال، فلا برنامج العمل ولا التقاليد المحافظة تسمح بذلك. البرنامج اليومي هنا يبدأ بالاستيقاظ في الصباح الباكر لتحضير الخبز لأفراد العائلة على الطريقة التقليدية.
الأم القروية...معاناة مضاعفة
يتم تربية الفتيات هنا على أنهن من أجل خدمة عائلتهن وبعدها عائلات أزواجهن. وبعد الزواج وإنجاب الأطفال تتضاعف المهام والمعاناة ويقل وقت الفراغ أكثر.
أهداف مختلفة
بينما تناضل نساء المدن من أجل تحقيق أهداف كالحق في المشاركة السياسية والمساواة مع الرجل، تبدو معارك النساء هنا في القرى مختلفة تماما وأهمها النضال من أجل توفير احتياجات العائلة.