1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قادة العالم يحيون الذكرى الستين لانتصار الحلفاء في موسكو

أحيى عدد كبير من قادة دول العالم اليوم الذكرى الستين لانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في احتفال دعا إليه الرئيس الروسي بوتين الذي اعتبر المصالحة الروسيةـ الالمانية من اهم انجازات مرحلة ما بعد الحرب.

https://p.dw.com/p/6cUi
بوتين وشرودرصورة من: AP

أحيى اليوم أكثر من 50 من زعماء العالم الذكرى الستين لانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية في احتفالات ضخمة ومهيبة خضعت لإجراءات أمنية مشددة في العاصمة الروسية موسكو. وتعد هذه الاحتفالات التي أقيمت في الميدان الأحمر هي الأخيرة في سلسلة من الاحتفالات عبر القارة الأوروبية لإحياء هذه الذكرى التاريخية. كما اشتمل الاحتفال على عرض عسكري شارك فيه أكثر من سبعة آلاف جندي روسي وحوالي 2500 من محاربي الحرب العالمية الثانية القدامى. وبعد انتهاء العرض وضع القادة أكاليل الورود على قبر الجندي المجهول قبل أن يتوجهوا إلى الكرملين لحضور حفل استقبال لهم أقامه الرئيس بوتين وزوجته لودميلا.

لا حرب باردة بعد اليوم

60 Jahrestag Kriegsende Moskau mit Galeriebild
جندية روسية في العرض العسكري في موسكوصورة من: AP

ومن جهته أكد الرئيس الروسي بوتين على أن روسيا "ستتذكر دائما" المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكل الدول المعادية للفاشية إلى روسيا من أجل دحر الخطر النازي. كما دعا إلى عدم السماح أبداً "بتكرار حرب باردة". والجدير بذكره في هذا السياق هو أن موسكو تعتبر نفسها القوة الرئيسية التي لعبت دوراً محورياً في تحرير أوروبا بعد أن ضحت بخسائر إنسانية ضخمة بلغت 30 مليون قتيل تقريباً. كما يعتبر المؤرخون الروس مدينة ستالينغراد بمثابة المعركة الأولى في الحرب العالمية الثانية التي تم فيها إلحاق هزيمة نكراء بالجيش النازي، ولذلك فهي مثلت "بداية النهاية" للرايخ الثالث ولاحتلال برلين في عام 1945.

Kriegsende-Feiern Moskau - Frau putzt Grabmal
امرأة تقوم يتنظيف نصب الجندي المجهولصورة من: AP

ويأتي هذا التشديد الروسي على أن الجيش الأحمر كان "محرراً وليس قامعاً" لشعوب أوروبا الشرقية في ظل الإنتفادات العنيفة التي وجهها جيرانها إلى محاولاتها الإشادة بستالين في هذه المناسبة. وفي السياق نفسه أُزيح الستار عن تمثال لهذا الزعيم السوفيتي المعروف بجبروته ودموية تاريخه يوم الأحد الماضي في ميرني في غرب سيبيريا، حيث اعتبرته السلطات المحلية "ابن روسيا العظيم الذي منح روسيا كل ما تملكه".

المصالحة الروسية الألمانية مثالاً يحتذى به

شارك الرئيس الأمريكي جورج بوش والمستشار الألماني غيرهارد شرودر لأول مرة في احتفال مرور 60 عاماً على ذكرى الانتصار على دول المحور. وفي حين تأتي مشاركة الرئيس الأمريكي في ظل خلافاته مع نظيره الروسي حول تقييم تداعيات الحرب العالمية الثانية وشرعية حلف وارسو، فإن المستشار الألماني يشارك في احتفالات اليوم الذي تعتبره موسكو يوم انتهاء الحرب في أوروبا ليعلن الالتزام بمسؤولية ألمانيا عن جرائم الماضي وتأكيد مدى العمق الذي بلغته المصالحة مع العدو التاريخي السابق. ويتحدث شرودر عن هذا اليوم باعتباره يوم تحرير ألمانيا من الطغيان النازي معبرا بذلك عن آراء 80 % من الألمان وفقاً لاستطلاع للرأي أجري مؤخراً.

60 Jahrestag Kriegsende Berlin Neue Wache Kranzniederlegung
شرودر يضع إكليلاُ من الزهزر على النصب التذكاري لضحايا الحرب العالمية الثانيةصورة من: AP

كما تمثل مشاركة شرودر في احتفالات اليوم تعبيراً عن خصوصية العلاقة بين الشعبين الروسي والألماني بصورة عامة، وبينه وبين بوتين بصورة خاصة. فالرئيس الروسي بوتين وصف المصالحة الروسية الألمانية بانها "واحدة من أهم إنجازات ما بعد الحرب" في تاريخ أوروبا الحديث. وبالرغم من ذلك فإن هناك أوساط ألمانية تنتمي إلى كل ألوان الطيف السياسي تشير إلى أن انتصار الحلفاء جلب الأنظمة الستالينية إلى شعوب شرق أوروبا ومنهم الألمان الشرقيين سابقاً. وينسجم ذلك الشعور مع إعلان الاتحاد الأوروبي بأن سقوط جدار برلين في عام 1989، وليس القضاء على ألمانيا النازية في عام 1945، هو الذي يمثل النهاية الحقيقية للدكتاتورية في أوروبا.

لؤي المدهون

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد