1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

في أول تعليق..الأسد يربط التقارب مع تركيا بـ"إنهاء الاحتلال"

١٢ يناير ٢٠٢٣

في أول تعليق له على التقارب بين بلاده وتركيا بعد قطيعة استمرت 11 عاماً، قال الرئيس السوري إن اللقاءات مع الجارة اللدود يجب أن تؤدي إلى "إنهاء الاحتلال!" فيما تحدث وزير الخارجية التركي عن لقاء مطلع فبراير مع نظيره السوري.

https://p.dw.com/p/4M6OL
لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء التركي آنذاك أردوغان في مطار دمشق (17/1/2011)
صداقة وتحالف قديم جمعا بين بشار الأسد ورجب طيب أردوغان، قبل أن تحدث قطيعة استمرت 11 عاماً، فهل يتقابلان من جديد؟ (صورة من الأرشيف 17/1/2011) صورة من: SANA/AP/picture alliance

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد الخميس (12 يناير/ كانون الثاني 2023) أن اللقاءات السورية-التركية برعاية روسيا يجب أن تكون مبنية على "إنهاء الاحتلال"، أي التواجد العسكري التركي، "حتى تكون مثمرة"، وذلك في أول تعليق له على التقارب بين الدولتين.

وفي نهاية الشهر الماضي التقى وزيرا الدفاع التركي والسوري في موسكو، في أول لقاء رسمي على هذا المستوى بين الدولتين منذ بدء النزاع في سوريا في 2011، كما من المفترض أن يُعقد قريباً لقاءٌ على مستوى وزيري الخارجية.

وقال الأسد، وفق بيان صادر عن الرئاسة، إثر لقائه المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف إنّ "هذه اللقاءات حتى تكون مثمرة فإنّها يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين سوريا وروسيا"، وشدد على أنّ بلاده تريد من هذه اللقاءات "إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب".

وقبل اندلاع النزاع العام 2011، كانت تركيا حليفاً اقتصادياً وسياسياً أساسياً لسوريا. وجمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علاقة صداقة بالأسد. لكنّ العلاقة بين الطرفين انقلبت رأساً على عقب مع بدء الاحتجاجات ضد النظام في سوريا.

ودعت أنقرة بداية حليفتها إلى إجراء إصلاحات سياسية، قبل أن يدعو أردوغان الأسد إلى التنحي. كما قدمت تركيا على مر السنوات الماضية دعماً للمعارضة السياسية والفصائل المقاتلة في سوريا.

ومنذ العام 2016، إثر ثلاث عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد، باتت القوات التركية وفصائل سورية موالية لها تسيطر على منطقة حدودية واسعة في شمال سوريا. وتعتبر دمشق التواجد العسكري التركي في شمال البلاد "احتلالاً".

وبعد قطيعة استمرت 11 عاماً، برزت خلال الفترة الماضية مؤشرات تقارب بين الطرفين، تَوَّجَها في 28 كانون الأول/ديسمبر الماضي لقاء في موسكو بين وزراء الدفاع الروسي والتركي والسوري.

كذلك، لم يستبعد الرئيس التركي خلال تصريحات سابقة لقاء مع الأسد معتبراً أن "لا مجال للنقمة في السياسة".

ومن المفترض أن يلتقي وزيرا خارجية تركيا وسوريا قريباً. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه قد يجتمع مع نظيره السوري فيصل المقداد في أوائل فبراير/ شباط، نافيا تقارير أفادت باحتمال اجتماعهما الأسبوع المقبل.

ويمثل هذا الاجتماع أعلى مستوى للمحادثات بين أنقرة ودمشق منذ بدء الحرب السورية عام 2011 ويشير إلى مزيد من تحسن العلاقات. وقال جاويش أوغلو، متحدثا في بث مباشر، إنه ليس هناك موعد محدد للاجتماع لكنه سيُعقد "في أقرب وقت ممكن".

لقاء بين رئيس الوزراء التركي آنذاك أردوغان والسوري بشار الأسد وعقيلة كل منهما (بودروم التركية عام 2008)
قبل اندلاع النزاع في سوريا كانت تركيا حليفاً اقتصادياً وسياسياً أساسياً لسوريا. وجمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علاقة صداقة بالأسد. صورة من: AFP/Getty Images

واشنطن تعارض التطبيع مع "الدكتاتور الوحشي"

ولا تدعم واشنطن إعادة الدول للعلاقات مع الأسد.  ودعت الولايات المتّحدة التي تنتشر قوات لها في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق البلاد، في الرابع من الشهر الحالي دول العالم إلى عدم تطبيع علاقاتها مع النظام السوري.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس "نحن لا ندعم الدول التي تعزّز علاقاتها أو تعرب عن دعمها لإعادة الاعتبار لبشّار الأسد، الديكتاتور الوحشي".

ودخلت الولايات المتحدة شراكة مع قوات سوريا الديمقراطية، والتي تتصدرها وحدات حماية الشعب الكردية، في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا.

وتلعب روسيا دوراً رئيسياً لتحقيق تقارب بين حليفيها اللذين يجمعهما "خصم" مشترك يتمثل بالمقاتلين الأكراد الذين يتلقون دعماً من واشنطن في معاركهم ضد تنظيم "داعش"، فيما ترى فيهم أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمرداً ضدها منذ عقود.

وجاء اللقاء الثلاثي لوزراء الدفاع بعد أسابيع من شنّ تركيا سلسلة ضربات جوية ومدفعية استهدفت بشكل رئيسي القوات الكردية، وتلويح أردوغان بشن هجوم بري لإبعادها عن حدوده، الأمر الذي عارضته موسكو.

ولا يقتصر الأمر على أنقرة، إذ إنه بعد عزلة فرضتها دول عربية أيضاً على سوريا، برزت منذ سنوات قليلة مؤشرات انفتاح عربي تجاه دمشق، أبرزها إعادة فتح دولة الإمارات لسفارتها في دمشق في 2018 ثم زيارة الأسد للإمارات في آذار/مارس الماضي.

ص.ش/ أ.ح (د ب ا، أ ف ب، رويترز)

أنقرة ودعوتها للمصالحة مع دمشق.. بداية "التطبيع" مع الأسد؟