فيلم "تاكسي" لجعفر بناهي..رحلة سرية داخل المجتمع الإيراني
رغم أن المخرج جعفر بناهي وُضع تحت الإقامة الجبرية وممنوع من ممارسة نشاطه السينمائي، إلا أنه صور فيلما وثائقياً ناجحاً وبشكل سري، سلط فيه الضوء على عدد من القضايا التي تشغل الإيرانيين.
يعاني بناهي من الرقابة الممارسة منذ سنوات على أعماله. لكن فيلمه "تاكسي" نال الإعجاب عالميا كما هو الحال في برلين، التي فاز فيها هذا العام بجائزة "الدب الذهبي" للبرليناليه.
بسبب االمنع من السفر لم يتمكن بناهي من الحضور إلى برلين وتسلم الجائزة بنفسه، ونابت عنه ابنة أخيه البالغة من العمر عشرة أعوام، والدموع تسيل من عينيها.
ثبت المخرج كاميرا داخل سيارة أجرة قادها بنفسه، وصور تفاصيل جولة دامت تسعين دقيقة في شوارع طهران. الناس الذين كانوا يركبون معه مواطنون بسطاء، كهاتين السيدتين في الطريق إلى جنازة وتحملان سمكة ذهبية.
لكن من بين الركاب كان هناك أيضا شخصيات معروفة كالمحامية والناشطة الحقوقية نسرين سوتوده، التي تحدثت في الفيلم بجرأة ووضوح عن عدد من الأّمور.
يحتفي العديد من الإيرانيين بالمخرج بناهي تضاماً معه في محنته مع السلطات، كما تفعل هنا الممثلة الإيرانية المشهورة رويا تيموريان، التي تلتقط صوة له.
يعد المخرج بناهي منذ سنوات من بين الشخصيات الأكثر تأثيرا في بلده. ويستغل شهرته في اللقاءات القليلة التي يشارك فيها لتبني عدد من القضايا كهذه المظاهرة ضد حرب غزة.
عُرضت أفلام بناهي في عدد من المهرجانات العالمية وحصلت على عدة جوائز، كمهرجان كان والبندقية ووبرلين، التي حصل فيها عام 2006 على "الدب الفضي" بفيلم "حالة تسلل".
في السنوات الأربع الماضية أخرج بناهي ثلاثة أفلام بحد أدنى من الإمكانيات. فمنذ عام 2010 وهو ممنوع من إعطاء حوارات صحفية أو السفر إلى الخارج، ليبقى التهريب السبيل الوحيد لأفلامه للوصول إلى المهرجانات.
الظروف التي يعيش فيها جعفر بناهي جعلت منه شخصية مشهورة داخل بلاده وخارجها. وأفلامه تندرج ضمن صنف الأفلام السياسية، لكنها لا تخلو من لمسات فنية جميلة.