1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فيديو يثير الجدل: هل يتحوّل أحمد الشرع إلى ديكتاتور جديد؟

٢٠ فبراير ٢٠٢٥

انقسام كبير على مواقع التواصل الاجتماعي حول ظهور أحمد الشرع وهو يمارس هواية الفروسية، ما اعتبره البعض رسالة مبطنة لإظهار القوة، ورأى آخرون أن التلذذ بالسلطة ليس وقته الآن، كيف تفاعل رواد منصة إكس مع الفيديو؟

https://p.dw.com/p/4qmLB
أحمد الشرع ينتظر وصول وزير الخارجية الإسباني إلى القصر الرئاسي في دمشق في 16 يناير/ كانون الثاني 2025.
هل يتحول أحمد الشرع إلى ديكتاتور جديد أم يقود سوريا إلى التعددية والأزهار؟صورة من: AFP

منذ تولي أحمد الشرع منصب رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية عقب سقوط  نظام الأسد قبل حوالي شهرين ونصف أصبح الشرع حديث السوريين على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، كما أضحت تحركاته وتصريحاته وزياراته حديث العالم العربي والشعب السوري على وجه الخصوص.

كان آخر ما تفاعل معه رواد موقع التواصل الاجتماعي فيما يخص أحمد الشرع، تغريدة نشرها الإعلامي موسى العمر على حسابه الخاص على منصة إكس، يظهر به الرئيس  الشرع في صور وفيديوهات وهو يمتطي حصاناً أسوداً متخلّياً عن الزيّين العسكري والرسمي الذي ظهر بهما مؤخراً، مرتدياً بنطال جينز أسود وسترة جلد سوداء.

وأعقبَ نشر التغريدة في الساعات القليلة الماضية تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، كان بعضها إيجابي وبعضها الآخر ناقد، وأعاد مستخدمو منصة إكس نشر صورة الشرع والفيديو الذي يظهر فيه على حساباتهم الشخصية منقسمين بين معبرين عن إعجابهم وفخرهم به، ومعلقين منتقدين خائفين من تحويله إلى ديكتاتور جديد.

أية رسالة يوجه الشرع وهو على حصانه؟

عبّر بعض السوريين عن فخرهم وإعجابهم برئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، وتغنى آخرون بنشر صورته على حصانه العربي الأصيل مع أبيات من الشعر العربي، ونشر آخرون الفيديو الخاص به مرفق بأغانٍ تعبّر عن القوة، والسلطة، والفخر والإعجاب.

بالمقابل رأى آخرون أن نشر صور وفيديوهات للرئيس أحمد الشرع وهو يمتطي حصاناً عربياً يمثل استعراضا للقوة والسلطة ويحمل في مضمونه رسائل مبطنة، معبراً من خلالها عن نصره واستحواذه على القيادة، وكتب أحد مستخدمي منصة إكس الذي يحمل حسابته اسم @JanDark2025: "ركوب الفارس لحصان فريزيان أسود يرمز إلى القوة، والفخامة والغموض. مشهد يجمع بين النبل، والسيطرة  والكاريزما الأسطورية".

بالإضافة إلى الرسائل السياسية المبطنة اعتبر البعض أن ارتداء الرئيس أحمد الشرع للون الأسود يرمز إلى الحزم والغموض، ما اعتبره أحد المستخدمين أنه قد يكون رسالة لمرحلة جديدة من  تاريخ سوريا يعمّها الأمن والاستقرار.

 

وفي حين اعتبرها بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنها رسالة مبطنة لعائلة النظام السابق، وخصوصاً لباسل الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، الذي كان رياضياً في ركوب الخيل وحصل على ميداليات عديدة في الفروسية بعضها جوائز إقليمية.

ومن جانب آخر عبّر بعض المستخدمين عن حبّهم وإعجابهم بالرئيس الشرع بطريقة طريفة في الوقت الذي يخشون فيه أن يتم اعتبارهم مواليين للنظام الجديد، فقال أحد مستخدمي منصة إكس على حسابه الشخصي الذي يحمل اسم "عمار 919": "أمانة الله ياريس حاج تستفزنا كل يوم شي جديد انا بحياتي مو مطبل لرئيس هيك عبتجبرني اني اطبلك غصب".

"تلذذ بالسلطة بغير وقته"

في سياق متصل لاقى تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع صور وفيديوهات الشرع على حصانه ردود فعل سلبية وناقدة لمن يبجّل الشرع ويتغنى به، فاعتبر هؤلاء المستخدمون أن تبجيل بعض السوريين للرئيس أحمد الشرع سيصنع منه  ديكتاتوراًآخر، وتساءل مغردون آخرون فيما إذا كان بعض السوريون سيصبحون "شبيحة" أي موالين للنظام الجديد.

فقال أحد مستخدمي منصة إكس الذي يحمل اسم سالم: "والله لو يخلصنا احنا العرب من تمجيد الاشخاص حنا بخير، ونعم للرئيس الشرع، لكن التمجيد يأتي سلباً على الاشخاص" .

وهو ما أكده مستخدمون آخرون عبروا عن احترامهم للرئيس الشرع متمنين له التوفيق في خدمة  سورياوشعبها، ولكنهم كانوا رافضين للتبجيل الذي يصنع طاغية جديد على حدّ تعبيرهم، فقال مستخدم على منصة إكس يحمل حسابه اسم @AG02021982: "لا تصنعوا منه آلهة فلولا ركوع الشعوب على ركبهم ما ركبهم الظالمين نسأل الله أن يوفقه إلى ما يحبه ويرضاه". ومن ناحية أخرى حاول مستخدم آخر لفت انتباه البعض إلى أن ثورة الشعب السوري أتت للتخلص من ديكتاتور وليس لصناعة ديكتاتور آخر.

التعليقات الناقدة لم تقتصر على مسألة تفخيم الرئيس الشرع وتبجيله، وإنما عبّر بعض رواد منصة إكس عن استيائهم من عدم اكتراث الرئيس السوري بأوضاع سوريا وشعبها المزرية والتي تحتاج إلى عمل دؤوب على حدّ تعبيرهم.

فقالت صاحبة حساب @miesaa2 على  منصة إكس: "واللهِ لطالما الناس بالخيم، ما في داعي للظهور الإعلامي بهذا الشكل حالياً! الهوايات شخصية والرسائل المبطنة لا تخدم مصالح الشعوب الواعية بالوقت الحالي!".

وقال آخرون أنه كان يتوجب على الرئيس الشرع الاهتمام بالدولة التي لا تمتلك أدنى مقومات الحياة من كهرباء وماء وعلاج وطعام منتقدين ارتدائه للساعات الفاخرة وممارسة هوايته في ركوب الخيل.

ومن جانب آخر اعتبر مستخدمون أن هذه الصور والفيديوهات لا تتعدى كونها استعراض في وقت خاطئ، فالدمار يعمّ البلاد ولا يزال الكثير من أهله يسكن الخيام بالإضافة إلى الوضع المعيشي السيئ في كافة المحافظات.

الانقسام الكبير في آراء مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي حول صورة الشرع يعبر عن انقسام كبير وحيرة بين تفاؤل بالرئيس الجديد الذي قد يحمل أملاً جديداً للبلاد وبين خوف كبير من تكرار السيناريو القديم في صناعة ديكتاتور جديد للبلاد.

ميراي الجراح