1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فرانك فالتر شتاينماير: رجل شرودر "الخفي" وزير الخارجية الألماني القادم

١٦ أكتوبر ٢٠٠٥

شكل الإعلان عن فرانك فالتر شتاينماير مرشحاً لمنصب وزير الخارجية الألماني الجديد مفاجأة لغالبية الألمان. وعلى الرغم من عدم ظهوره إعلامياً حتى الآن، إلا أنه يسود إجماع عام بين المراقبين حول أهليته لتبوء هذا المنصب الهام.

https://p.dw.com/p/7J2h
فرانك فالتر شتاينمايرصورة من: dpa

فاجأ فرانز مونتيفيرنغ النخبة السياسية الألمانية وغالبية الألمان عندما أعلن ترشيح فرانك فالتر شتاينماير لتبوء منصب وزير الخارجية الألماني خلفاً للوزير الحالي يوشكا فيشر في حكومة التحالف الكبير بقيادة أنغيلا ميركل. ومع أن شتاينماير شخصية غير معروفة لدى غالبية الألمان، لكنه يعد من أكثر السياسيين على الساحة الألمانية تأثيراً على عملية إتخاذ القرار، علاوة على أنه من أقرب المقربين للمستشار غيرهارد شرودر. ويعرف شتاينماير بجده وتنفانيه في العمل وهدوئه وحسن تصرفه، وكسبه ثقة الغير فيه. كما موهوب بلعب دور الوسيط في حل الخلافات السياسية العسيرة التي شهدها عهد شرودر. وفضلاً عن ذلك فإن شتاينماير شخص محبوب من قبل الجميع بشهادة رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي المعارض إدموند شتويبر.

عقل شرودر المفكر

Gerhard Schröder und Frank-Walter Steinmeier
شرودر في حديث مع فرانك فالتر شتاينمايرصورة من: dpa

ترك شتاينماير الذي تطلق وسائل الإعلام الألمانية لقب "الرجل خلف شرورد"، عمله في جامعة غيسن عام 1991 لينتقل إلى ولاية سكسونيا السفلى ويعمل في مكتب رئاسة الوزراء فيها تحت قيادة شرودر. وبعد عامين أصبح هناك رئيساً لمكتب غيرهارد شرودر. وبعد الانتخابات الألمانية في عام 1998 رافق فرانك شتاينماير المستشار الألماني شرودر إلى برلين ليصبح مديراً لمكتب المستشارية الألمانية خلفاً لبودو هومباخ الذي أصبح في عام 1999 مفوض الاتحاد الأوروبي والمسئول عن إعادة الإعمار في منطقة البلقان. وسرعان ما أصبح وجود شتاينماير مهم جداً بالنسبة للمستشار الألماني، الذي بات لا يستطيع الاستغناء عنه ويستشيره عند إتخاذ قرارات سياسية هامة. والجدير بذكره في هذا السياق أن شتاينماير لعب دورأً فاعالاً جداً على صعيد السياسية الخارجية الألمانية، إذ شارك في جميع المحادثات اليومية التي دارت بين المستشار الألماني شرودر السابق ووزير خارجيته يوشكا فيشر للتشاور في تبعات أحداث الحادي عشر من أيلول 2001. كما شارك شتاينماير في الجلسات التي عقدت لمناقشة مشاركة ألمانيا أو عدم مشاركتها في الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على العراق عام 2003، حيث كان من أقرب مستشاري شرودر في هذه المسألة الصعبة.

شتاينماير يكمل مهمة شرورد

Emmissionshandel Gespräch beim Kanzler
شتاينماير خلال محادثات مع المفوضية الاوروبيةصورة من: AP

ووفقاً لرؤية الكثير من المراقبين السياسيين فإن الحزب الاشتراكي الديموقراطي حقق إنجازاً ذي بعد حزبي وسياسي هام بترشيحه شتايننماير لتبوء منصب وزارة الخارجية الألمانية القادم ، خاصة بعد انسحاب المستشار شرودر من الساحة من الساحة السياسية وتركه فراغاً كبيراً يصعب شغله نظرا لهالته الإعلامية الجذابة وقوة تأثيره على عملية صناعة القرار السياسي الألماني في السنوات السبعة الماضية. وبصفته أكبر المشجعين، من خلف الكواليس، على تطبيق سياسية شرودر الإصلاحية المعروفة بـ"أجندة 2010"، فلربما يقوم شتاينماير بسد الفراغ الذي قد يخلفه شرودر على الساحة السياسية كما يأمل إستراتيجيو الحزب الاشتراكي الديموقراطي.

Frank-Walter Steinmeier
فرانك فالتر شتاينمايرصورة من: AP

وفيما يتعلق بخبرته في التعاطي مع معطيات السياسية الدولية فإن شتاينماير يعد من أفضل الساسة الألمان المؤهلين لشغل هذا المنصب، بصفته كان محيطاً ومطلعاً على القضايا الحيوية والشائكة في منظومة العلاقات الدولية، سواء عقب أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 أو خلال صياغة التوجهات العامة للسياسة الخارجية الألمانية تجاه إنضمام تركيا للإتحاد الأوروبي أو تجاه الشرق الأوسط، وهو ما أكسبه حنكة وخبرة طويلة في شؤون السياسة الخارجية والدولية. ولكن وعلى خلاف سلفه فيشر فلن يكون شتاينماير وزيراً للخارجية و نائباً للمستشار أو المستشارة في نفس الوقت، لأن المنصب الأخير سيكون من نصيب وزير العمل الجديد ورئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي فرانس مونتيفيرنغ