1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

غيرنوت إيرلر: "شرق أوروبا محور الاهتمام الألماني والأوروبي"

٤ ديسمبر ٢٠٠٦

تنوي ألمانيا منح بلدان شرق أوروبا ووسط أسيا مزيداً من الاهتمام، خلال فترة توليها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. الاهتمام مصدره الأهمية الجغرافية لهذه البلدان كما يرى غيرنوت إيرلر، وزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية.

https://p.dw.com/p/9RSn
غيرنوت إيرلر: منطقة أسيا الوسطى مهمة لضمان الأمن الأوروبي

تتولى جمهورية ألمانيا الاتحادية اعتباراً من بداية عام 2007 لمدة ستة أشهر الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. بهذه المناسبة أبدى أكثر من مسؤول ألماني عزم ألمانيا على جعل الجمهوريات السوفيتية السابقة محوراً لاهتمامها. وفي مقابلة مع إذاعة الدويتشه فيله سلط غيرنوت إيرلر، وزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية، الضوء على أسباب هذا الاهتمام وآفاقه. فالحكومة الألمانية تطمح إلى خلق مناخ من الثقة المتبادلة مع الجمهوريات السوفيتية السابقة، مستندة في ذلك على تاريخ من العلاقات التي تربطها بهذه البلدان يعود إلى أيام الإتحاد السوفيتي. ويتطرق إيرلر في حديثه كذلك إلى موقع جمهورية روسيا البيضاء على خارطة اهتمامات ومصالح ألمانيا والاتحاد الأوروبي. من جانب آخر يوضح الوزير طبيعة العلاقة مع الشريك الروسي في ظل الانتقادات التي توجه لروسيا بسبب ملفها المثير للجدل في قضايا حقوق الإنسان.

دويتشه فيله: ترغب حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية في جعل التعاون مع غرب أوروبا وبلدان أسيا الوسطى محوراً للاهتمام أثناء رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي ومجموعة الثمانية الكبار، ما هي الأسباب التي تدفع ألمانيا للاهتمام بهذه المنطقة بالذات؟

غيرنوت إيرلر: يعد الاهتمام ببعض المواضيع ذات الأبعاد الإقليمية من تقاليد الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. وقد تم اختيار الموضوع الروسي لان اتفاقية التعاون والشراكة مع روسيا ستنتهي العام المقبل، الأمر الذي يحتم استمرارها. كما ان الاختيار وقع على هذا الموضوع المتعلق بسياسة الاتحاد مع بلدان الجوار لأنه يعد بحق من المواضيع المهمة. كما ان هنالك رؤية موحدة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للتطورات الجارية في بلدان الاتحاد السوفيتي السابق وخلق علاقات ثقة متبادلة معها.

ماهو موقع جمهورية روسيا البيضاء على خارطة السياسة الخارجية لجمهورية ألمانيا الاتحادية؟

حالياً يمكن القول انه قد تم تجميد كل ما يتعلق بسياسة الجوار أو باتفاقية التعاون والشراكة. لكننا نرى في الوقت نفسه ان من المهم ان تكون أبوابنا مشرعة تجاه حكومة مينسك. وعندما تغير هذه الحكومة من نهجها وتخلق نوعاً من المناخ الذي يمكن ان يولد نوعاً من الاهتمام بالاتفاق على التعاون المشترك، وبالأخص طريقة تعاطي هذه الحكومة مع المعارضة، فإن الاتحاد الأوروبي مستعد لرفع العقوبات الاقتصادية على مينسك. كما انه سيكون من الممكن الاتفاق على برامج عمل مشتركة تعود بالنفع على روسيا البيضاء، حالها في ذلك حال أوكرانيا ومولدافيا. الأبواب مشرعة أمام حكومة مينسك والقرار في ذلك ليس بأيدينا بل يعود إلى تلك الحكومة.

كيف يمكن الجمع بين قضايا على الصعيد السياسي الألماني كتأمين الطاقة لألمانيا وتعاطي روسيا مع حقوق الإنسان؟

اعتقد ان الأمر يسير على أتم وجه. فلدينا تاريخا طويلاً مع روسيا يعود إلى أيام الدولة السوفيتية، أي إلى زمن كانت فيه الرؤية السوفيتية إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان تختلف تماماً عما هو موجود اليوم. كما كان من الممكن التوصل إلى صفقات ثابتة وأخرى مؤقتة مع الاتحاد السوفيتي عبر الحوار السياسي ومن خلال الاختلاف السياسي كذلك بالإضافة إلى الصراحة في الحوار حول قضايا حساسة كالتعامل مع المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني على سبيل المثال. واعتقد انه من الممكن اليوم إعادة هذه المحاولة مع الشريك الروسي. وروسيا تعي تماماً الآفاق المهمة لاستمرار مثل هذه الشراكة. واعتقد ان إضاعة فرص التعاون الكبيرة بين الطرفين الألماني والروسي لا تصب بالتأكيد في مصلحة الطرفين.

أثيرت مؤخراً الكثير من الانتقادات إلى موقف ألمانيا في تمسكها بإحدى قواعدها في أوزبكستان، ويرى الكثير من النقاد ان هذا الموقف قد يؤثر على وضع حقوق الإنسان هناك؟

ليس في نيتنا ان تكون مصالحنا في أوزبكستان على حساب قضايا حقوق الإنسان هناك. ويمكنني ان أؤكد لكم إنني في زيارتي الأخيرة لأوزبكستان في يوليو/ حزيران الماضي قمت بعقد محادثات مع الرئيس الأوزبكي كريموف استمرت لأكثر من ساعتين. وتم التطرق الى هذه المسألة بصراحة، الأمر الذي أثار غضبه. من جانب آخر فأن طريقة التعامل مع روسيا البيضاء تنطبق تقريباً على الحالة الأوزبكية. لكن ليس في نيتنا انتهاج سياسة العزلة تجاه أوزبكستان، بل نعتقد انه من المنطقي ان نبقي على الحوار حتى عندما يتعلق الأمر بالقضايا الحساسة كالتعامل مع المنظمات غير الحكومية الدولية وأنشطتها في طشقند. وللوصول الى ذلك فإننا بحاجة الى سياسة الحوار، التي يجب ان تستمر رغم الوضع الحرج في أوزبكستان. وهذا كله غير مرتبط بالتعاون فيما يتعلق بالمطار العسكري في تيرميز الأوزبكية.

ما مدى الاهتمام الذي توليه ألمانيا لبلدان وسط أسيا؟

نعتقد ان منطقة آسيا الوسطى هامة بالنسبة لأمن القارة الأوروبية، وكذلك فيما يتعلق بالوقاية من الأنشطة الإرهابية والحرب على الإرهاب. وتأتي هذه الأهمية لقرب المنطقة من أفغانستان. ونعتقد ان مجمل آسيا الوسطى بعدد سكانها المحدود الذي لا يتجاوز الـ60 مليوناً يمكن ان تشكل مستقبلاً شريكاً مهماً ومثالياً لأوروبا.

أجرى المقابلة: سيرغي فيلهلم

إعداد: عماد م. غانم