غزة:قرارحكومة حماس حظر وسائل الإعلام الإسرائيلية يثيرالانقسام
٣٠ ديسمبر ٢٠١٢هي المرة الأولى منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1994، التي يتم فيها حظر ومنع عمل وسائل الإعلام الإسرائيلية ومراسليها في قطاع غزة وفق قرار حكومة حماس الذي جاء بشكل مفاجئ. المتحدث باسم حكومة حماس، المقالة، طاهر النونو في حواره مع DWعربية عزا اتخاذ حكومته القرار لدوافع "أثبت صحتها" وفق تعبيره. في المقابل اعتبر بعض مراسلي وسائل الإعلام الإسرائيلية في غزة دوافع القرار " بغيرالنقي لحصار العقول". وفى مقابلات مع DWعربية عبر محللون سياسيون عن وجهات نظر متباينة حول حظر إعلامي في ظل عالم أصبح صغيرا ومفتوحا ومتواصلا مع بعضه بفعل تورة وسائل إعلامية متقدمة.
التعامل بالمثل مع الجانب الإسرائيلي
دافعت حكومة حماس، المقالة، باتخاذها خطوة حظر وسائل الإعلام الإسرائيلية لنقاط ثلاث. المتحدث باسم حكومة حماس في غزة طاهر النونو لـDW عربية أوضح ان حكومته تعاملت بالمثل مع الجانب الإسرائيلي بمنع الوسائل الإعلامية الفلسطينية العمل في المناطق الإسرائيلية.. كذلك محاولة إسرائيل الحصول على بعض المعلومات التي وصفها بالدقيقة من خلال المراسلين الفلسطينيين" غير المهنيين في قطاع غزة بشكل يسبب الحرج على الوضع السياسي والأمني الفلسطيني". متسائلا:هل تسمح إسرائيل لأي فلسطيني الاستفسار عن جبهتهم الداخلية؟.
وأضاف النونو أن النقطة الثالثة تكمن في أن" الاحتلال الإسرائيلي كيان معادى يُحظر التعامل مع مؤسساته ". وردا على سؤال حول حضور لافت لمداخلات ومقابلات لقادة حماس من وقت قريب في الوسائل الإعلامية الإسرائيلية؟ أوضح النونو أن الرسائل "تصل مشوهة إلى المواطن الإسرائيلي عند نشرها بفعل الحذف والقص والمنتجة غير المهنية"، بحيث"يترك كلام ويؤخذ كلام آخر ومن اجل ذلك توقفنا عن اللقاءات". وعن مصير المراسلين والمكاتب والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية في غزة المتعاقدة مع وسائل الإعلام الإسرائيلية؟ أبدى النونو جاهزية الحكومة للتعاطي والمساعدة في إيجاد بدائل لمؤسسات إعلامية أخرى "لتقوى من أدائهم المهني".
"نعمل بمهنية دون شروط أو تدخل إسرائيلي"
الصحفي سامي العجرمي يعمل مراسلا في غزة لصحيفة معا ريف والقناة الثانية الإسرائيلية. سامي تعرض منزله في الحرب الأخيرة في غزة لقصف إسرائيلي أصاب ابنته ذات التسع سنوات فبترت ثلاثة أصابع من يدها. هذا الحدث ومن قبل لم يثنه عن أداء واجبه المهني بشكل حيادي وموضعي.
وفى حواره مع DWعربية اعتبر القرار على المستوى الشخصي لا يشكل له أهمية. بينما وصفه على المستوى المهني "بالسيئ بكل أشكاله ودوافعه". لافتا إلى انه ناضل ومازال من"أجل المصلحة الوطنية الفلسطينية"، لينجح مؤخرا في "اختراق المجال الإعلامي الإسرائيلي لنقل وجهات النظر حول الحقائق والمطالب العادلة للقضية الفلسطينية". مضيفا أن شرطهم مع الإعلام الإسرائيلي"عدم التدخل في عملنا في الرسائل الإعلامية دون حذف أو إضافة، وتمكنا من فعل ذلك".
مؤكدا أن قرار حماس بحظر التعامل مع وسائل الإعلام الإسرائيلية "إلغاء الصوت النقي وبداية لتكميم الأفواه لأسباب واهية لحصار العقول وتدميرها وفق رؤية حماس التي تريدها فقط". محذرا الصحفيين الفلسطينيين من ألا تخيفهم أو ترعبهم خطوة حماس في نقل الحقائق بشكل مهني.
"عملنا في الضوء..ويحزنا أن نوصف بالمطبعين المتخابرين"
"حظر عملنا لا يخدم المصلحة الفلسطينية". الصحفية عبير أيوب مراسلة صحيفة هآرتس الإسرائيلية في غزة هكذا وصفت قرار حكومة حماس بمنع تواصلها أو العمل مع وسائل الإعلام الإسرائيلية. وأضافت عبير في حوارها مع DWعربية بوجود صراع بين الطرفيين الإسرائيلي والفلسطيني "ويجب نقل وجهه النظر الفلسطينية بصورة كاملة حتى لا يكون خلل في الرسالة الإعلامية للمتلقي الإسرائيلي وهذا ما افعله". رافضة فكرة حكومة حماس بالتعامل "الند بالند"
.واضافت أن الجانب الفلسطيني كصاحب قضية عليه الإسراع في اقتحام كافة الوسائل الإعلامية لأي طرف كان، باعتباره الحلقة الأضعف لإرسال رسائل تقوى وتعزز مواقفه. وأعربت عبير عن حزنها وامتعاضها ورفضها التام لتصريحات حكومية على لسان مدير المكتب الإعلامي إيهاب الغصين بوصف الصحفيين العاملين مع وسائل الإعلام الإسرائيلية "بالمطبعين المتخابرين مع إسرائيل". مؤكدة أن عملهم في الضوء والعلن مع رؤساء تحرير لا مع الموساد، "ولو صحيح كلامهم..تعتقد إنهم تاركينا هيك دون إثبات ما ينسب إلينا".
ويشارك عبير هذا الرأي الصحافي معين شلولة بالقول" لا توجد علاقة بين صحافة إسرائيلية في غزة ومهمات استخبارية للاحتلال، بل لا يمكن أن تستغل الأولى لصالح الثانية بحال.. العمل هنا يتم في وضح النهار ومن قبل فلسطينيين ولم يسبق أن حدثت ولو مجرد شبهات". موضحا حتمية أن تكون الساحة مفتوحة للعدو قبل الصديق، " العدو يعرف نتيجة غطرسته وعدوانه والصديق يعرف معني دعم غزة لتصمد".
تباين القراءات
المحلل السياسي د. عمير الفرا مدير المركز العربي للتنمية وإعداد القادة، ثَمن دور وجهد الصحفيين الفلسطينيين في نقل صورة الأوضاع في غزة . لكنه يرى أن قرار حماس "خطوة في الاتجاه الصحيح ". متسائلا: هل يُعقل أن نتعامل مع "آله إعلاميه يقودها احتلال اشتهر بتزوير وتزييف الحقائق، جاعلا المجني عليه جاني، وينعت المقاومة والقادة الفلسطينيين بالمخربين الإرهابيين، وأصبح أداة لبث المعلومة المسمومة لشق الصف الفلسطيني وإضعاف جبهته الداخلية؟". مؤكدا على الحظر والمقاطعة بالتوازي للمنتجات الإسرائيلية "لتعود إسرائيل لصوابها لإرجاع الحق الفلسطيني".
لكن المحلل السياسي طلال عوكل له رأى مختلف وفق ما أشار لـ DWعربية أن قرار حماس "غير مناسب وخاطئ غير ديمقراطي ليس له علاقة بفهم وسائل الإعلام العصرية في ذكر الحقائق". مضيفا أن الحقائق الفلسطينية قائمة على الحق والعدل، وعليه يجب على كافة وسائل الإعلام بما فيها إسرائيل نقل هذا الحق. مشيرا أن حماس وحكومتها "أصبح لديها وسائل إعلامية قوية لنقل رسائلها".