1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

علماء يحللون طرق علاج تأثيرات كورونا بعيدة المدى ومشاكلها

٢٨ ديسمبر ٢٠٢١

لم يعد تركيز العلماء منصباً فقط على دراسة أعراض الإصابة بمرض كوفيد-19 ومحاولة ابتكار علاجات مختلفة له، وإنما أصبح هناك جانب شديد الأهمية يتعلق بدراسة تأثيرات ما بعد الشفاء من المرض جسدياً ونفسياً.

https://p.dw.com/p/44uAc
مركز لإعادة تأهيل مرضى كورونا في هايدلبرغ-كونيغستول
يقول العلماء إن ثلثي المتعافين من كورونا يعانون من مشاكل وظيفية منها تضاؤل القدرة على بذل مجهود أو اضطرابات في التركيزصورة من: Uwe Anspach/dpa/picture-alliance

عندما اندلعت جائحة كورونا في ربيع عام 2020، تركزت الأولوية على علاج المرضى ذوي الحالات الخطيرة بطبيعة الحال. ولم يتضح سوى بعد مضي شهور أخرى أن مرض كوفيد - 19 لا يهدد الحياة بشكل خطير وحسب، بل إنه من الممكن أن يكون له تأثير على صحة المريض على المدى البعيد للغاية.

وتشير التقديرات إلى أن نحو 10% من مرضى كوفيد - 19 يعانون مشاكل مستمرة في الأسابيع الأولى بعد الإصابة. ترى ما الوضع اليوم الخاص بعلاج ورعاية هؤلاء الأشخاص قبل فترة وجيزة من انقضاء عام كورونا الثاني؟

كوفيد "طويل المدى"

يقول دومينيك بوكرت من المستشفى الجامعي في مدينة أولم جنوبي ألمانيا إن " تنامي المعرفة بالمرض أصبح هائلاً في الشهور الماضية، والصورة الإجمالية للمرض لم تعد اليوم ضبابية كما كانت في بداية الجائحة".

وثمة أضرار في أعضاء الجسم مثل القلب أو الرئة يمكن إثباتها في ما يتراوح بين 10 و 20% من مرضى كوفيد - 19، فيما يعاني ما يتراوح بين 60 و70% من مرضى كورونا من مشاكل وظيفية ومن ذلك على سبيل المثال تضاؤل القدرة على بذل مجهود أو اضطرابات في التركيز أو اضطرابات مستمرة في حاسة الشم والتذوق.

ويتحدث الخبراء عما يمكن وصفه بكوفيد طويل المدى في حال استمرت الشكاوى تؤثر على الحياة اليومية حتى بعد مرور ثلاثة شهور على الإصابة.

وأوضح بوكرت أن حالات أخرى للعدوى الفيروسية يمكن أن تؤدي إلى تداعيات مشابهة فهي ليست أمراضا نموذجية لعدوى فيروس كورونا " وهناك مفاهيم علاجية راسخة لعلاج هذه الشكاوى"، واستبعد بوكرت أن يتم تطوير علاجات خاصة لكورونا في الوقت الراهن لكنه توقع تحسن طرق العلاج والتشخيص بفضل استمرار تنامي الخبرة بالمرض.

تقول كارمن شايبنبوغن من مستشفى شاريتيه في برلين إن ما يتراوح بين ثلثي وثلاثة أرباع المرضى يشكون من إجهاد وتعب مزمنين يرتبطان في الغالب بتقييد القدرة على بذل مجهود.

متلازمة التعب.. أرق ما بعد كورونا 

يذكر أن التعب يمكن أن يظهر كعرض مصاحب للكثير من الأمراض. كما أن متلازمة التعب المزمن المعروفة أيضا باسم التهاب الدماغ والنخاع العضلي تعتبر صورة سريرية مستقلة يكون التعب فيها جزءا من أعراض متنوعة، ولم يتم التعرف على هذه المتلازمة مع ظهور كورونا فقط ؛ إذ أنها  يمكن أن تكون أيضا على سبيل المثال من تداعيات فيروس إبشتاين-بار.

ترجح الأبحاث التي جرت على فيروس إبشتاين-بار في الوقت الراهن أن متلازمة التعب المزمن تتعلق بأحد أمراض المناعة الذاتية، وقالت شايبنبوغن إن "الجسم يقوم أثناء ذلك بتكوين ما يعرف بالأجسام المضادة الذاتية ضد بعض مستقبلات معينة للضغط في الخلايا التي تتحكم على سبيل

المثال في التنفس أو ضربات القلب أو تدفق الدم". وتفسر التداعيات الجسدية مثل الزيادة المفرطة في ضربات القلب أو عدم توزيع الدم بشكل غير مناسب ما يعانيه المريض من عدم القدرة على بذل مجهود.

يعتمد علاج مرضى التعب على الأعراض الفردية التي يوجد لها مفاهيم علاجية، ويتركز العلاج على إجراءات إعادة التأهيل (النقاهة) والعلاج الطبيعي والعلاج التنفسي كما أن هناك أدوية يمكنها التخفيف من حدة الأعراض.

هل يحمي اللقاح على المدى الطويل؟

ورأت شايبنبوغن أن " التطعيم من حيث المبدأ يحمي بشكل جيد من مرض كوفيد طويل الأمد" وقالت إن السبب في ذلك يرجع بالدرجة الأولى إلى أن الملقحين يعانون أعراضا خفيفة في حال إصابتهم بالعدوى. وفي ذات السياق، قال بوكرت إن التغييرات على أعضاء الجسم تصبح نادرة الحدوث في حال الإصابة بمسار خفيف للمرض.

وتوصلت الدراسات الأولية التي تم إجراؤها حتى الآن إلى نتائج غير واضحة حول فعالية التطعيم في الحماية من كوفيد طويل الأمد، فقد أظهرت نتائج دراسة نشرت في مجلة " لانسيت انفكشيوس ديزيز" أن الحاصلين على التطعيم الكامل عانوا من الأعراض طويلة الأمد لكوفيد (بعد مضي أكثر من 28 يوما على الإصابة) بصورة أقل بشكل ملحوظ مقارنة بغير الملقحين.

وانتهت دراسة أخرى لم يتم نشرها بعد إلى أن التطعيم الكامل يحمي من الكثير من أعراض ما بعد كوفيد لكن ليس من كل هذه الأعراض.

ع.ح./ع.ج.م. (د ب أ)