1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عقاب الآلهة: فيروسات من الخفافيش

٨ ديسمبر ٢٠١١

يقوم علماء من ألمانيا وغانا بإجراء أبحاث مشتركة على الخفافيش ودورها في نقل الفيروسات القاتلة إلى الإنسان. ولا يتعلق الأمر هنا بأبحاث طبية فقط، بل بمدى أهمية العوامل البيئية والاجتماعية في انتشار الفيروسات.

https://p.dw.com/p/13OJP
صورة من: Merlin D. Tuttle, Bat Conservation International, www.batcon.org.

تنمو أشجار الكاكاو اليانعة الخضرة على جانبي الطريق الوعر الذي يسلكه شتيفان كلوزه يوميا وهو في طريقه إلى العمل. كلوزه، البالغ من العمر 33 عاما، يجلس في سيارة جيب قديمة ويقوم بفحص المعدات. قبيل غروب الشمس بقليل، يتوقف هو وفريقه المكون من أربعة أفراد على حافة الطريق. ومن هنا سيواصلون رحلتهم مشيا على الأقدام عبر غابات غانا المطيرة حتى مدخل أحد الكهوف. وكما يقول الطبيب في علم الحيوان كلوزه : "يجب علينا نصب شباكنا بسرعة، وعندما تطير الخفافيش عائدة إلى جحورها في المساء بعد اصطيادها لطعامها في الخارج، ستعلق في شباك النايلون الشفاف".


أقل تنوعا وأكثر خطرا

يتولى شتيفان كلوزه مهمة التنسيق في مشروع الخفافيش في غانا. وكما يرى هو، فإن "الشيء الفريد في المشروع هو تعاون باحثين في علم الفيروسات وعلم البيئة" ويضيف "زملاؤنا الأطباء يحاولون التعرف على الفيروس، أما نحن فنركز على سلوك الخفافيش والبيئة التي تعيش فيها، خصوصا وأن تلك الحيوانات تعتبر خزانا للفيروسات".

إن القطع الجائر للغابات المطيرة لصالح مزارع الكاكاو يلعب دورا في انتشار الفيروسات، وهي تعتبر أيضا إحدى القضايا البيئية الرئيسية. وكما يضيف كلوزه: "نعتقد أن تبعات قطع الغابات تنعكس سلبا على الخفافيش، فهي تفقد الأماكن التي تخلد إليها، هذا يزيد من توترها ويجعلها أكثر عرضة للفيروسات، وربما بالتالي أكثر خطورة على البشر." وبحسب شتيفان كلوزه: كلما قل تنوع النظام الإيكولوجي، كلما أصبح هذا النظام أكثر اضطرابا.

Rousettus aegyptiacus Nilflughund Flash-Galerie
استهلاك لحوم الخفافيش يسبب انتقال الفيروسات من هذه الحيوانات إلى الإنسانصورة من: Merlin D. Tuttle, Bat Conservation International, www.batcon.org.


الكاكاو عامل اقتصادي هام

ومما يصعّب مهمة الباحثين، هو أن المصالح الاقتصادية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار. فالكاكاو يمثل أحد الصادرات الرئيسية لغانا، وهو يعتبر مصدرا رئيسيا للدخل خاصة بالنسبة للمزارعين. وكما يقول كلوزه "لا يمكن لنا أن نطلب من المزارعين التوقف عن عملهم الذي يقتاتون منه بحجة الضرر الذي يلحق بالبيئة. ولحل هذه المشكلة، هناك اقتراح لا يزال غير معروف نسبيا لكنه واعد. ويتمثل في زراعة جزر صغيرة من أشجار الكاكاو وسط الغابات المطيرة. ويمكن لهذا أن يعود بالفائدة على الناس وعلى الطبيعة.

فيروسات في المياه

ولفهم الكيفية التي تنتشر بها الفيروسات المسببة للأمراض في منطقة ما، يجب على الباحثين مراقبة عادات الأكل اليومية في تلك المنطقة. إن أحد الأسباب التي تساهم في انتقال العدوى في غانا هو استهلاك لحوم الخفافيش، الذي يعتقد الناس أنه صحي للغاية. لكن هذا اللحم قد يكون سببا في الإصابة بفيروسات الخفافيش، إذا لم يتم طهيه بطريقة صحيحة. وكما يوضح كلوزه، فإن الناس غالبا ما يجلبون الماء من الجداول الصغيرة الموجودة في الكهوف، وهم لا يعرفون أنها ملوثة بمخلفات الخفافيش، وأن هناك فيروسات كامنة فيها".

Epomophorus gambianas Flash-Galerie
توصل الباحثون إلى أن الخفافيش تعتبر خزانا للفيروساتصورة من: Merlin D. Tuttle, Bat Conservation International, www.batcon.org.


الموت جهلا

ولهذا السبب بالذات يدخل التعليم ضمن أهداف هذا المشروع. عالمة الاجتماع في جامعة كوماسي الغانية، أوليفيا أغبينيغا، هي المسؤولة عن تنفيذ هذا الهدف. وكما تقول فإن المعتقدات الطبيعية منتشرة في غانا على نطاق واسع. وعندما يمرض الناس فإنهم يفسرون هذا على أنه عقاب من الآلهة. ومن غير الواضح بالنسبة للكثيرين، أن المياه الملوثة بفيروسات الخفافيش أو لحوم الخفافيش قد تكون السبب وراء ذلك". وعندما ينتشر مرض ما، فإن الوقت يكون غالبا متأخرا جدا لفعل شيء ما حيال ذلك. وتشدد عالمة الاجتماع على أن العديد من المرضى يموتون في الطريق إلى أقرب مستشفى، لأن النقل على الطرق الوعرة يأخذ وقتا طويلا جدا، أو لأنهم لا يستطيعون دفع تكلفة العلاج والأدوية.


تبادل على مستوى الأنداد

ولذلك تخطط أوليفيا أغبينيغا لتنظيم ورش عمل في القرى وإعطاء السكان هناك نصائح يومية بسيطة. ومن هذه النصائح مثلا غلي الماء وطهي اللحم بطريقة جيدة. وكما ترى، فإن من المهم أن يتحدث الباحثون الغانيون مع السكان "لأنهم يثقون بنا أكثر من زملائنا الألمان، وسوف يأخذون بنصيحتنا". تقسيم واضح للعمل والتبادل يتم على مستوى الند للند. وهذا هو السر وراء نجاح مشروع البحث الغاني الألماني. ويساهم العلماء الألمان بالخبرة الفنية، أما الباحثون الغانيون فيتميزون بمعرفتهم لثقافة البلد وأوضاعه الاجتماعية. إن كلا من شتيفان كلوزه وأوليفيا أغبينيغا على ثقة، بأن هذا الأسلوب كفيل بضمان نجاح التعاون في مجال البحث العلمي بشكل يتخطى الحدود بين الدول.

أيغول جيزميسيوغلو/ نهلة طاهر

مراجعة: عبد الرحمن عثمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد