عاصفة انتقادات أوروبية وبريطانية لكاميرون بسب اعتراضه على تعديل المعاهدة الأوروبية

أعربت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيفان ريدنغ يوم الاثنين (12 ديسمبر/كانون الأول 2012 ) عن تفاؤلها بأن بريطانيا ستتنازل عن موقفها المعارض لاعتماد اتفاقية مالية جديدة للاتحاد الأوروبي. وقالت ريدينغ: "أثبتت التجربة أن البريطانيين يتمنعون دائما بعض الشيء ثم يراقبون الأمر عن كثب لينضموا بعدها إلى الركْب...". غير أن ريدينغ رفضت التنبؤ بالوقت الذي سيحتاجه البريطانيون للموافقة على الاتفاقية الجديدة التي تقف وراءها ألمانيا وفرنسا بقوة واكتفت بالقول:"البريطانيون يحتاجوننا أكثر مما نحتاجهم".

وقالت ريدينغ إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اُنتقِد بشدة في بلاده حتى من قبل الخبراء الماليين في العاصمة البريطانية لندن نفسها، وذلك بسبب الموقف الذي تبناه خلال القمة الأوروبية التي عقدت الأسبوع الماضي في بروكسل، الذي يعارض التعديلات المقترحة على المعاهدة الأوروبية. وفي سياق متصل، اعتبر المفوض السابق لشؤون الصناعة بالاتحاد الأوروبي، غونتر فيرهويغن، عدم انضمام بريطانيا للدول المؤيدة لتعديل اتفاقية الاتحاد الأوروبي بمثابة "مشكلة خطيرة". وقال:"نحن بحاجة للبريطانيين في الاتحاد الأوروبي، وعلينا أن نفعل كل ما نستطيعه للإبقاء عليهم داخل الاتحاد".

ألمانيا تأمل في انضمام بريطانيا للاتفاقية

وبعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه في بروكسل، أعرب وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله عن أمله في أن تنضم بريطانيا إلى نظام الميزانية المتبع في دول منطقة اليورو السبع عشرة". ويطالب فولفغانغ شويبله بسرعة تطبيق القرارات التي اتخذتها قمة الأزمة الأوروبية التي عقدت في بروكسل الأسبوع الماضي. وذكر الوزير أمس الأحد أن المهم الآن هو استعادة الثقة التي فقدت لدى المستثمرين في جميع أنحاء العالم.

وأعرب شويبله في الوقت ذاته عن أمله في أن تظهر آثار قرارات قمة بروكسل على أسواق المال الأوروبية، مشيرا إلى أن "هذه هي الطريقة التي تدل على نجاح الاتحاد المالي". وأوضح شويبله قائلا: "لن يتم هذا الأمر بين عشية وضحاها، إلا أنني آمل في سرعة إقناع الأسواق المالية في العالم بالعودة إلى الاستثمار في أوروبا ثانية".

"هناك أوروبا جديدة تولد الآن"

من جانبه صرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى الاثنين بأن "هناك أوروبا جديدة تولد الآن"، وذلك بعدما اتفق قادة الاتحاد الأوروبي بدون بريطانيا الأسبوع الماضي على كتابة اتفاقية حكومية جديدة. وأكد ساركوزي على أن الأساس في منطقة اليورو سيكون "التقاء الاقتصاديات والقواعد المالية والضرائب". وأضاف أن كون قادة الاتحاد الأوروبي يتولون مسؤولية إدارة الاقتصاد هو أمر يشكّل "تقدما ديمقراطيا لا يقبل الجدل مقارنة بالموقف السابق، حين كان يتم تنظيم كل شيئ عن طريق البنك المركزي الأوروبي والمفوضية ومعاهدة الاستقرار".

انتقادات في الداخل

وتعرض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لانتقادات من عدة جبهات اليوم الاثنين لرفضه التعاون مع القادة الآخرين للاتحاد الأوروبي لتغيير معاهدة الاتحاد لتشديد قواعد الموازنة المالية. ووجه الوزير الأول في اسكتلندا أليكس سالموند انتقادا لرئيس الوزراء البريطاني في خطاب مفتوح نشرته وكالة الأنباء البريطانية "برس أسوسيشن" اليوم الاثنين. وتأتي التصريحات بعد انتقاد نيك كليغ، نائب كاميرون وزعيم الشريك الأصغر في التحالف الحاكم "حزب الديمقراطيين الأحرار" ، الخطوة مطلع الأسبوع الجاري.

واتهم سالموند رئيس الوزراء البريطاني بأنه " متخبط في تغيير صريح لعلاقة المملكة المتحدة بأكملها بالاتحاد الأوروبي" دون استشارة أي من شركائه في التحالف أو تمرير الأمر لحكومتي سكتلندا وويلز واللتين ستتأثران جراء خطوة رئيس الوزراء.

(ع.م/ د ب أ/ أ ف ب)

مراجعة: منصف السليمي