1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ضرورة تغيير مادة التاريخ في المدارس الألمانية

١٥ مايو ٢٠٠٩

يزداد في المدارس الألمانية عدد التلاميذ من أصول غير ألمانية. ومع تعددية الثقافة والديانة تزداد الحاجة إلى تغيير مضمون مادة التاريخ التي يتم تدريسها في هذه المدارس.

https://p.dw.com/p/Hr89
حصة التاريخ في المدارس الألمانيةصورة من: dpa

مرت ألمانيا بتغيرات كثيرة خلال السنوات الستين الماضية، ومع تنفيذ اتفاقية استقدام العمالة الأجنبية وتوظيفها في خمسينات القرن الماضي زادت أعداد الأجانب بعد أن بقى الأغلبية العظمى منهم في ألمانيا. بذلك أصبح ما يزيد عن نصف عدد تلاميذ الصف الواحد من أصول أجنبية مهاجرة.

ولأن التاريخ الشخصي للإنسان مرتبط بتاريخ البلد، فقد طالبت جمعية كوربر في مدينة هامبورغ الألمانية الخبراء بالتفكير في مدى تأثير التعددية الثقافية والدينية على مضمون حصة التاريخ.

كيف يجد تلاميذ الأمس دروس التاريخ؟

Studenten im Hörsaal, Universität
الطلبة يجدون أن حصة التاريخ لم تؤدي الغرض المطلوب منهاصورة من: AP

أوفوك وهاكان يدرسان في معهد آسيا وأفريقيا التابع لجامعة هامبورغ ويهتمان بمادة التاريخ بشكل خاص. وهما يجدان أن درس التاريخ في المدرسة لم يتطرق بشكل كاف للعديد من المواضيع.

وفي هذا السياق يقول هاكان: "لقد قفزنا من الثورة الفرنسية إلى الحقبة النازية بعد أن مررنا مرور الكرام على جمهورية فايمار. لكن التاريخ بين تلك الفترات كاملاً لم نتطرق إليه." ويجد هاكان أنه لم تتح له الفرصة للتعرف على كيفية تطور أوروبا. وكونه تركياً فهو يفتقد المعلومات الخاصة بالعهد العثماني.

أما أوفوك فيقول: "هنا في الجامعة بدأنا بدراسة التاريخ العثماني لأول مرة. أما قبل ذلك من الصف التاسع وحتى الصف الثالث عشر فقد اقتصرت مادة التاريخ على الحقبة النازية فقط."

بلال ذو الأصول اللبنانية، والذي يدرس أيضاً في الجامعة، يقول من جانبه إن هتلر والاشتراكية القومية كونا الخيط الأحمر الذي ربط بين درس التاريخ في المدرسة في المراحل المختلفة. ويرى أن ذلك أضر بمضمون الدراسة ويقول: "كثرة معالجة نفس الموضوع جعلته يفقد الناحية الإنسانية. وعند نقطة ما أصبح على التلميذ الحفظ فقط دون التطلع للمآسي التي وقعت خلال تلك الحقبة."

تقريب المادة من التلاميذ

لا يرى زيباستيان ماركس، مدرس مادة التاريخ في مدرسة يوهانيس برامس في ولاية شليزفيغ هولشتاين، ضرورة في تغيير مضمون مادة التاريخ، بل يجد أن من الضروري تغيير الطريقة، التي تُعرض فيها المواضيع على التلاميذ. ويرى برامس أن الأفلام السينمائية ذات العلاقة والألعاب والقصص التاريخية يمكن استخدامها كوسيلة مساعدة في حصة التاريخ الحديثة، مع ملاحظة دقة المعلومات المقدمة ومطابقتها للحقائق التاريخية.

ويضيف ماركس أنه عند تناوله للحقبة النازية لم يلتزم بكتاب التاريخ كلية، فقد لجأ إلى ربط الذكريات الشخصية بمادة الدرس، وفجأة أصبحت الذكريات الشخصية هي محور درس التاريخ. ويقول ماركس: "نتحدث هنا عن شهود عيان لفترة الحرب العالمية الثانية وللسنوات التي تلت الحرب. وقد تطلب هذا مجهوداً كبيراً من التلاميذ. بعضهم حالفه الحظ لوجود أقارب عاصروا تلك الحقبة، أما الآخرون فقد اضطروا للذهاب إلى ملاجئ العجزة للبحث عمن يستطيع تقديم المعلومات المطلوبة." وبهذا يكون حصة التاريخ قد تحولت بصورة مفاجئة إلى مادة خلاقة. فقد قام التلاميذ بتسجيل المقابلات المختلفة وحولوها إلى مادة إذاعية.

ما رأي الخبراء في مادة التاريخ؟

Islam-Unterricht an Schule
التلاميذ في ألمانيا ينتمون إلى ديانات وثقافات مختلفةصورة من: dpa

في كتابهما المشترك "الانتقال عبر التاريخ" يوضح كل من راينر أوليجر وفيولا جيورجي من جامعة برلين الحرة أنه لأمر مزعج أن يتم التعامل مع مادة التاريخ كما لو أن المجتمع الألماني لم يمر بتحولات خلال الستين عام الماضية. ففي الماضي كان التلاميذ يتمتعون بجذور ألمانية، أما اليوم فهناك تلاميذ قد حضر آباءهم منذ عشرين عام أو أكثر إلى ألمانيا.

ويعلق راينر أوليجر قائلاً: "بالنسبة لدرس التاريخ وأيضاً بالنسبة للبلد أو البلدان التي حضر منها المهاجرون فهناك تعددية وتاريخ إضافي. أي لم يعد التاريخ واحد كما كان عليه الأمر قبل مائة عام." فقد اختلفت الذكريات والقصص والخلفيات، واختلف أيضاً تاريخ العائلات، فحتى أسباب الهجرة تختلف من أسرة إلى أخرى.

إن الحرب العالمية الثانية والاشتراكية القومية فصلين مهمين في تاريخ ألمانيا، ولكن يجب أن يجد العلماء والمدرسون والمدارس إضافات حديثة مواكبة. بهذه الطريقة فقط يمكن للشباب مع أو من دون أصول مهاجرة تعلم الدروس من الماضي والحاضر والمستقبل.

الكاتبة: أوتيه هيمبلمان / هدى سالم

تحرير: عماد م. غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد