1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صديقي الروبوت- جهود لإدماج الروبوتات في المجتمع الألماني

١٤ أبريل ٢٠١١

المجتمع الألماني والغربي ككل متعود على استخدام التقنية الحديثة كالإنترنت ووسائل المواصلات الحديثة. لكن رغم تطور الغرب في مجال الروبوتات في القطاع الصناعي لا يزال تقبلها في الخدمات الاجتماعية محدوداً بعكس الحال في اليابان

https://p.dw.com/p/10t7w
الروبوت فلوبي من مدينة بيليفيلد الألمانيةصورة من: DW/Alexander Freund

خلافاً لما هو الحال في بلدان الغرب أصبح الإنسان الآلي أو ما يسمى الروبوت جزءا لا يتجزأ من حياة المجتمع في اليابان منذ أمد بعيد، حيث يوجد أكثر من ثلاثمائة وسبعين ألف روبوت قيد الاستخدام في اليابان تعمل في المصانع وتزرع الأرز وتتولى مهمة استقبال الضيوف، وفي المستقبل القريب ستجتاح الروبوتات جزئيات الحياة اليومية في المنازل والبيوت خاصة بعد تزايد الحاجة لرعاية المسنين والكبار في السن.

وتقع ألمانيا من حيث عدد الروبوتات مباشرة في المركز الثاني بعد اليابان وتأتي الولايات المتحدة في المركز الثالث. أما في مجال بحوث صناعة الروبوت فتحتل ألمانيا مركزاً متقدماً جداً، ورغم ذلك لا يستطيع كثير من المواطنين الألمان تخيّل أن تعمل الروبوتات في بيوتهم ومنازلهم بل ويتحفظون كثيراً على الفكرة، ولا يمكنهم تصور عمل الروبوتات إلا في المصانع.

Future Now Roboter Japan Flash-Galerie
أطفال يابانيون في أحد معارض الروبوتات بمدينة أوساكا اليابانيةصورة من: DW/Alexander Freund

سبل "التعايش" بين البشر والآلات

وقد يتساءل المرء هنا، لماذا يتقبل المجتمع الياباني الروبوتات بشكل أكبر بكثير من نظيره الألماني؟ وكيف ينبغي أن يبدو شكلها وما هي الوظائف التي عليها القيام بها كي يزيد مدى تقبلها لدى المواطنين الألمان؟ البروفيسور الألماني هيلغيه ريتار وزملاؤه تناولوا هذه الأسئلة في كل من مركز تقنية التفاعل الإدراكي ومعهد البحوث الإدراكية والروبوتات بمدينة بيليفيلد الألمانية مستفيدين من وجود فرق عمل في جامعة بيليفيلد مكونة من باحثين متعددي الاختصاصات، من اللغويين وعلماء النفس والأعصاب والفيزياء إلى متخصصي الرياضة والحركة. وكلهم يعمل جنباً إلى جنب مع مبرمجي الروبوتات، كما يتعاون معهد بيليفيد الألماني منذ سنوات تعاونا مكثفا أيضاً مع معهدين يابانيين رائدين في مجال الروبوتات من جامعة أوساكا في هذا الصدد.

وسكان مدينة أوساكا اليابانية البالغ عددهم ثمانية ملايين شخص اعتادوا على التقبل السريع لكل ما هو جديد في مجال تقنية الروبوتات. وكما يعتقد الباحث الألماني هيلغيه ريتار فإن "الروبوتات ستصبح في المستقبل القريب مقبولة اجتماعياً في الدول الغربية أيضاً وسيتم استخدامها خاصة في مجال الخدمات المنزلية"، وهو يتوقع أن الروبوتات ستتكفل "بالأعمال المنزلية المزعجة للإنسان"، بحيث يمكن لأعضاء الأسرة التركيز أكثر على التواصل الإنساني فيما بينهم كالاستماع إلى بعضهم بعضاً والالتقاء بالأصدقاء والأقارب وبالتالي توفير وقت المشاغل الروتينية في البيت، كالغسيل مثلاً، لما هو أهم.

شكل الروبوت: مفتاح تقبله في المجتمع

ويتفق الباحثون الألمان واليابانيون على أن شكل الروبوتات سيلعب دوراً في الوصول إلى مستوى عال من القبول في المجتمع، وهذا ما يعملون على إنجازه، فالبروفسور الياباني هيروشي إيشيغورو مثلاً يعمل على تصميم روبوتات تشبه ملامحها ملامح الإنسان، فضلاً عن الجسد والشعر، بحيث يعطي شكل الروبوتات انطباعاً وكأنها كائنات بشرية. وعلى سبيل المثال لا يكاد المرء يلحظ أن الروبوت الياباني المسمى غنويد إف هو عبارة عن آلة وأنه ليس إنساناً إلا بعد فترة من المراقبة والتأمل، فضلاً على الروبوت تيلينويد آر واحد الذي يشبه شكله شكل الجنين البشري والذي سيقوم بدور الهاتف الجوّال في المستقبل القريب.

Roboter Japan Future Now
خبراء روبوتات في مدينة بيليفيلد الألمانية مع روبوتهم فلوبيصورة من: DW

ويعمل الباحثون في مدينة بيليفيلد الألمانية على إجراء تعديلات جذرية في شكل الروبوتات بحيث تبدو مألوفة، فذلك "من شأنه تسهيل الاتصال بين الإنسان وهذه الآلات"، فصمموا مثلاً روبوتاً اسمه فلوبي وهو ذو عينين واسعتين ووجه مستدير وطفولي جداً، ويحرك شفاهه وحاجبيه وأجفانه بحيث يمكن لوجهه التعبير بشكل مقنع عن العواطف الإنسانية الأساسية كالحزن والفرح والخوف والدهشة.

وإلى جانب المظهر الخارجي للروبوت يرى الباحثون أن طريقة تصرفه وسلوكه تلعب دوراً أيضاً في زيادة تقبل المجتمع له، ويرون أنه لا بد أن يتم تفادي تصميمها بحيث يتم التحكم بها عن بعد، وبدلاً عن ذلك ينبغي على الروبوتات العمل باستقلالية وعصامية أكثر، وأن تكون قادرة على تعلم التعايش مع الإنسان كتعلم أسماء الأشخاص مثلاً والاستجابة بشكل مناسب ولبق في المواقف المختلفة و"عندئذ فقط سيكون للآلة أن ترتقي لمستوى التعامل مع الإنسان".

أليكسندر فرويند / علي المخلافي

مراجعة: عماد م. غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد