صحافة عالمية بعد إعلان ميركل: أوقات عصيبة بانتظار ألمانيا
٣٠ أكتوبر ٢٠١٨صحيفة "تايمز" البريطانية تحدثت عن حالة عدم استقرار في ألمانيا الاتحادية، وكتبت تقول:
"أعلنت وداعها المنتظر بعدما انهار حزبها في استطلاعات الرأي على المستوى الاتحادي وتلقت ضربة في انتخابات ولاية هيسن ـ تبدأ الآن فترة انعدام استقرار في أكبر اقتصاد في أوروبا (...) والصراع على السلطة لتحديد خلفها في رئاسة الحزب ورئاسة الحكومة ربما ستشوبه الفوضى. ففي غضون دقائق قليلة بعد قرارها أعلن ثلاثة أشخاص عن ترشحهم".
صحيفة "إيزفيستيا" الروسية كتبت تقول:
"فيما يخص ميركل فإن القرار هو حل الوسط الضروري لتأمين منصب المستشارة في السنوات المقبلة، لأنه جاء بعدها الإعلان أنها لن تترشح للانتخابات في 2021. وبعبارة أخرى ميركل قدمت عرضها في مساومة سياسية تعني أنها تتخلى عن رئاسة الحزب ولن تتقدم للانتخابات المقبلة وتحصل في المقابل على استكمال ولايتها الانتخابية كمستشارة".
صحيفة "تاغس أنتسايغر" السويسرية ترى في إعلان ميركل محاولة إنقاذ في اللحظة الأخيرة، وكتبت تقول:
"لقد كانت الفرصة الأخيرة قبل أن ينادي منتقدوها في المؤتمر الحزبي في بداية كانون الأول/ديسمبر ربما بإسقاط التمثال (ميركل). على خلاف كونراد أدناور وهلموت كول تجنبت ميركل بهذه الخطوة نهاية سياسية مهينة كانت وشيكة".
صحيفة "دي فولكسكرانت" الهولندية كتبت في هذا الإطار تقول:
"ميركل لم تتخلى بالتأكيد طواعية عن رئاسة الحزب. لكن قرارها لا يعكس رد فعل ينم عن هلع، إنه محاولة أخيرة للتطلع إلى الأمام ومنح حزبها المجال الضروري لتنظيم انتخابات مبكرة محتملة. فبعد 18 عاماً تعتبر "الأم" المتعبة ميركل أن أطفالها بلغوا سن الرشد لتقرير مستقبل الحزب".
صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" اعتبرت في المقابل أن ميركل أضاعت الفرصة، وكتبت تقول:
"المستشارة ضيعت بصفة نهائية فرصة انسحاب جليل بقرارها التمسك بالمستشارية...فالتخلي عن رئاسة الحزب ما هي إلا إجراء للحماية من الصواعق. فوسائل الإعلام والمنافسة السياسية داخل الحزب وخارجه ستشعل نار الخصام حول الشخصية الجديدة في رئاسة الحزب وتزيد حمى المنافسة على الترشح المقبل للمستشارية، هذا في الوقت الذي تتحكم فيه السيدة العجوز طوال ثلاث سنوات بخيوط اللعبة".
صحيفة "دي بريسه" من النمسا تذكّر بعبارات ميركل قبل سنوات، وكتبت تقول:
"الفصل بين المستشارية ورئاسة الحزب خطأ مميت. وهو يعني خسارة السلطة على كل الخط وبداية النهاية للمستشارية. إنه تحليل عنيف. غير أن ذلك التحليل جاء على لسان أنغيلا ميركل في عام 2004. فرئاسة الحزب والمستشارية جزء لا يتجزأ: كان هذا مبدأ لرئيسة الحكومة الألمانية، وكررته أكثر من مرة".
صحيفة "غارديان" البريطانية اعتبرت أن ميركل فشلت في سياسة اللجوء، وكتبت تقول:
"القوة الاقتصادية لبلادها جنبت الكثيرين من الألمان العبء الذي تعاني منه شعوب أخرى. إلا أن أزمة اللجوء في عام 2015 ـ التي اتخذت فيها موقفاً ليبرالياً وعملياً جلبت عليها عواقب لم تتجاوزها. وخلفها سيواجه في هذه المهمة الكبيرة إعادة الأمل للقارة الخائفة للاستفادة من مواطن القوة والضعف على السواء".
صحيفة "دي ستاندارت" البلجيكية لا ترى انفراجًا في السياسة الألمانية عقب إعلان ميركل، وكتبت تقول:
"من المشكوك فيه أن تحل ميركل فجأة جميع الإشكاليات فقط بالتخلي عن رئاسة الحزب، وتبدأ في ممارسة الحكم بفاعلية. فالانتقاد داخل الحزب لن ينتهي فجأة فقط لأنه تم اختيار رئيس جديد. والتحالف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يواجه متاعب أكثر من الحزبين المسيحيين الشقيقين هش (...) وعندما تستقيل ميركل من رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي، فهل يجب أيضاً على هورست زيهوفر، هو الآخر، الاستقالة من رئاسة الحزب الاجتماعي المسيحي البافاري؟".
ر.ز/ م.أ.م