1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شولتس وميرتس: مناظرة ساخنة حول اللجوء والاقتصاد وحزب البديل

١٠ فبراير ٢٠٢٥

ما هي أفكارهما من أجل ألمانيا؟. جدال ساخن دار في مناظرة تلفزيونية بين المستشار الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس وبين فريدريش ميرتس مرشح حزبي الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاجتماعي المرشح لمنصب المستشار. تفاصيل ما حدث؟

https://p.dw.com/p/4qGoC
المناظرة التلفزيونية بين فريدريش ميرتس وأولاف شولتس أقوى مرشحين لمنصب المستشار الألماني (9/2/2025)
مناظرة مثيرة للجدل ولكنها موضوعية إلى حد كبير - هكذا جرى النقاش بين المستشار أولاف شولتس من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (على اليسار) ومنافسه فريدريش ميرتس من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance

الكثير من السياسة الداخلية الألمانية، وبضع دقائق حول حرب أوكرانيا وكيفية التعامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - هذه كانت مواضيع المناظرة التلفزيونية الأولى بين أولاف شولتس وفريدريش ميرتس. واستمر هذا النقاش 90 دقيقة وقد تم بثه في وقت الذروة على القناتين التلفزيونيتين الألمانيتين العموميتين. وتولَّت طرح الأسئلة الصحفيتان ساندرا مايشبيرغَر (القناة الألمانية الأولى ARD) ومايبريت إيلنَر (القناة الألمانية الثانية ZDF).

لا يمكن أن يكون الوضع أكثر مأساوية بالنسبة للمستشار الحالي وحزبه الاشتراكي الديمقراطي. الانتخابات الاتحادية المقرر إجراؤها في 23 شباط/ فبراير تقترب بشدة، في حين أنَّ استطلاعات الرأي تظهر الاشتراكيين الديمقراطيين في أدنى مستوياتهم. حيث يتوقع لهم خبراء استطلاعات الرأي حاليًا حصولهم على نسبة تتراوح بين 15 و17 بالمائة. علما بأنهم فازوا في الانتخابات الاتحادية الأخيرة في أيلول/ سبتمبر 2021 بنسبة تزيد عن 25 بالمائة.

والانتخابات الحالية تعني بالنسبة لأولاف شولتس مستقبله السياسي. وفقط إذا جاء حزبه الاشتراكي الديمقراطي في المرتبة الأولى، سيبقى شولتس سياسيًا. أما إذا فاز خصمه فريدريش ميرتس البالغ من العمر 69 عامًا، فمن المحتمل أن يتقاعد شولتس في سن 66 عامًا.

الانتخابات الألمانية المبكرة تضع مصير زعيم الاتحاد المسيحي على المحك

الاتحاد المسيحي متقدم بوضوح

أمّا حزب فريدريش ميرتس، الاتحاد المسيحي، المكون من حزبي الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري، فبات يتصدَّر استطلاعات الرأي بنحو 30 بالمائة. ولم يتغير أي شيء في ذلك أيضًا بعد أن اعتمد الحزبان الشقيقان في البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) لأول مرة على أصوات حزب البديل من أجل ألمانيا، المصنف في بعض أجنحته على أنَّه يميني متطرف، من أجل فرض مشروعين لتشديد سياسة الهجرة.

ولكن ذلك كان، بالنسبة لأولاف شولتس، بمثابة "كسر محرمات" و"نكث بوعد". وقد كرر شولتس هذه الاتهامات خلال المناظرة. وبحسب تعبيره فقد  انتهى بذلك الاجماع الأساسي لعقود من الزمن بين أحزاب الوسط الديمقراطي على عدم فعل أي شيء مع المتطرفين اليمينيين أبدًا. "سمعنا العام الماضي من السيد ميرتس أنَّ أي تعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا لن يحدث - والآن حدث ذلك"، كما قال شولتس، والذي أضاف: "لا يمكننا التأكد من أنَّ ميرتس لن يواصل العمل في المستقبل مع حزب البديل من أجل ألمانيا".

الاتحاد المسيحي وحزب البديل "مختلفان كل الاختلاف"

وبحسب مستطلعي الرأي فإنَّ هذا السؤال يثير قلق الكثير من الألمان. ولذلك فقد خرجت في ألمانيا خلال الأيام الأخيرة الكثير من المظاهرات الحاشدة ضد الانزلاق إلى اليمين. وقد احتشد في مدينة ميونيخ وحدها أكثر من 250 ألف شخص.

وفي مناظرته التلفزيونية أمس الأحد، حاول فريدريش ميرتس مرة أخرى تبديد المخاوف بقوله: "لن يكون هناك أي تعاون". وأضاف السياسي المسيحي: "نحن مختلفان كل الاختلاف في المسائل الموضوعية فيما يتعلق بأوروبا وحلف الناتو واليورو وروسيا وأمريكا - لا توجد أية قواسم مشتركة بين حزب البديل من أجل ألمانيا وحزب الاتحاد المسيحي".

أولاف شولتس وفريدريش ميرتس من منظور كاميرات الأستوديو خلال المناظرة التلفزيونية (9/2/2023)
أولاف شولتس وفريدريش ميرتس من منظور كاميرات الأستوديو خلال المناظرة التلفزيونية (9/2/2023)صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance

موقف متشدد في مسألة اللجوء

ومع ذلك فإنَّ ميرتس ما يزال مصرًا على تشديده سياسة الهجرة. وهذا يشمل فرض رقابة دائمة على حدود ألمانيا مع الدول المجاورة ورفض اللاجئين عند الحدود. الأمر الذي وصفه شولتس بأنَّه سيمثل نهجا منفردا لألمانيا، وتساءل: "لا أعلم لماذا يجب على المرء أن يكون غبيًا إلى هذه الدرجة؟" وأضاف أنَّ هذا يخاظر بما حققته ألمانيا مؤخرًا من خلال الاتفاق على إصلاح اللجوء الأوروبي - وهذا من أجل سياسة سيتم إلغاؤها على أية حال من قبل محكمة العدل الأوروبية والمحاكم الإدارية".

ورد عليه ميرتس بأنَّ رفض طالبي اللجوء ممكن أيضًا بموجب القانون الأساسي (الدستور الألماني): "نحن نحصل على تأييد كبير جدًا من المواطنين لنهجي في هذه القضية، ونتقدم في استطلاعات الرأي - ولا يمكن بالتالي أن يكون كل ما نفعله خاطئًا إلى هذا الحد". وبحسب ميرتس فقد انضم مؤخرًا "مئات الأعضاء الجدد" إلى حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي.

احتجاجات ضد الحزب المسيحي المحافظ بسبب سياسته بشأن الهجرة

شولتس: "فريتسه ميرتس يقول كلاما فارغا"

من المعروف أنَّ ميرتس وشولتس لا يختلفان فقط في منظرهما: فزعيم المعارضة المحافظ فريدريش ميرتس يبلغ طوله نحو مترين، والاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس أقصر منه بنحو 30 سم. كما أنَّهما لم يستلطفا بعضهما بعضًا قط ولم يتبادلا أية كلمة ودية. "وهما لا يستطيعان فعل ذلك"، كما قال ميرتس أكثر من مرة لشولتس في البوندستاغ. وبحسب ميرتس فإنَّ سلوك المستشار أولاف شولتس "محرج"، وهو ليس أكثر من مجرد "سباك السلطة".

أما شولتس فقد تحدث مؤخرًا عن فريدريش ميرتس مستخدما أسلوب ازرداء، فقد سماه "فريتسه ميرتس"، وقال عنه إنه يحكي "تونكرام" (Tünkram)، وهو تعبير باللهجة الدارجة في شمال ألمانيا ويعني "كلاما فارغا" و"هراء" وما إلى ذلك من معان مهينة. 

وفي بداية المناظرة، سُئل شولتس وميرتس عن مدى احترامهما لبعضهما، بالنظر إلى مثل هذه الهجمات اللفظية بينهما، وكان جواب ميرتس: "لم أشعر بالإهانة من كلام المستشار، وفي المقابل أفترض أنه لا يشعر بالإهانة مني أيضًا". أما شولتس فأجاب: "أعتقد أن هذا جزء من العملية التي تتطلب منا أيضا أن نواجه بعضنا البعض".

 

ماذا سيحدث لنظام كبح الديون؟

لقد دار نقاش موضوعي حول السياسة الاقتصادية وسياسة الميزانية. فالحزب الاشتراكي الديمقراطي يريد تخفيف قيود كبح الديون المنصوص عليها في القانون الأساسي. ويرى أنَّه لا توجد طريقة أخرى لتحمل النفقات الاستثمارية والنفقات العسكرية المرتفعة في السنين القادمة. وحذر شولتس من أنَّه إذا كان يجب زيادة ميزانية الدفاع أكثر من نسبة 2 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، فيجب عندئذ زيادة الضرائب، كما يحدث في دول أوروبية مجاورة.

أما حزب الاتحاد المسيحي فيريد التغلب على النفقات الإضافية بالنمو الاقتصادي - ومن خلال إصلاح في مساعدات العاطلين عن العمل. وحول ذلك قال ميرتس: "من الممكن توفير ستة مليارات يورو في الميزانية وذلك فقط من خلال النجاح في تشغيل 400 ألف شخص من بين المعتمدين على المساعدات الاجتماعية".

هل يفرض ترامب رسومًا جمركية عقابية على الاتحاد الأوروبي؟

وبينما كان نقاشهما حول السياسة الداخلية مثيرًا جدًا للجدل، ساد بينهما إجماع تام حول السياسة الخارجية. فقد دعا كل من المستشار شولتس ومنافسه ميرتس إلى رد أوروبي حاسم إذا أراد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية عقابية على الاتحاد الأوروبي.

وردًا على سؤاله إن كان الاتحاد الأوروبي قد قام بإعداد قوائم بالرسوم الجمركية العقابية المحتمل فرضها على المنتجات الأمريكية، قال شولتس إنَّ الحكومة الألمانية الاتحادية مستعدة "ويمكننا التصرف خلال ساعة واحدة".

ألمانيا تريد الاستمرار في دعم أوكرانيا

ومن جديد عبَّر مرشح حزب الاتحاد المسيحي لمنصب المستشار، فريدريش ميرتس، عن تأييده تزويد أوكرانيا بصواريخ "تاوروس" الألمانية. وبحسب تعبيره فقد كان يجب منذ البداية تقديم دعم عسكري أكبر لأوكرانيا. وقال شولتس إنَّ الأمر الحاسم من أجل أمن أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار هو أن تبني في البداية جيشًا قويًا خاصًا بها.

واتفق السياسيان في تأكيدهما على أنَّ أوكرانيا بإمكانها الاستمرار في الاعتماد على تلقي الدعم من ألمانيا. ولكن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو غير مدرج على جدول أعمالهما الآن.

ميرتس وشولتس على هامش المناظرة التلفزيونية (9/2/2025)
المستشار أولاف شولتس (على اليسار) طوله 170 سم، بينما يبلغ طول منافسه فريدريش ميرتس 198 سمصورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance

مع من يريد حزب الاتحاد مشاركة الحكم بعد الانتخابات؟

وبما أنَّ فريدريش ميرتس يبدو الآن المرشح الأوفر حظًا للفوز بمنصب المستشار، فقد سُئل بطبيعة الحال خلال هذه المناظرة أيضًا حول الائتلافات المحتملة. وذلك لأنَّ حزبي الاتحاد المسيحي سيعتمدان على شركاء في ائتلاف بسبب عدم تحقيقهما الأغلبية المطلقة في المستقبل المنظور. وميرتس يمكنه تصوّر إجراء محادثات مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وكذلك مع حزب الخضر.

ولكن بشرط الاتفاق على سياسة تحول دون زيادة قوة حزب البديل من أجل ألمانيا أكثر. وفي هذا الصدد قال ميرتس إنَّه لن يساند التوجهات السياسية اليسارية، التي أدت إلى زيادة قوة هذا الحزب. وأضاف أنَّ هذا يعني أنَّ "جميع الذين يريدون مشاركتنا الحكم، يجب عليهم التوجه نحو الوسط السياسي".

وبعد المناظرة قال ميرتس في استطلاع لاحق على منصة البث المباشر تويتش: "يجب علينا بعد 23 شباط/ فبراير أن نتحدث بعقلانية مع بعضنا وأن نجد الحل للمشكلات في ألمانيا. وإذا تمكنا من فعل ذلك، فسأكون سعيدًا جدًا".

شولتس أم ميرتس؟ من الفائز في المناظرة التلفزيونية؟

وفي استطلاع للرأي أجرته مجموعة الأبحاث "فالن" بعد المناظرة التلفزيونية، رأى 37 بالمائة من الأشخاص المستطلعة آراؤهم أنَّ أولاف شولتس هو الفائز في المناظرة، بينما صوت 34 بالمائة لصالح فريدريش ميرتس. و29 بالمائة لم يجدوا أي فرق بينهما.

والمرشحان شولتس وميرتس كانا مرتاحين بعد انتهاء المناظرة. فقد قال ميرتس إنَّ النقاش مهم وضروري، وتحدث عن "درس للديمقراطية". وأضاف شولتس: "الديمقراطية هي أن تبادل وجهات نظرنا حول مواقف مختلفة وأنا أعتقد أنَّني تمكنت من تحقيق نقاط جيدة جدًا".

أعده للعربية: رائد الباش