شكرا عزت الدوري !
٩ يناير ٢٠١٣لا تستغربوا ..كلنا مدينون بالشكر والعرفان للخرف المتحجر عزت الدوري الذي كفانا مؤونة التحليل والاستدلال لإثبات حقيقة "رفاقه" الذين يوجهون التظاهرات في الانبار وصلاح الدين . لا نشكل على حق التظاهر ، فهو حق ومكفول بالدستور ، لكن اسئلتنا تتناول من يوجهون التظاهرات ويحددون شعاراتها ومطالبها .
بيان الدوري المتلفز أعلنها صراحة : هم أيتام النظام البائد الداخلون في العملية السياسية لتخريبها من الداخل ، تنفيذا لما تعاهدوا عليه في اجتماعهم في عمان نهاية العام 2009 . ذلك الاجتماع الذي عقد في منزل واجهة التمويل العراقية ، ساعي البريد المالي بين الخليج وبقايا حزب البعث . الاجتماع الذي كشف تفاصيله وزير الثقافة البعثية ي ونشرته إحدى الصحف حينها : "فقدنا الأمل في انقلاب عسكري وليس أمامنا سوى التوغل في العملية السياسية والعمل ككتلة واحدة على تخريبها من الداخل " . الراعي القطري - التركي كان صاحب هذه الفكرة التي نشهد فصول تطبيقها منذ الانتخابات النيابية ومخاض تشكيل الحكومة مرورا بإعاقة عملها رغم مشاركة "الانقلابيين" فيها بكثافة . أقول انقلابيين لانهم أصحاب تأريخ عريق في الانقلاب والتآمر . ولست هنا أسيرا لنظرية المؤامرة بل هو شرح لمؤامرة يجري تنفيذها بالفعل.
انظروا الى مطالب هؤلاء الموضوعة على لسان أوساط شعبية محرومة على يد هؤلاء قبل غيرهم : "إلغاء المادة 4 إرهاب - إطلاق سراح كل المعتقلين دون استثناء - إلغاء قانون المساءلة والعدالة " . أما الشعارات فهي "إسقاط النظام - إسقاط الدستور " . فماذا يعني كل هذا غير الانقلاب على النظام الجديد ؟.
لا يعني هذا ان النظام البديل هو بعثي كالسابق ، فالدنيا تطورت والبعث تحالف مع السلفيين والأخوان فارتدى لحية وسروالا . المطلوب اليوم نظام إخواني طائفي ، وما عزت الدوري و"رفاقه " سوى أوراق لكسب مناطق معينة . المطلوب نظام يكمل سلسلة "الربيع" الذي نجح في مصر وتونس وليبيا ، ويراد له النجاح في سوريا ، ان لم يكن في العراق كله ، ففي مناطق منه يمكنها التواصل جغرافيا مع الربيع الاخواني في المنطقة والذي جاء باتفاق كامل مع واشنطن ..ولا حاجة لمزيد من التوضيح . شكرا عزت الدوري لأنك قدمت الدليل ، لمن ما زال يجهل ، حقيقة بعض "الشركاء".