شروط أوروبية للتعاون مع حماس واتفاق على إحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن

التقى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين في العاصمة البلجيكية بروكسل للتشاور حول سياسة الاتحاد المستقبيلة تجاه الصراع العربي الإسرائيلي بعد فوز حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأغلبية ساحقة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية. ورغم أن الملف النووي الإيراني لم يكن مدرجا ضمن جدول أعمال القمة، إلا أن الملف الحساس لم يغب عن تصريحات ومناقشات وزراء خارجية الدول الأوروبية. وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أن المحادثات مع طهران وصلت إلى طريق مسدود. في هذه الأثناء اتفقت الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا وبشكل مفاجيء أمس على إحالة ملف إيران النووي إلى المجلس. وجاءت هذه الخطوة المفاجئة خلال اجتماع وزراء خارجية هذه الدول في لندن مساء أمس. واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية رايس أن هذه الخطوة تشكل أكثر الإجراءات حسما ضد طهران منذ سنوات.

سياسة أوروبية موحدة

وعلى الصعيد ذاته، حاول الوزراء الأوروبيون خلال اجتماعهم التوصل إلى صيغة مشتركة وتوحيد مواقف الدول الأعضاء فيما يخص التطورات الحاصلة على الساحة الفلسطينية. وسعى الوزراء الأوروبيون إلى تبني الاتحاد الأوروبي موقفا مشتركا وسياسة موحدة فيما يخص إقامة علاقات مع "حماس". وربط الاتحاد مواصلة دعمه المالي للسلطة الفلسطينية بشروط مسبقة غير قابلة للتفاوض. وبهذه المناسبة أعلنت وزيرة الخارجية النمساوية، اورسلا بلاسنيك، التي ترأست اجتماع وزراء خارجية الاتحاد يوم الاثنين في بروكسل أن الوزراء دعوا الحركة الإسلامية إلى التخلي عن العنف والاعتراف بحق دولة إسرائيل في الوجود. وتابعت تقول:" قلنا أيضا إن الاتحاد ينتظر من المجلس التشريعي الجديد أن يدعم تشكيل حكومة مصممة على إيجاد حل تفاوضي للنزاع مع إسرائيل". وأضافت الوزيرة أن الإتحاد الأوروبي إذا قبلت "حماس" بتلك الشروط، مستعد مواصلة دعمه للتنمية الاقتصادية الفلسطينية وبناء دولة ديموقراطية مستقلة. وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي يُعد المانح الرئيسي للسلطة الوطنية الفلسطينية. وتبلغ قيمة تلك المساعدات حوالي 500 مليون يورو سنويا منذ العام 2003.

فشل المفوضات مع إيران

هذا ولم تقتصر محادثات وزراء الخارجية الأوروبيين فقط على الأوضاع السياسية في مناطق السلطة الفلسطينية، بل تطرق الوزراء كذلك إلى الملف الإيراني، وذلك بعد اقتناع الدول الأوروبية بفشل المساعي الدبلوماسية الرامية غلى التوصل إلى حل دبلوماسي مع إيران. وفي هذا الصدد، دعا وزير الخارجية الفرنسي، فيليب دوست بلازي عقب الاجتماع الوزاري في بروكسل إلى تدخل مجلس الأمن الدولي في الخلاف بشأن البرنامج النووي الإيراني. كما أشار الوزير إلى أن المحادثات مع طهران وصلت إلى طريق مسدود. أما بريطانيا فقد اعتبرت المفوضات مع الحكومة الإيرانية "مماطلة ليس إلا." وقالت إن إيران ما زالت في نظر الترويكا الأوروبية لم تقدم بعد مقترحات جديدة خلال محدثات جرت الاثنين. وأفصح الدبلوماسي البريطاني، جون سورز للصحفيين بالقول إنه "لم يسمع شيئا جديدا لم نسمعه بالفعل..." ويرى المحللون السياسيون أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سيكثفان جهودهما لإقناع الصين وروسيا باتخاذ إجراء دبلوماسي صارم ضد إيران بشأن برنامجها النووي.

دويتشه فيله + وكالات