شركة سيمنس تحاول استعادة بريقها السابق

ما تزال رياح الاضطرابات الداخلية تعصف بشركة سيمنس العملاقة، إذ قلما يمر يوم في الآونة الأخيرة لا نجد فيه أخبار الشركة مادة إعلامية للصحف الألمانية. وأما أخر تداعيات تلك الاضطرابات بعد خسائر الشركة والفضائح المالية، فكانت تسريب معلومات بأن سيمنس تنوي تسريح 17 ألف من عمالها. الأمر الذي وضع رئيس سيمنس الجديد بيتر لوشر في وضع لا يحسد عليه في محاولة منه لحفظ ماء وجه الشركة. فهو يحاول إدخال تعديلات جذرية في بنية الشركة العملاقة لكي تتماشى مع العصر، حيث تم خلط أقسام الشركة فيما بينها، ليولدوا جميعاً ثلاثة قطاعات رئيسية تتمثل قطاع أتمتة الصناعة وقطاع الطاقة وقطاع التكنولوجيا الطبية.

صراعات داخلية

وحسبما أوردت مصادر مطلعة من داخل سيمنس، فإن ثمة صراعات بين رؤساء القطاعات الجديدة ، على عكس التناغم الذي توحيه بروتوكولات الشركة الرسمية. فالإدارة المركزية تمارس لعبة شد الحبل مع تلك القطاعات التي انبثقت عن الشركة نتيجة التحديث. مما سيؤدي –كما تناقلت بعض وسائل الإعلام - إلى أن أكثر من 17 ألف عامل سيخسرون عملهم، من بينهم ستة آلاف في ألمانيا.

فضائح على الصعيدين: الداخلي والخارجي

ويسود حالياً في سيمنس حالة من الترقب وسوء الظن بين الموظفين، والتي تزكيها الفضائح التي مرت بالشركة في الفترة الأخيرة. الأمر الذي يجعل مهمة الرئيس الجديد للشركة لوشر في تلميع صورة سيمنس وكشف المتورطين في تلك الفضائح صعبة جداً. يضاف إلى ذلك العقوبات المحتملة والمقدرة بمليارات الدولارات المسلطة على رقبة الشركة.

ويذكر أن قضية الرشوة قد مست كثيراً من سمعة سيمنس وصلت إلى حد شل بعض صفقاتها اليومية، مما دفع الشركة إلى تشديد قوانينها في مجال التوزيع. فعلى سبيل المثال يجب أن تمر كل رحلة عمل عبر عدة محطات داخل الشركة ليتم الموافقة عليها، وذلك في محاولة لمسح الشوائب التي علقت بصورة الشركة في الآونة الأخيرة.