1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شركات ألمانية تتحالف لمواجهة لصوص الأسلاك النحاسية

٤ أغسطس ٢٠١٢

في الليل وبينما يخلد الناس للنوم، يتسلل اللصوص إلى منشآت السكة الحديدية وينزعون الأسلاك من أعمدة الكهرباء وأجهزة الإشارة أو يسرقون أسلاك أجهزة الاتصالات. وتسعى الشركات المتضررة إلى التعاون لمكافحة هذه الظاهرة.

https://p.dw.com/p/15h66
Künstliche DNA erschweren Buntmetalldiebstahl; zwei Mitarbeiter der DB Sicherheit beim Auftragen der künstlichen DNA Urheber: Jet-Foto Kranert Copyright: Deutsche Bahn AG Copyright unbefristet Model Release gültig bis: Frei für journalistisch-redaktionelle Zwecke
صورة من: Jet-Foto Kranert/Deutsche Bahn

أصبحت سرقة المواد الخام في السكك الحديدية وبيعها تجارة مربحة، إذ يمكن أن يجني منها اللصوص 10 آلاف دولار أمريكي مقابل طن واحد من الأنابيب النحاسية. وأمام هذه المبالغ التي يحصل عليها اللصوص من بيع المواد الخام المسروقة، فلا عجب أن يبذلوا ما بوسعهم للحصول على كل المواد الخام التي يمكن أن تصل إليها أياديهم.

وتتحمل مؤسسة السكك الحديدية الألمانية، "دويتشه بان"، تبعات تلك السرقات. ففي عام 2011 فقط تأخر 11 ألف قطارا عن الوصول في المواعيد المحددة أي ما مجموعه 150 ألف دقيقة تأخير. أما حجم الخسائر المسجلة فتقدَر ب150 مليون يورو. لكن ليس" دويتشه بان" وحدها المعنية بتلك الخسائر، فشركات الاتصالات السلكية واللاسلكية وشركات إنتاج الطاقة وتجار المعادن، تعاني بدورها جراء تلك السرقات.

تحالف الشركات لمواجهة اللصوص

ولمواجهة هؤلاء اللصوص تتعاون الشركات المتضررة مع بعضها البعض، إذ وقعت "دويتشه بان" وشركة الاتصالات الألمانية "دويتشه تليكوم" وشركة الطاقة RWEوالرابطة الألمانية لتُجار المعادن بداية شهر يوليو/ تموز 2012 اتفاقية مشتركة للتعاون فيما بينها في المجال الأمني، بهدف الحد من السرقات التي تتعرض لها. وتزايد عدد السرقات في السنوات الخمس الأخيرة بشكل كبير، كما أن سرقة أسلاك خطوط الاتصالات أصبحت تتم بحرفية كبيرة، وهو ما يدل على أن تلك السرقات "تندرج ضمن إطار الجريمة المنظمة"، على حد قول فيليب بلانك من شركة الاتصالات الألمانية "دويتشه تليكوم". وفي العام الماضي سجلت هذه الشركة 320 حالة سرقة وتكبدت جراء ذلك خسائر بلغت 820 ألف يورو، هذا بالاضافة إلى تضرر الزبائن نتيجة توقف الخدمات. ويقول مسؤولون من تحالف الشركات المتضررة من السرقات أنهم نريدون إنشاء نظام إنذار مبكر لتبادل المعلومات بشكل سريع فيما بينها. إذ يحدث في الغالب أن اللصوص يتركزون في منطقة معينة وبالتالي فهم لا يركزون على شركة معينة.

ARCHIV - ILLUSTRATION - Blick auf Kupferrohre, aufgenommen am 20.09.2007 in Leipzig. Vor dem Landgericht Rostock hat am Dienstag der Prozess gegen sechs Männer begonnen, die wegen einer Serie von Buntmetall-Diebstählen im großen Stil angeklagt sind. Die Taten der Angeklagten im Alter von 25 bis 52 Jahren verursachten laut Anklage einen Gesamtschaden von rund 500 000 Euro. Foto: Peter Endig dpa/lmv (zu lmv 0312 vom 13.12.2011) +++(c) dpa - Bildfunk+++
اللصوص يقومون بالسرقة والاعتداء على الحراس في وضح النهارصورة من: picture-alliance/dpa

الاستعانة بالحمض النووي الريبي لكشف هوية اللصوص

ويستعين تحالف الشركات المتضررة بالحمض النووي الريبي "DNA" الاصطناعي وبالطائرات المروحية للقبض على اللصوص. وتبقى مهمة المراقبة صعبة على "دويتشه بان" بسبب طول شبكة خطوط السكك الحديدية التي تصل في ألمانيا وحدها إلى 34 ألف كيلومتر أي ما يعادل دورة ونصف الدورة حول الكرة الأرضية. ويقول ينس أوليفر فوس، مدير الأمن لدى "دويتشه بان"، " هناك 3700 عنصر يراقبون شبكة السكك ويتصيدون اللصوص بواسطة الكاميرات الحرارية". ويؤكد ينس أوليفر فوس أن تلك السرقات لا تشكل أية خطورة على حياة الركاب "ففي مثل تلك الحالات، أي حدوث سرقة، يتم إشعال الإشارات الحمراء وتتوقف كل القطارات". ويضيف فوس أن الركاب يتضررون بسبب توقف القطارات ووصولهم إلى العمل متأخرين أو عندما يفوتون موعد الطائرة وهذا أمر مزعج جدا، يقول أوليفر فوس.

Bahnreisende warten am Dienstag (11.10.2011) am Hauptbahnhof in Berlin. Viele Züge hatten Verspätung, weil an verschiedenen Stellen in Berlin und Brandenburg Brandsätze an Bahnanlagen gefunden wurden. Foto: Britta Pedersen dpa/lbn
السرقات تتسبب في تأخر القطارات والاضرار بالركاب الذين يصلون متأخرين إلى العمل أو يفوتون مواعيد مهمةصورة من: picture-alliance/dpa

واستعانت "دويتشه بان" منذ سنوات بالحمض النووي الريبي DNAالاصطناعي للقبض على اللصوص، إذ يتم وضع هذا الحمض على السكة الحديدية وعلى الأسلاك لتسهيل كشف هوية اللصوص. وبدأ العمل بهذه التقنية في شرق وفي شمال ألمانيا وكذلك في ولاية شمال الراين ـ وستفاليا، وهي المناطق التي ينشط فيها لصوص المعادن. ويقول فيليب بلانك المتحدث باسم شركة الاتصالات الألمانية أن هذه الأخيرة تنوي العمل بنفس تقنية الحمض النووي الاصطناعي.

السرقة في وضح النهار

ويقول رالف شميتس، رئيس الرابطة الألمانية لتُجار المعادن، إن اللصوص لا يقومون بعمليات السرقة في الليل فقط، وإنما في النهار أيضا بل حتى أنهم يعتدون على رجال الحراسة أيضاً، إذ أنه تم مؤخراً "الاعتداء على أعضاء الحراسة لإحدى الشركات المنضوية في التحالف. وفي حالة أخرى، قيد رجال مسلحون بعض الموظفين وهربوا بكميات كبيرة من النحاس" يضيف رالف شميتس، والذي يفترض أن المسروقات يتم نقلها إلى أوروبا الشرقية أو آسيا.

Künstliche DNA erschweren Buntmetalldiebstahl; zwei Mitarbeiter der DB Sicherheit beim Auftragen der künstlichen DNA Urheber: Jet-Foto Kranert Copyright: Deutsche Bahn AG Copyright unbefristet Model Release gültig bis: Frei für journalistisch-redaktionelle Zwecke
الاستعانة بالحمض النووي الريبي للقبض على اللصوصصورة من: Jet-Foto Kranert/Deutsche Bahn

وبسبب تلك السرقات ارتفعت رسوم تأمين المعادن التي تدفعها الشركات المعنية، لتنتقل من 300 % إلى 400 % حسب تصريح لرالف شميتس. ويبقى اللغز الذي يحير الشركات هو كيف تختفي كميات كبيرة من المعادن من أبنية مؤمنة ومحروسة بشكل جيد. ويريد التحالف الأمني للشركات المتضررة إخبار أماكن شراء المعادن لقطع الطريق أمام اللصوص لبيعها. ولا تُعتبر هذه البادرة  رد فعل على عدم قيام رجال الشرطة بعملهم على أحسن وجه. ويقول رالف شميتس: "مشكلة الشرطة هي على المستوى الفدرالي، ففي ألمانيا لا يوجد مكتب مركزي يتعامل مع هذا النوع من الجرائم".

ولحسن حظ بيتر هوشايدت من شركة إنتاج الطاقة RWE، لا توجد بعد أية مشاكل في إمدادا الزبائن بالطاقة بسبب سرقة المعادن، لكنه يناشد اللصوص من منطق مغاير قائلا "الاقتراب من أسلاك التوتر العالي يشكل خطراً على الحياة"  

أرني ليشتنبرغ/ عبد الرحمان عمار

مراجعة: عارف جابو