1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سوريا ـ قصف واشتباكات مع اقتراب مقاتلي فصائل معارضة من حماة

٣ ديسمبر ٢٠٢٤

اقتربت فصائل معارضة من مدينة حماة في وسط سوريا، حيث تدور اشتباكات وقصف جوي بدعم من الطيران الروسي. وبينما جرت اتصالات روسية تركية بشأن "إعادة الوضع في سوريا الى طبيعته"، أعربت إيران عن "دعم غير مشروط" للأسد.

https://p.dw.com/p/4nhp8
هجوم المعارضة السورية المسلحة  - 28 نوفمبر 2024
معارك مستمرة قرب مدينة حماةصورة من: Juma Mohammad/AP Photo/picture alliance

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء (الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2024)، خلال محادثة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إنه يرغب في نهاية "سريعة" للهجوم الذي شنته "هيئة تحرير الشام" وفصائل متحالفة معها في  سوريا. وقال الكرملين في بيان إن بوتين "شدد على ضرورة إنهاء العدوان الإرهابي لجماعات متطرفة على الدولة السورية بسرعة، وتقديم الدعم الكامل لجهود السلطات الشرعية لاستعادة الاستقرار والنظام الدستوري".

فيما قال مكتب أردوغان في بيان إن الرئيس التركي ناقش تجدد الصراع في سوريا مع بوتين. وأضاف المكتب في البيان أن أردوغان أبلغ بوتين بدعم تركيا لوحدة الأراضي السورية وسعيها الحثيث للتوصل إلى  حل عادل ودائم في سوريا. وذكر المكتب في البيان "صرح أردوغان أن تركيا ستظل متمسكة بموقفها الحازم بشأن القتال ضد منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية وروافدها التي تحاول الاستفادة من المستجدات الأخيرة في سوريا".

وأشار الجانبان الى أن الرئيسين سيبقيان على تواصل "بحثا عن إجراءات تهدف الى نزع فتيل الأزمة"، وأنهما "شددا على الأهمية المحورية لتنسيق وثيق بين روسيا وتركيا وإيران لإعادة الوضع في سوريا الى طبيعته".

قصف واشتبكات عنيفة شمال محافظة حماة

في غضون ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ "اشتباكات عنيفة تدور في شمال محافظة حماة" التي تنطوي على أهمية استراتيجية لوجودها على الطريق الرابط بين حلب في الشمال والعاصمة  دمشق، فيما "ينفّذ الطيران الروسي والسوري عشرات الضربات" على مواقع الفصائل المعارضة. وبحسب المرصد، فقد سيطرت الفصائل المعارضة على عدّة مواقع في المنطقة. وشاهد مصور وكالة فرانس برس صباح الثلاثاء عشرات الدبابات والآليات التابعة للجيش السوري والمتروكة على الطريق المؤدي إلى حماة. وكان الجيش أعلن إرسال تعزيزات إلى المنطقة لإبطاء تقدّم المسلّحين خلال اليومين الماضيين.

يأتي ذلك بعدما أصبحت  حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في هذا البلد في 2011، مع سيطرة "هيئة تحرير الشام" ( جبهة النصرة  سابقا) وفصائل مدعومة من أنقرة عليها، باستثناء أحيائها الشمالية التي يسكنها الأكراد. وأسفرت المعارك والغارات في شمال البلاد وشمال غربها، والتي لم تشهد لها سوريا مثيلا منذ سنوات، عن مقتل 571 شخصا منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، من بينهم 98 مدنيا، وفقا للمرصد، كما أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان.

وحتى السبت، نزح أكثر من 48500 شخص في منطقة إدلب وشمال حلب، أكثر من نصفهم من الأطفال، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). من بين هؤلاء الآلاف من الأكراد السوريين الذين اصطفّت سياراتهم وشاحناتهم أو دراجاتهم النارية المحمّلة بالفرش والبطانيات على طريق حلب-الرقة السريع (شمال)، وفق مصور وكالة فرانس برس، وذلك للوصول شرقا إلى المناطق التي تسيطر عليها " قوات سوريا الديموقراطي ة" التي يهيمن عليها الأكراد.

هل يدفع الأسد في حلب ثمن موقفه من المواجهة بين إيران وإسرائيل؟

وفي إدلب التي قصفها الطيران السوري والروسي ردا على الهجوم على حلب، أظهرت صور لوكالة فرانس برس عناصر إنقاذ بينما كانوا يبحثون بين أنقاض المباني التي دمّرتها الغارات التي استهدفت أيضا مخيّما للنازحين في حرنبوش.

ومنذ العام 2020، يسري في إدلب منذ السادس من آذار/مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته موسكو وأنقرة، وأعقب حينها هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر.

في حلب، أظهرت صور لفرانس برس مسلّحين يقومون بدوريات في شوارع المدينة قرب القلعة التاريخية أو اتخذوا مواقع في المطار الدولي للمدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالى مليوني نسمة. كذلك، أظهرت صور سكانا يقفون في طابور للحصول على الخبز الذي توزعه إحدى الجمعيات، بعدما أغلقت الأفران ومتاجر بيع الأغذية وفق المجلس النروجي للاجئين.

 

وأفادت الأمم المتحدة الثلاثاء بسقوط "كثر من الضحايا المدنيين، من بينهم عدد كبير من النساء والأطفال" في هجمات للطرفين، وبتدمير "ممتلكات مدنية، بما فيها مرافق صحية" وتعليمية و"أسواق للمواد الغذائية". وأكدت منظمة الصحة العالمية أن أقل من ثمانية فقط من مستشفيات حلب تواصل العمل وقد بلغت أقصى قدراتها الاستيعابية. وشبكة توزيع المياه متضررة، وفق المجلس النروجي للاجئين. في مواجهة استئناف الأعمال العدائية على نطاق واسع في سوريا بعد أكثر من عقد على بدء النزاع في البلاد، تزايدت الدعوات الدولية لوقف التصعيد.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "وقف فوري للأعمال العدائية"، حسبما ما نقل عنه المتحدث باسمه. من جانبها، حضّت واشنطن "كل الدول" على "استخدام نفوذها" لخفض التصعيد في سوريا، كما ندد الاتحاد الأوروبي بالضربات الروسية على المناطق ذات الكثافة السكانية.

إيران تعد الأسد بـ "دعم غير مشروط"

من جانبه، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد في اتصال مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان أنّ "التصعيد" الذي وصفه بـ"الإرهابي"، يهدف إلى "إعادة رسم خريطة المنطقة". كذلك، تعهّد بزشكيان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي تقديم "دعم غير مشروط" للأسد. ووفق الكرملين، أكد الرئيسان أيضا "أهمية تنسيق الجهود... بمشاركة تركيا" التي تدعم فصائل معارضة في شمال سوريا.

وصرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقابلة أجرها موقع "العربي الجديد" ونشر مقتطفات منها الثلاثاء أن بلاده ستدرس إمكان إرسال قوات الى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك. وردّا على سؤال عن الهجوم الذي تشنه فصائل معارضة على القوات الحكومية في شمال سوريا، أجاب "إذا طلبت الحكومة السورية من إيران إرسال قوات إلى سوريا فسندرس الطلب"، محذّرا من أن "تمدّد" ما وصفها ب"المجموعات الإرهابية" في سوريا "ربما يضرّ بالدول" المجاورة "مثل العراق والأردن وتركيا أكثر من إيران". والتصريح هو الأبلغ للسلطات الإيرانية منذ بدء هجوم الفصائل المعارضة في 27 تشرين الثاني/نوفمبر ضد نظام الرئيس بشار الأسد. 

والإثنين، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إلى أن إيران تعتزم إبقاء "مستشارين عسكريين" في سوريا، من دون توضيح ما إذا ستعزز بلاده عديد عناصرها المنتشرين في البلاد.
وإيران منخرطة عسكريا في سوريا منذ بدء الحرب في البلاد في العام 2011، من خلال عناصر تقول طهران إنهم "مستشارون عسكريون" يؤازرون القوات السورية بطلب من دمشق.
 

والثلاثاء، حذّرت قطر المناهضة للنظام السوري من أن "الحل العسكري لن يؤدي إلى نتيجة مستدامة"، وأعلنت توفير مساعدات إنسانية للسوريين بالتنسيق مع تركيا.

ف.ي/ع.ج.م (د ب ا، ا.ف.ب، رويترز)