Die Welt in der Hosentasche - Die Taschenbücher von rororo
١٥ يونيو ٢٠٠٩في السابع عشر من يونيو من عام 1950 أصدرت دار نشر روفلت Rowohlt Verlag التي تتخذ من مدينة هامبورغ مقرا لها طبعة رخيصة من كتاب هانس فالادس "الرجل البسيط - ماذا إذا؟" لتشكل هذه الطبعة سابقة من نوعها، إذ إن ألمانيا لم تكن قد عرفت بعد الكتب الصغيرة الحجم التي تسمى "كتب الجيب".
وكانت البداية مدهشة حقا، إذ شهدت الطبعة الأولى التي ضمت 50.000 نسخة نجاحا كبيرا، حيث أصبحت الكتب صغيرة الحجم وزهيدة الثمن، الأمر الذي أتاح لها أن تصبح في متناول القارئ العادي، حيث بلغت تكلفة الكتاب الواحد حينذاك ماركا واحدا ونصف. لذلك استثمرت دار روفلت هذا النجاح وأسست سلسلة لكتب الجيب أسمتها رورورو rororo.
أصغر حجما وليس أقل جمالا
ترجع فكرة إعادة إصدار الأعمال الأدبية في شكل جديد مختصر دون أن تفقد الجانب الجمالي للكتاب وجعلها بهذا في متناول يد القارئ بسعر معقول، ترجع إلى هاينريش ماريا روفولت وهو أحد أبناء الناشر الذائع الصيت إرنست روفولت مؤسس دار النشر الشهيرة التي تحمل اسمه "دار نشر روفلت". وكما قال روفولت الابن فإن الواجب الملح يتمثل في توفير الكتاب بين يدي القارئ. أما المصدر الذي استقى عنه روفولت الابن فكرة كتب الجيب فهو أمريكا، فقد قام بزيارة إلى هناك بعد أن وضعت الحرب الأمريكية أوزارها، وشملت الزيارة إحدى مطابع كتب الجيب أو "بوكيت بوكس Pocket books " كما يطلق عليها في أمريكا.
من الندرة إلى الانتشار
في حقبة ما بعد الحرب أصبحت الكتب سلعة نادرة، إذ إن الكثير منها تلف خلال الحرب، وما تبقى احرق عندما تحتم استخدامه كبديل للحصول على التدفئة، لنقص أو انعدام وسائل التدفئة خلال تلك الفترة. وقد استغلت دار روفلت من خلال سلسلتها رورورو هذا الوضع أحسن استغلال، ونجحت حتى عام 1951 في بيع مليون نسخة من كتب الجيب التي طبعت بألوان صارخة وتصميم مميز.
ومن بين أوائل الكتب التي بيعت مؤلفات لكتاب معروفين مثل هانز فالاداس "Falladas" وغراهام غرين "Green". وبخلاف التجربة الأمريكية التي جعلت من كتاب الجيب سلعة بخسة تنتهي في سلة المهملات بعد قراءته، أخذت كتب الجيب ذات التغليف الجلدي والإطار الذهبي الأنيق مكانة مميزة في رفوف المكتبات الألمانية.
نموذج يحتذى به
بعد فترة من الزمن بدأت بعض دور النشر مثل "فيشر" و"ليست" وغولدمان" تحذو حذو دار "روفولت Rowohlt" وشرعت في إصدار طبعات من كتب بأغلفة من الورق المقوى، ثم تدرجت بعد ذلك إلى إصدار كتب الجيب بشكلها الذي أصبح معروفا. وبهذا أصبح بالإمكان الوصول إلى طبقة جديدة من القراء. وكما عبر إرنست روفولت الأب فإن "القارئ إذا ما تعود على القراءة من خلال الكتب الرخيصة الثمن، فإنه سيتحول تدريجيا إلى شراء الكتب الأغلى ثمنا". وبهذه الفكرة الذكية يصبح بالإمكان على المدى البعيد تعويض الفرق الناجم عن انخفاض أسعار كتب الجيب.
المؤلف : مايكل ماريك / نهلة طاهر
تحرير: هيثم عبد العظيم