زلزال اندونيسيا يسفر عن مصرع وجرح وتشريد عشرات الآلاف

استمرت أعمال الإنقاذ والبحث عن ناجين اليوم في مختلف المناطق التي ضربها زلزال أمس في جزيرة جاوة الاندونيسية. وبذلت المستشفيات قصارى جهدها لاستقبال الآلاف من المصابين. وتحدثت آخر التقديرات عن مقتل أكثر من 4600 شخص. وقال جون بد المتحدث باسم صندوق الامم المتحدة للطفولة /يونيسيف لوكالة رويتر ان زهاء 20 ألف شخص أصيبوا وشرد أكثر من مئة ألف آخرين، لكنه أضاف بأن هذه الأرقام ما زالت أولية.

بدء وصول المساعدات

وقد أعلنت الحكومة الاندونيسية اليوم الاحد انها تطلب المساعدة من الاسرة الدولية. وأعلنت وزارة الخارجية في بيان انها طلبت من السفراء المعتمدين في البلاد تعبئة المساعدات الانسانية لمساعدة الضحايا. في هذه الأثناء كثف المجتمع الدولي خلال الساعات الاخيرة جهوده من اجل ارسال المساعدات المالية والعينية والفرق الطبية للقيام بأعمال الإغاثة. ففي واشنطن أعلن عن تقديم مساعدة بقيمة 5.2 مليون دولار. وأعلنت المفوضية الأوروبية عن صرف مساعدة عاجلة بقيمة ثلاثة ملايين يورو. وبدأت العديد من مؤسسات الإغاثة كالصليب الأحمر بجمع التبرعات. وأعلنت كندا عن تقديم مساعدة بقيمة 1.8 مليون دولار. كما تبرعت الصين بمبلغ مليوني دولار. وذكر متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة/ يونيسف إن المنظمة تقوم بإعداد مساعدات عاجلة تشمل الخيم وأجهزة الإنارة والأغطية والإسعافات الأولية. وقد بدأت المساعدات بالوصول إلى مطار يوجياكارتا بعد إعادة فتحه أمام الملاحة الجوية. غير أن الدمار والأضرار التي لحقت بالطرق والجسور والأبنية الحكومية تعقد عملية نقلها إلى المصابين.

بانتول أكثر المناطق تضررا

وضرب الزلزال المدمر فجر أمس السبت مدينة يوجياكارتا الواقعة في الجزيرة المزدحمة بالسكان. وقال اودا سيمان سوكمانا المسؤول في مركز الاغاثة التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية الأندونسية ان معظم الضحايا من منطقة بانتول التي لحقت بها اشد الاضرار. وتوقعت ديسي ديسمواتي الناطقة باسم خلية مكافحة الكوارث في الوزارة ارتفاع حصيلة الضحايا في الوقت الذي يتم فيه نقل المزيد منهم إلى المستشفيات. وما زالت كثير من الجثث مطمورة تحت الانقاض في الوقت الذي تكافح فيه السلطات الاندونيسية ومؤسسات الإغاثة لإيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة.

ووقع الزلزال القرب بركان جبل ميرابي، وهو بركان اعلنت حالة التأهب القصوى في المنطقة المحيطة به بسبب توقع ثورته هذا الشهر. وقال خبير براكين في المدينة إن الزلزال الذي بلغت قوته 6.2 درجات بمقياس ريختر لم يقع بسبب البركان، لكن نشاط ميرابي زاد بعد الهزة الارضية. وقال سوباندريو رئيس قسم ميرابي بادارة ابحاث وتكنولوجيا البراكين لرويترز إن مزيدا من السحب ظهرت من فوهة البركان بعد الزلزال.

مخاوف من تسونامي جديد

ومع حلول الليل في الجزيرة الاندونيسية الرئيسية يستعد كثير من الناس لقضاءه خارج منازلهم أو في ساحات المساجد والكنائس والمدارس. وقال تجوت ناريمان الذي يعيش على مشارف يوجياكارتا إن الناس خائفة من وقوع زلازل جديدة مما يدفعها إلى مغادرة منازلها التي نجت من الدمار. وهناك مخاوف كذلك من احتمال وقوع أمواج مد تسونامي جديدة على ضوء شائعات راجت طوال اليوم. ويشكل وقوع الزلزال في منطقة قريبة من بركان ميرابي الذي عاد للنشاط مؤخرا مصدر قلق إضافي. ويخشى الخبراء من وجود علاقة بين نشاطه المتزايد هذا اليوم وبين وقوع الزلزال.

وكالات